تحدث البرهان في المؤتمر الصحفي الذي اعده الصحفين الاسلامين ولم يسبق البرهان تحدث بمثل هذه الصراحة في علاقته بالاسلاميين وقد كان واضحا انها عاد الي بيت الطاعة. مؤتمر الحوار في جنيف كان المحطة التي وضعت الحدود لجنرالات الجيش بشكل واضح وصريح عندما اوشك ان يفلت منهم في محادثات منامة عندما ذهب الكباشي ابعد من الحدود المسموح له وكاد ان يوقع اتفاقا باسم الجيش في حين غرة .ولكن ادركوا الامر في اللحظات الاخيرة ووضعوا القائد الثاني للجيش في حدوده اعتبرته مدام سناء انه ضابط غير موثوق . ولكن موقف كباشي جعل الاسلامين لا يثقون في قادة الجيش اذا تعرضوا للضغوط او الاغراء قد يبيعوا الاسلامين بثمن بخس .ولذلك كان قرار حرمان قادة الجيش الذهاب الي الجنيف بشكل قاطع مهما كان تبعات عدم الذهاب ، بسبب عدم الثقة اولا وبل فرصة لهم ايضا للظهور العلني في هذه المحطة . بيد ان الجنيف رسمت الصورة النهائية بان الجيش ملك للاسلامين وليس هناك جدوي الرهان علي العسكريين ولذلك رأي البرهان ان يعوم طالما قفز في النهر علي الاقل يحافظ علي حياته .وقد كان خطابه تجديد عهد الطاعة والخروج النهائي من محطة الوسط . وبل تم تكليف نقل رسالة اخري الاولي كانت عندما طلب من الدعم السريع الخروج من الخرطوم والجزيرة وسكت عن موقفه من مدن الاخري التي تحت سيطرة الدعم السريع .وقتها تم تداول هذه الرسالة جدواها ومغزاها ولكن كانت رسالة مبتورة محتاجة الي باقي قصاصات الورق لجمعها وقراءاتها. ان ما قاله في هذا المؤتمر صدم الكثير و احسب ان كل الموتمر غرضه ارسال هذه الرسالة الي المجتمع الدولي كاحدي الخيارات المقبولة من جانبنا .وهي جزء من كلام قيل في مكان ما في غرف مغلقة ولربما خارج السودان . لان مقايضة الفاشر بالخرطوم عبارة لا يمكن فهمها بشكلٍ مجردة . ولم يسبق ان قيل هذا الكلام بهذا المعني حتي مجرد الاقترحات العادية في الميديا .وسكت البرهان عن باقي الكلام . ولكن ذلك واضحا انه عرض بشكل مباشر للدعم السريع مشروع تقسيم السودان وان عليه ان يخرج من الخرطوم مقابل استلام الفاشر ولاحقا الترتيبات السياسية تفضي الي دولتين. وملخص هذا المشروع الخطة المصرية المطروحة عبر عملائها وعلي رأسهم علي كرتي في تقسيم السودان بداءا من التخلص من دارفور اوانشاء دولة النهر والبحر او علي الاقل مثلث حمدي .نعم هذه الاشارات ليست عفوية وما كان من الممكن ان يقول هذا الكلام لو لا انه مجبور عليه لان الفهم الوحيد له التخلي عن الفاشر مقابل الخرطوم .او علي اقل اقتراح مقدم من الاسلامين لقيادة الدعم السريع وان عبارة النفي غير ضرورية لان في الاساس الانسان لا يحتاج ان يخلق كلام غير موجود ويجتهد نفيه . ونحن ننتظر استيضاح من الجماعات من دارفور التي تحارب مع الاسلامين ما مغري هذه العبارة ومن الذي يطرح فكرة المقايضة في الاساس حتي يحتاج البرهان الي النفي وبل ما معني مقايضة الفاشر بالخرطوم ، ولماذا الخرطوم ؟ ولكن في تقديري هذه العبارة رسالة لمن يريد ان يفهم هي ما يمكن تقديمه في الحوارات القادمة وهذا الحديث يمكن فهمه بشكل واضح من باقي الكلام عندما يقول من المحال التعايش مع الجنجويد وان لا يقبل الحوار معهم حتي ولو استسلموا هو معني ان يذهبوا الي دولتهم وتلك هي الفاشر عاصمة دارفور .بالطبع اللبيب بالاشارة يفهم و هذه العبارة اكثر من الاشارة لو قرأنا مع قوله السابق علي الدعم السريع عليه ان يخرج من الجزيرة والخرطوم فان الوضوح اكثر من هذا الا اعلان عن دولته وهي المفاجأة المنتظرة من الاسلامين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد ادم فاشر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست