أبَّ كتبه د.أنور هارون شمبال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-25-2024, 05:44 PM

أنور شمبال
<aأنور شمبال
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبَّ كتبه د.أنور هارون شمبال

    05:44 PM August, 25 2024

    سودانيز اون لاين
    أنور شمبال-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    [email protected]
    أبَّ: بتشديد الباء وفتحها، كذلك كنّا نناديك أبِي؛ من أكبرنا إلى أصغر واحدٍ منّا، والذي هو في عمر الثانية من بناتي. أبَّ لم نسمع قط أن ناداك أحداً منّا بأسمك. وحينما يكون الحديث فيه طرف ثالث من غير "ناس البيت"، هنا تتغير تلقائية من أبَّ إلى أبويّ، أو أبى. ولم يوجهنا بها أحد ولم نوجه بها أحداً بهذا.
    مشحونة بالحنان:
    أبَّ نعم نناديك أبَّ بيننا "أبَّ" وليست "أبويّ" أو "أبي" ولا "بابا". فـ"أبَّ" كلمة مشحونة بالحنان والمودّة والقيم والمباديء، بل هي الحياة لدينا، والتي لا يمكن أن تعبر عنها كلمة سواها أو إشارة أو رمز... وسبحان عندما بحثت عن كلمة "أبّ" في معاجم اللغة العربية وجدتها تحمل بعض تلك المعاني التي تشربناها منذ طفولتنا الأولى؛ كأبَّ إليه بمعنى: اشتاق ونزع، و أبَّ لـ(...) تهيّأ وتجهّز.
    العلم ما نفع:
    أبَّ كان حظك من التعليم حفظك لسورٍ من القرآن الكريم بالخلوة لتقيم بها الصلاة، ولتعبدك، ودروس في فصول محو الأمية فكيت بها رموز الكتابة والقراءة؛ ومن مهن كسب العيش راوحت حول الرعي، والتجارة، والزراعة التقليدية. لكن واقع الحال لديك من العلم والمباديء والعزيمة، والحكمة، ما يوزن بميزان الذهب. لا جرم أنّه من أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.
    أبَّ أيّ والله العلم ما نفع... ما ينفع الناس يمكث في الأرض وأمّا الزبد فيذهب جفاءاً. فالعلم الحق هو معرفة الشئ والعمل به، ومنه الإيمان. فكم من آية في القرآن الكريم تذكرنا وتعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالجنات، وبالحور العين، وإنّهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأظنّك إنك من أولئك.
    الصالحون:
    أبَّ إنّ الأنبياء جميعهم دعوا ربهم بأن يكونوا من الصالحين، بل سيدنا موسى وهو نبي مرسل اتبع ذاك العبد الصالح وطلب منه أن يعلمه مما عَلِمَ الرشد. والصالحون هم أولئك الذين يتبعون العلم بالعمل الصالح، وبالتالي هم أرفع درجة من الأنبياء، وإلّا ما كان الأنبياء يطلبون من الله أن يكونوا منهم. نسأل الله العلي الكبير رب العرش العظيم أن تكون ونكون من الصالحين.
    أبَّ كم كنت مبادراً لما فيه الخير للناس، ومحفزاً الآخرين لعمل الخير، وواصلاً ورؤوفاً رحيماً بأخوتك وأبناء أخوتك، وكنت القاسم المشترك الأعظم لهم، رغم إنّك لم تكن أكبرهم، ولا أغناهم، وإنّما بشيء قد ألهمك الله إياه، ونظرتك التي لم تخب للمستقبل.
    تربيتك صائبة:
    أبَّ كم كنّا نراك تصمد حين يعج الناس بالكلام، خاصة إذا كان هناك شدّ وجذب، وتبدأ بالأفعال المؤدية إلى اسكات الجلبة، في صبر وثبات، ولا أذكر أن سمعت منك كلمة نابية.
    أبَّ برحيلك تذكرت تفاصيل تربيتك لنا، وكيف كانت هي صائبة وحقة، لم نجدها في تعليمنا النظامي، ولا في اضابير الكتب، بل اليوم وقفنا عاجزين من ذاك النوع التربية لأبنائنا، خاصة من ناحية شحذ الهمم، وقهر الظروف... إنّها فطرة الله، وهو ما يعرّفه البعض بالأسلوب السهل الممتنع.
    الاتقان والاحسان:
    أبَّ لقد كنت قليل التوجيهات والتحذيرات لنا، وكنّا نعرف جيداً إنك إذا أردت أن نفعل شيئاًعظيماً، بدأت به بنفسك، أو قصصت لنا سير من عملوا العمل وأتقنوه وأحسنوه، ونتائج أعمالهم؛ ثم تترك لنا المبادرة من عندنا، ومن تلقاء أنفسنا... وعندما يفشل أحدنا في مهمته، فلا تؤنبه ولا تعتب عليه، وتترك الأمر كأن لم يكن. وأمّا عندما يفلح في مهمته وينجح، فإنّك تبدي فرحك بالانجاز وتثني عليه وتذكر فاعله في ملأ من أقرانه أو من لهم علاقة بالعمل وتشير إلى مواطن قوة عمله، كما إنّك لا تنسى بتذكيرك بأسباب الفشل في ذات المهمة وذكر نماذج لها إن كانت هناك نماذج حية. ودائماً تقول من عمل عملاً فليحسنه.
    تكره تربية العنف:
    أبَّ كم كنت تكرة تربية العنف، أو التربية باستخدام العنف، ولا تلجأ إليها إلّا نادراً ولأمر جلل... حيث لم أتذكر أنك جلدتني إلّا مرة واحدة حينما اشتكت إليك أختي الكبرى (البكر) إنّني جدعتها بعود النار... حينها علمت إنّ فعلتي كانت من الكبائر خاصة بين الأخوان.
    أبَّ أذكر أيضاً أنّ أختاي اللتان يكبرانني مباشرة كانتا يكثرن التشاجر والشكاوى بينهما، فأتياك كلٍ تشكي الأخرى، فوجهتما لتأتي كل واحدة بمطرق أرد (سوط من شجرة الأرد) لتجلد بها أختها، وكنت لا تعير الأمر اهتماماً، ومواصلاً في عملك الذي تعمل فية. وعندما أتت كل واحدة بمطرقها، وجهتهما أن يتبادلاء المطارق ثم أمرتهما أن تجلد كل واحدة الأخرى حتى يتقطع أو يتكسر المطرق. ومنذ ذلك اليوم لم يدخلن في شجار أو لم يشتكين إليك، وهنّ اليوم أمهات مربيات أجيال، ويحكين ذلك باستمتاع. فالتربية عندك مباديء وقيم وقدوة حسنة.
    "شاااايفك":
    أبَّ لم أنسى احتجاجك التقريظي اللطيف حول الاسم الصحفي "أنور شمبال" حينما قلت لي: (شاااايفك تكتب أنور شمبال، أنور شمبال، أنا ولدتك ولا شمبال) ثم لم تمهلني وتنتظر مني الإجابة، وتردف وتقول (كتّر خيرك، فقد رفعت ذكر أبي... أنا ذاتي معك في الاسم عدل الله طريق). وعدل الله لك أنت طريقك إلى الجنة... والشيء بالشيء يذكر إن الاسم الصحفي هذا نتج في بدايته لدوعي تصميمية بحته، حينما كانت الصحف تصمم بالمقص واللصاق، وكان يسمح لي بكتابته ثلاثياً في المواد الصحفية ذات الصبغة التقريرية والتحقيقات. رغم إن زملائي في المراحل التعليمية المختلفة كانوا ينادوني به.
    أبَّ إنّي لم أنسى آخر نصائحك لي حين جئتك مودعاً في أواخر يناير 2023م، وكنت يومئذ متحسساً من آلام القضروف، والتي تركزت مآلات الحياة وتصاريف الأقدار و... سأعمل بها ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
    حرب لعينة:
    أبَّ رحلت عنّا في زمن حرب لعينة فرقت الناس شيعاً وأحلافاً يذيق بعضها بأس بعض. وهي مستمرة لسنة ونصف السنة حسوماً، ولا يدري أحد متى تقف. حرب بلا عنوان ولا خاتمة، المنتصر فيها خاسر، المواطن عانى الويلات، والبلاد مهددة بالتلاشي.
    أبَّ ذهب في هذه الحرب إلى رحمة مولاه ابنك آدم هارون الذي كان يلازمك، والذي في رفقتك يوم أن أعتدى عليكما المتفلتون في جنينتك في صيف 2018م، واصابتك بالسلاح الناري، لولا عناية الله ولطفة (جاءت سلاخية). استشهد آدم في منتصف أغسطس 2023م بأم درمان؛ وهو يؤدي مهامه جندياً بالقوات المسلحة الفرقة (11) اللواء (42) والكتيبة (267)، في صبر جلد؛ في حرب لا يعرف كنهها.
    ورحلت:
    أبَّ لقد رحلت أنت أيضاً في ذات الشهر يوم 15 أغسطس 2024م. إنها مصادفات الاقدار. حيث تلقيت الأخبار الحزينة لكليكما عبر وسائط الاتصال، لم نكن شاهداً لأحد منكما، ولا على القرب منكما، بسبب هذه الحرب. مضت عشرة أيام من رحيلك عنّا، وعن الفانية، وسع الله مرقدك وأراك مقعدك من الجنة.
    أبَّ تلك الحرب باعدت بيننا، ولم نتمكن حتى من سماع صوتك وكانت آخر مكالمة بيني وبينك قبل شهرين من وفاتك، حينما تم إعادة شبكة الاتصالات إلى مدينة كاس لمدة قصيرة ثم تم قطعها... ناهيك أن نكون بجنبك نمارضك، أو نسفرك إلى أفضل المستشفيات... والأسباب معلومة لما للأسفار من أخطار تضاعف ما أنت عليه.
    طوبى لأخواني وأخواتي:
    أبَّ إنّي لم أكن مع أخوتي وأخواتي، وأخوانك في ممارضك، ولا حين وفاتك، ولا من بين المشيّعين لك إلى مثواك الأخير، ولم أكن حضوراً في المأتم لتلقي العزاء، وحتى المال ضنّ في أن يسهم بشيء في مثل هذه المواقف!!... فطوبى لأخواني وأخواتي الذين ما فتئوا يقومون بالواجب بأكمل وجه، وبصبر جميل، نسأل الله أن يضع ذلك في ميزان حسناتهم، ويرفع مقامهم في العليين، جزاهم الله خير الجزاء رضاه، ورضى والديهم.
    حقّك عليّ!:
    أبَّ رغم كل تلك الحواجز والمنقصات منّي، فلم تغب عني لحظة، بل كنت شغلي الشاغل وفي ذكرك الدائم نسبح ونستغفر وندعوا لك بالشفاء وبالتخفيف، في كل صلاة وتلاوة القرآن، في أي موقف يستوقفني للعظة والعبرة. وهو أمر ليس كرماً وتفضلاً مني بل هو حقّك عليّ ومن واجباتي. يقول تبارك وتعالى في كتابه الكريم (فإذا قضيتم مناسككم، فاذكروني كذكركم آبآءكم أو أشد ذكراً...(200) البقرة. فدعوة الله لنا إلى ذكره كما نذكر آباءنا هو توجيه لطيف لبر آبائنا وذكرهم بالخير وهو واجب علينا؛ وعبرة لمن يعتبر.
    الدعاء بظهر الغيب:
    أبَّ في حديت صحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ابن صالح يدعو له)... إنّي إن شاء الله أدعو لك ما حييت، عند كل صلاة، وعمل صالح، ونفقة في سبيل الله. ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني من الصالحين مقبولي الدعاء.
    أبَّ نسأل الله ذو الفضل الكريم أن يجعل ما كتبته دعاء لك، بعدد من قرأه، ومن دعا لك بظهر الغيب، وما نشر أو بث بوسائط التواصل المختلفة.
    أبَّ يقول تبارك وتعالى (كل نفس ذآئقة الموت؛ وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز؛ وما متاع الحياة الدنيآ إلّا متاع الغرور(185) آل عمران، نحن والحمد لله مؤمنون بقضاء الله وقدره وصابرون وراضون بحكمة، فالموت سبيل الأولين والآخرين، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون. نسأله الكريم وفاء أجورنا بالجنة والفوز.
    شكراً لكم:
    أبَّ يقول الله أيضاً (أذكروني أذكرهم، وأشكروا لي ولا تكفرون) والحديث (من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، فهناك ربط قوي بين عبادة الله وخدمة الناس، وكلاهما هو الشكر. فالشكر أجزله للذين زاروك بالمستشفى، وللأطباء الذين لم يكلوا من تقديم خدماتهم في أهلك الظروف، والوصول إليك في المنزل، والشكر لأمي وعمتي وأخوتك وأخواني وأخواتي الذين كانوا بجانبك على الدوام، ولكل الذين عزونا وواسونا فيك "أبَّ"، ومن دعا لك، والشكر في الأول والآخر لله الواحد الأحد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
































                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de