طرفا الحرب الظاهر (علي التسلطهم) وقعوا اخيرا مع امريكا، وأمريكا دخلت في الأول كوسيط.. وميسر..، لكنها تتحول الآن إلي راعي.. ومشرف.. و (مسؤول) عن إيقاف الحرب وحل المشكلة، و .. و.. وفي آخر تصريح لمسؤوليها قالوا أن الأخوان وقوات الدعم لا مستقبل لهم. فلا يظن الدعم أنه بتسرعه ذهابا إلي جنيف أنه في مأمن، فالدعم طغي وتجبر، وغرته صرصراته وتاتشراته، والطاغية الكبير لا يحب أن يري طاغية اصغر منه يلعب في ملعبه ويستعرض قوته أمامه. أما الجيش فلم يحفظ لأمريكا مكانتها، ورفض استدعاءها له بجنيف، والظاهر أن الجيش وضع رأسه برأس أمريكا، مثلما فعل مالك عقار حينما اصبح واليا علي النيل الأزرق وقال للبشير: (الكتوف اتلاحقت)، فالجيش يري أن له سلاح طيران وصواريخ ومسيرات مثلما لأمريكا، وله رادارات واجهزة مراقبة مرتبطة بالاقمار الصناعية، وأجهزة تصنت وتتبع: لديه سوخوي وميج وانتنوف وهو في ملعبه ووسط جمهوره وروسيا معه قلبا - علي الأقل. أمريكا إذن الآن زعلانة من الطرفين، نسبة لما ذكرنا بالإضافة إلي أن أمريكا تحب بين الفينة والأخرى أن تذكّر الناس بأنها شرطي العالم وحامية حقوق الإنسان والحيوان، وقد تميزت الحرب السودانية بإنتهاكات فظيعة جدا لحقوق الإنسان وصلت لدرجة التمثيل بجثث الموتي وبقر البطون وجزّ الرؤوس !! ولدرجة: (نقصف مستشفاكم مثلما قصفتم مستشفانا) !! وكذلك مسألة المجاعة والأوبئة وسوء التغذية خاصة بالنسبة للأطفال.
إنه لمن المؤسف حقا أن نري نفس المشاهد والأفلام التي حدثت في دول عربية سبقتنا، وسيكون شيئا سخيفا أن نري مثلا الطائرات الأمريكية تارة تسقط الغذاء وتارة تسقط القنابل !! طرفا النزاع لزما إتباع الهوي والعناد، وفشلت جهود الأقارب والأباعد في الصلح بين الطائفتين، فشلت جوبا وجيبوتي وجدة وجنيف والقاهرة والمنامة، والآن تحين الفرصة للمارينزي الأمريكي فيدخل الحلبة، ويجد الطرفين تحد قدميه خائري القوي، وها هو يلوح لهما باصابع يده: (يو كانط سي مي) : انتما لا ترياني ولا تعرفا ما سأفعله بكما !! يللا!! هكذا هو العناد يوردنا موارد الهلاك، وبدل أن تزول الغمة ها هي الأمور تزداد تعقيدا، وها نحن ندخل نفس جحور الضبَبَة التي دخلتها الدول التي انهارت من قبلنا !! مجرد حظر طيران تنفذه أمريكا سيخلط الحابل بالنابل، وسيحدث ردود فعل خطيرة، وربما يقود الأمر الي تدخل أكثر من دولة كبري، كل منها له رؤيته ومصالحه. الآن ناقلات الطائرات الأمريكية وصلت المنطقة، ومن ضمنها "أبراهام لنكولن"، وهذه لم تسخدم تقريبا منذ عدة سنوات، يعني أمريكا اصلا (يدها ماكلاها). نحن يسوؤنا أن نري الطائرات الأمريكية تحلق في سماء أي دولة عربية أو اسلامية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. المهم .. ربما كان هذا سببا في الحاق الضر بمن أضر بالشعب المسكين، قتلا وتشريدا وتجويعا، وإرهابا واستحياءا. دعوا أمريكا تزعلهم مثلما زعلوا الشعب المسكين، وكما يردد الفنان المطرب نبيل:
اللي يزعلني.. إن شالله يلاقي.. اللي يزعّلو يتقلب الحال ..يصحى يلاقي.. حال اللي مزعلو
اللي يزعلني ..إن شالله يجيلو يحط عليه ولا يربح يوم.. ويبات مظلوم.. ودموع في عينيه
يتقهر القهرة ..اللي تكفيه.. قد ما هيعيش ويجيلي.. عشان أغفرلو وأسامحو.. ومايلاقينيش
يحزن.. ولاحد يعبّرو يوم ..ولا يسأل فيه يتفلق الفلقة.. وكل الناس.. تبخل تواسيه
اللي يزعلني.. إن شالله يلاقي.. اللي يزعلو يتقلب الحال.. يصحى يلاقي.. حال اللي مزعلو
□■□■□■□■
>>> تذكرة متكررة
نذكّر بالدعاء علي الظالمين في كل الأوقات ..وفي الصلاة وخاصة في القنوت -قبل الركوع الثاني في الصبح علي الذين سفكوا الدماء واستحيوا النساء واخرجوا الناس من ديارهم وساموهم سوء العذاب وعلي كل من أعان علي ذلك بأدني فعل أو قول (اللهم اجعل ثأرنا علي من ظلمنا) فالله .. لا يهمل ادعوا عليهم ما حييتم ولا تيأسوا.. فدعاء المظلوم مستجاب ما في ذلك شك: {قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة