تتجلى تضحيات أشاوس قوات الدعم السريع كإمتداد لملاحم الشجاعة التي سطرها الأجداد في أم ديبكرات وكرري وشيكان والخرطوم التي جعلت السودان أول دولة في القارة الإفريقية تتحرر عنوة وإقتداراً في القرن التاسع عشر، وما أعقبها من ثورات بعد إستقلال السودان في يناير ١٩٥٦م، بدءاً من ثورة ٢١ إكتوبر ١٩٦٤م، وإنتفاضة مارس/ إبريل ١٩٨٥م ثورات ناضل خلالها الشعب السوداني من أجل الحرية والكرامة والتقدم. لقد عُرف الشعب السوداني بتاريخ طويل من المقاومة ضد الإستبداد والفساد والظلم، إذ عبّر عن رفضه لهذه الأوضاع عبر تضحيات جسيمة، كان أبرزها في ديسمبر 2018، حين خرجت الجماهير إلى الشوارع مطالبة بالتغيير وهي تهتف حرية 🗽 سلام وعدالة الثورة خيار الشعب✌️
إن تضحيات قوات الدعم السريع، تأتي تأكيداً للإرادة الوطنية الصلبة التي لا تلين، والعزيمة الراسخة لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في حياة أفضل ومستقبل مشرق. لقد قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم ودماءهم في سبيل الدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته، مؤكدين على أهمية الاستمرار في النضال من أجل الديمقراطية وبناء مؤسسات دولة قوية ترتكز على العدالة والمساواة.
تظل هذه التضحيات رمزاً للأمل، ودعوة لجميع أبناء وبنات الوطن لتعزيز الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات التي تجلت في الحرب اللعينة التي أشعل فتيلها الكيزان والإنتهازيين أعداء الثورة ومسيرة التغيير. إن البناء الوطني الديمقراطي الذي يلبي تطلعات الجماهير يتطلب من الجميع الإلتزام بالمبادئي التي ناضل من أجلها الشهداء، والسعي نحو تحقيق التغيير الإيجابي الذي يضمن حقوق الأجيال القادمة.
في خضم هذه التضحيات، يبقى الأمل معقوداً على قدرة الشعب السوداني على تجاوز الأزمات وبناء وطن حر، يستحقه كل من ضحى من أجله. إن تضحيات اليوم هي ضمانة لمستقبل أفضل، وعلينا جميعاً أن نتذكرها ونعمل على تحقيق الأهداف التي سقط من أجلها الشهداء، لتظل ذكراهم حية في قلوبنا وعقولنا كي نلملم جراحات الوطن الدفينة ونبني سودان جديد لا يظلم فيه أحد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة