تم تسليط الاضواء على الجبهة النقابية و اعتمادها كممثل شرعى للعاملين ووريث لتجمع المهنيين رغم ان الاجسام المنضوية بها لا تتعدى التسعة اجسام تمثل خمسة مهن (اساتذة الجامعات ممثلين بثلاثة اجسام) كما ان جل الاجسام المكونة لها لا تختلف من حيث النشأة و طريقة التكوين عن تجمع المهنيين وان تجمع المهنيين ما زال حى يرزق و عضو فى تحالف التغيير الجذرى. فى هذا المقال نحاول ان نلقى نظرة دقيقة على الجبهة النقابية و ميثاقها. الملفت للنظر ان اول فقرتين فى ديباجة ميثاق الجبهة تحمل نفس المعنى و السردية الواردة فى مقدمة ميثاق تجمع المهنيين، فمثلا ابتدر تجمع المهنيين ميثاقه بالإشارة الى اضراب عمال المناشير فى العام 1908 و نشاط هيئه شؤون العمال وكذلك فعلت الجبهة النقابية، لكن بينما اتسمت مقدمة تجمع المهنيين بالعمق والتركيز على العمل النقابى وشؤون و قوانين النقابات اتسمت ديباجة الجبهة النقابية بالعمومية و غياب التركيز وروح التسيس مع بعض الهتافية ورغم ذلك اعتمدت تلك الديباجة كأول المبادىء التى ترتكز عليها الجبهة النقابية!!. وبينما كان الموضوع الرئيسى فى مقدمة ميثاق التجمع قانون النقابات و الاطار القانونى الذى يحكم نشاط النقابات خلت ديباجة الجبهة النقابية من اى اشارة لقوانين النقابات. الميثاق اتسم بالضعف و الاخطاء اللغوية فما اطلق عليه المبادى هى خليط من الأهداف و برنامج العمل و الإطار التنظيمي لعمل الجبهة النقابية باستثناء المبدأ رقم 2. المبدأ 3 (تلتزم كل نقابة موقعة على ھذا ا لمیثاق التزاما تاما بمبادئه وتعمل على تحقیق أھدا فه في مختلف مجالات عملھا) ترى ما هى تلك المبادىء اذن فهو ليس مبدأ فهو يحض و يلزم كل نقابة بالالتزام بمبادىء الميثاق. اما المبادىء 4 و 5 فمكانها مع اهداف الجبهة النقابية و ليس المبادىء. للقراء ان يحكموا على هذه المبادىء. المبدأ 4 (تبني الجبھة النقابیة استراتیجیة عملھا داخل ھیاكلھا وخارجھا على مبدأ وحدة واستقلالیة ودیمقراطیة النقابات) لقد جمع و لا اريد ان اقول خلط المبدأ بين الاسس التى تحكم البيئه الداخلية و الاطر البرامجية التى تسعى النقابات لتحقيقها. المبدأ 5 (تتمسك الجبھة النقابیة بضرورة تمثیل النقابات في ھیاكل تأسیس الدولة والسلطة المدنیة الدیمقراطیة كضامن ومراقب لمراحل بناء وترسیخ سلطة الشعب.) لا شك ان هذا هدف و ليس مبدأ و هو الغرض و الهدف الاساسى لتاسيس الجبهة النقابية، حيث أن المجموعات التى ذاقت حلاوة السلطة و تمتعت بامتيازاتها تبحث عن موقع قدم. الهدف الاول للجبهة هو بناء حركة نقابية على اساس قاعدى ليت الجبهة النقابية اكتفت بذلك لكن اضافت (بالمساهمة مع جميع العاملين بمختلف فئاتهم على تاسيس وحداتهم فى كل بقعة من بقاع السودان مستصحبين ارث الحركة النقابية ) لوهلة حسبت انه احد اهداف مجموعة النقابات المستقلة او مشروع مركز الايام الممول من المعونة الانجليزية، هذا الهدف يعيد للاذهان احداث الفترة الانتقالية حيث عملت مجموعة من موظفي المنظمات الدولية للترويج لضرورة بناء التنظيمات و النقابات على مستوى القواعد و ان واجب كل مجموعة تريد ان تكون نقابات ان تقوم باعداد النظام الاساسى فالاولوية لبناء النقابات على مستوى القواعد و ليس للعمل على فرض قانون نقابات ديمقراطى علما بأن هذه المجموعة هى من اعدت قانون لينا (قانون نقابات المنشأة فى نسخته الثانية) و وظفت هذه المجموعات آلتها الاعلامية و عملت على تغبيش وعى القواعد باعتبار انه ليس هناك اهمية لقانون النقابات، وقد روجت لهذا المفهوم بعد ان تم فضح طبيعة قانون لينا الفاشية فهو يحاكم من يخالفه بالسجن ستة اشهر و يضع اشتراط لممارسة حق الاضراب. نفس المجموعة التى صاغت قانون لينا هى التى روجت و دافعت و قدمت البناء القاعدى للنقابات على اصدار قانون نقابات ديمقراطية رغم الارتباط العضوى لهم. اللجنة التى اعدت قانون لينا كانت تتكون من محجوب كنارى و محمد على خوجلى و يساندهم من خلف الكواليس عضو مكتب النقابات المركزى للحزب الشيوعى ومستشار مركز الايام و سكرتير النقابات فى تجمع المهنيين عمار الباقر. و الاخير فضحته الوزيرة لينا عندما واجهته على حسب تسجيل صوتى نشر فى الاسافير بمشاركته فى اعداد قانون النقابات فلم ينفى ذلك انما اوضح انه كان هناك بصفة خبير نقابي. علما بأنه ضابط شرطه سابق و لم يعمل فى مؤسسة مدنية قط و لم يكن عضوا فى نقابة او يشارك فى تاسيس نقابة، فقد كان يعمل فى الشرطة قبل سقوط الإنقاذ بأشهر ، هذا الفهم (الاولوية للبناء القاعدين و لبس للقانون) كلمة حق اريد بها باطل و قد ادى الى تفتيت وحدة الحركة النقابية فى العديد من بلدان العالم مثل الهند و العراق و غيرها و قد عملت المنظمات الدولية الغربية على لترويج لهذا الفهم و قدمت الدعم المالى و الفنى لتشكيل الحركة النقابية السودانية بما يخدم اهداف السوق الحر و الامبريالية و يضمن تدجينها. فكثر الحديث عن الشراكة الثلاثية بين العاملين و الحكومة و القطاع الخاص عند اعداد قانون النقابات للعام 2020. فبينما نفذ مركز الايام الممول من المعونة الانجليزية عبر المجلس الثقافى البريطانى العديد من الانشطة التى تستهدف النقابات و النقابيين قامت منظمة فريدريش ايبرت و مركز سوليدرتى التابع لاتحاد العمال الامريكيين باجراء مسوحات و دراسات عن النقابات و نظمت منظمة كيمونك سمنار كرمت فيه و ساوت بين علي الماحي السخي و عدوه الانتهازي قناوي. وقد استانف مركز سوليدرتى نشاطه مؤخرا بتنظيم ورشتين فى اديس ابابا عن التحالفات شاركت فيها الاجسام المنضوية تحت الجبهة النقابية باستثناء اللجنة التمهيدية للاطباء التى رفض ممثيلها حضور الورشة الثانية بعد ان اكتشفوا اجندتها الحقيقية، فرغم ان الدعوة كانت لحضور ورشة لتطوير العمل النقابى الا ان موضوع الورشة الحقيقي تبين انه التحالفات وان الميسرين كانوا اسماعيل التاج و علاء الدين نقد. يلاحظ ان الجبهة النقابية قد تجنبت استخدام اللغة التى درجت علي استخدامها الحركة النقابية السودانية في توصيف اهدافها مثل ديمقراطية و استقلالية و وحدة الحركة النقابية. تخاطر الجبهة النقابية و لا نقول تعمل على تفتيت وحدة الحركة النقابية بعدم اشارتها لضرورة وجود قانون نقابات ديمقراطى. طالما ان مكونات الجبهة النقابية حريصة على البناء القاعدى للنقابات لماذا وافق العديد منها عندما كان جزء من تجمع المهنيين على حل النقابات بواسطة لجنة ازالة التمكين و قطعت الطريق امام القواعد التى شرعت فى سحب الثقة من نقابات الكيزان بل شارك كل من عراب الجبهة النقابية و مستشار مركز الايام و ممثل لجنة المعلمين فى هذا القرار بحكم وجودهم و مشاركتهم فى لجنة العمل النقابى التابعة للجنة ازالة التمكين. يلزمنا التنويه بأن الاجسام الرئيسية المكونة للجبهة لم تبنى على اساس قاعدى و لم تاتى بانتخابات باستثناء نقابة الصحفين فلجنة المعلمين لم تنتخب و هى نفس الجسم الذى شارك فى تكوين تجمع المهنيين فى العام 2011 و شارك فى اعادة تكوينه فى العام 2018 لم يتم تحديثها و لا تجديد قيادتها. لمع نجمها خلال الفترة الانتقالية لعدم مبدئياتها فقد وقفت فى الحياد عند انقسام تجمع المهنيين مع تعاطف بين مع مجموعة الاصم و التقت ببرهان بعد انقلابه فى اكتوبر 2021 و كانت جزء من تكتل الردة مستحيلة و شارك ممثليها فى اجتماع تقدم كما شاركوا فى ورش منظمة التضامن عن التحالفات النقابية و قبل ذلك رفضت التوقيع على ميثاق التغيير الجذرى لكن فجأة و دون خجل توافق على ميثاق ثورة الشعب. ليس هناك حوجة لتذكير القارى ان ممثل لجنة المعلمين هو من وقع على الوثيقة الدستورية المعيبة، اما اللجنة التمهيدية للاطباء فاسمها يشف عن طبيعتها و مهامها و كيفية تكوينها و فهى لا تختلف على الاطلاق عن النقابة الشرعية للاطباء التى تكونت فى العام 2012 اثر جمعية ضمت الاطباء السودانيين انتخبت دكتور احمد الشيخ نقيبا للاطباء. مهمة اللجنة التمهيدية صياغة النظام الاساسى و عقد جمعية عمومية لانتخاب لجنة تنفيذية. الحقيقة ان مجموعة الهبوط الناعم نشطت فى تكوين اللجنة التمهيدية بعد ان كانت تعرقل تكوين و تقاطع اجتماعات الجمعيات العمومية على مستوى المستشفيات لشل تجمع المهنيين بعد ان رفض عودة الاصم و مجموعته و فتح نافذة للتواصل مع قوى الهبوط الناعم. لقد اعترضت رئيسة اللجنة التمهيدية للاطباء على توقيع تجمع المهنيين على ميثاق التغيير الجذرى عندما كانت تمثل النقابة الشرعية فى التجمع و انسحبت من التجمع، نقابة الصحفيين هى الجسم الوحيد المنتخب الا انها اقرب للاتحاد المهنى منها للنقابة حيث ضمت الصحفيين و الناشرين و موظفى الاعلام فى الاذاعة و التلفزيون و الصحفيين السودانيين الذين يعملون فى الخارج. نقابة الصحفيين من ابرز الاجسام المهنية الداعمة الاطاري و الشراكة مع العسكر. الهدف الثانى للجبهة النقابية هو الدفاع عن الحقوق المھنیة والنقابیة للعاملین وتحسین ظروفھم في جمیع مواقع العمل في القطاعین العام والخاص والقطاع غیر المنظم وقطاع العاملین بالمنظمات الطوعیة. تضمين القطاع الغير المنظم ضمن القوى والفئات التى تدافع الجبهة النقابية عنها يذكر بقانون اصحاب الانتاج الزراعى و الحيوانى الذى سنه الكيزان بديل لقانون اتحاد المزارعين فهو مسخ حمل ملامح الجمعيات التعاونية و الشركات و ناى بنفسه عن العمل المطلبى و النقابى. العاملون فى القطاع غير المنظم يكونون جمعيات تعاونية او مهنية ليست ذات طابع نقابى لانه لا يوجد مخدم انما الهدف تنظيم المهنة و تكوين موقف موحد تجاه الاجسام المنظمة سوى كانت حكومية او مهنية. فاتحاد الحرفيين يتكون من جمعيات تعاونية و نسوية و قد ثار جدل قانونى كبير حول اتحاد الحرفيين فاتحاد غرف الصناعات الصغيرة و الحرفية التابع لاتحاد اصحاب العمل يرى انه الممثل الوحيد و الشرعى للحرفيين وفق القوانين السارية. مثل هذا الطرح الفضفاض الذى يستبعد البعد الطبقى و لا يتسق مع مفهوم النقابة و العمل النقابى يثير العديد من علامات الاستفهام حول اهداف الجبهة النقابية على المدى القريب و البعيد. الهدف الثالث للجبهة النقابية (الوقوف بصلابة ضد سرقة اصوات النقابات و اختطاف ارادة نقابته) مكانه ليس ميثاق الجبهة النقابية انما البرنامج الانتخابى. عدم الاسهاب فى توصيف سرقة الاصوات اضفى نوع من الابهام و اعاد للذاكرة مزايدات حركة المحايدين و المستقليين فى الجامعات السودانية. رغم ان الجبهة النقابية ليس ضمن اجندتها صياغة قانون نقابات ديمقراطى الا ان هدفها الرابع هو المشاركة فى صياغة قوانين و لوائح تنظيم عمل النقابات و مؤائمتها مع الاتفاقية رقم 87 لمنظمة العمل الدولية. لكنها لم تعرف طبيعة هذه القوانين و محتواها و لو فى كلمتين، بخلاف تجمع المهنيين فهى لم تحدد ما اذا كانت تدعم قانون المنشأة ام قانون الفئة. مقارنة باهداف تجمع المهنيين نجد ان اهداف التجمع اكثر وضوحا و صرامة فى التزامه و تفصيله لقضايا العمل النقابى فكانت اهدافه استعادة حرية و ديمقراطية العمل النقابى ، استرداد الحقوق النقابية، فضح نقابة المنشأة الى جانب القضايا المطلبية. اما ميثاق الجبهة النقابية فقد اتسم بالإبهام وعدم الوضوح و العبارات الفضفاضة. ما هو الفرق بين الجبهة النقابية و تجمع المهنيين: لا يوجد فرق بين تجمع المهنيين و الجبهة النقابية من حيث الاجسام المكونة لهم، ففى كلاهما الاجسام المكونة غير منتخبة فلجنة المعلمين كانت عضو فى تجمع المهنيين و هى ليست منتخبة و لم تاتى من القواعد، اللجنة التمهيدية للاطباء كونت لغرض واحد و هو اعداد النظام الاساسى و لا تختلف عن النقابة الشرعية التى كانت عضو فى تجمع المهنيين. النقابة الشرعية تكونت اثر جمعية عمومية انتخبت دكتور احمد الشيخ امينا عاما لها فى العام 2012. الجسم الثالث فى الجبهة النقابية هو ايضا جسم فوقى غير منتخب هو اللجنة التسيرية لنقابة المهندسيين السودانيين. الاجسام النقابية الاخرى المكونة للجبهة النقابية تشمل نقابات لاساتذة الجامعات فى ثلاثة مؤسساءت تعليمية هى جامعة الخرطوم و الزعيم الازهرى و جامعة امدرمان الاهلية. كما ان نقابة اساتذة جامعة الخرطوم من مؤسسى تجمع المهنيين كما انه يوجد ممثل لاساتذة الجامعات فى تجمع المهنيين. اذن ما الهدف من انشاء الجبهة النقابية و لماذا خلق بديل لتجمع المهنيين و تجاوزه طالما انه لا خلاف جوهرى حول الاهداف، هل المسألة مرتبطة بصراعات شخصية بين افراد كما طفح فى الميديا ام انه صراع مبدئى بين قوى الهبوط الناعم و قوى التغيير الجذرى ام صراع ايدلوجى بين المجموعات اليمنية المرتبطة بمراكز الدراسات الاستراتيجية و اجهزة المخابرات و المجموعات اليسارية المتشددة داخل الحزب الشيوعى. من وراء الجبهة النقابية: المساعى لخلق بديل لتجمع المهنيين كشفها الاستاذ عمر الطيب فى مقال نشره فى يونيو 2022 فى سودانيز اولاين فقد كتب (هناك مخطط لتكوين بديل لتجمع المهنيين أو منصة تمهد الطريق لعودة و تمثيل قيادات تجمع المهنيين المنشقيين فى هياكل الفترة الانتقالية الثانية بعد ان فشلت مبادرات شبكة الصحفيين و منظمة سابا ومكتب الأطباء الموحد فى إقناع قيادة تجمع المهنيين بعودة المنشقيين. المخطط الجديد يهدف فى المقام الأول الى تفكيك تجمع المهنيين و إعفاء قيادته الحالية و استبدالها بلجان سياسية و تنظيمية و سياسية لتقوم بالتحضير لمؤتمر للاجسام النقابية و المهنية. بمعنى آخر يتم الغاء كل ارث تجمع المهنيين و ميثاقه و علاقاته و البدء فى تاسيس جسم جديد فى هذا الوقت الذى تتكالب فيه القوى الدولية و العسكر و الفلول و قوى الهبوط الناعم على الثورة لإخمادها. من يسعى لذلك يهدف الى إلغاء المرجعية التى يستند عليها التجمع والتي قادته ليرفض لقاء الآلية الثلاثية و فولكر، إن استبدال القيادة الحالية بلجان سياسية و تنظيمية و تحضيرية يهدف لتمكين قوى الهبوط الناعم من العودة الى التجمع و إطلاق أيدى اللجان التى حددت عضويتها مسبقا لتبارك التسوية القادمة.لقد فشلت قوى الهبوط الناعم فى إحياء تجمع الاصم و طه كما لم تنجح التحالفات التى حاول انشاءها على شاكلة تحالف الردة مستحيلة. تكسير التجمع الحالى و فتح صفحة جديدة ليس مدخل لعودة قوى الهبوط الناعم و حسب بل هو مقدمة لاستيعاب أجسام بديلة للجان التمهيدية التى تستمد عضويتها من القواعد فالملاحظ ان أصحاب المخطط تحدثوا عن توسيع التجمع لاستيعاب أجسام مهنية اخرى لكن لم يذكروا تحالف اللجان التمهيدية المنضوية تحت لجنة دعم وتعزيز العمل النقابى و التى كانت ومازالت تعمل مع تجمع المهنيين. على حسب المخطط ستفتح المنصة الجديدة لكل الأجسام المهنية و على رأسها اللجنة المركزية للاطباء و المحامين و لجنة المعلمين كما سيتم استيعاب لجان مقاومة المؤسسات وكذلك اللجان التسييرية التى كونتها لجنة ازالة التمكين!، بالإضافة إلى ذلك سيفتح الباب امام الأجسام غير المهنية لتكوين تحالف نقابى و هنا المقصود فتح الباب أمام انضمام مهندسى قانون نقابة المنشأة 2020 و على راسهم كنارى و تجمعه تصحيح النقابات العمالية، بهذه التشكيلة الجديدة سيتم تقديم هذا الجسم المسخ المزمع قيامه على انقاض التجمع ليقوم بالبصم على صفقة فولكر و قوى الهبوط الناعم ولكي يساهم فى إختيار الوزراء و ممثلى المهنيين فى المجلس التشريعى. كل الترتيبات لقيام هذا الجسم قد شارفت على الإنتهاء تبقى فقط اقناع قيادة الحزب الشيوعى به و سيتم تدشينه قريبا اذا لم تتوحد قوى الثورة الحية فى مجلس تجمع المهنيين و تتصدى لهذا المخطط و تتخذ إجراءات حاسمة ضد من يروجون له.). لاحقا رشحت معلومات عن ان مستشار مركز الايام و سكرتير مكتب النقابات فى تجمع المعلميين قدم ورقة لمكتب النقابات فى الحزب الشيوعى و فراكشن المهنيين نحى فيها نفس المنحى الا ان الورقة جوبهت برفض فسحبها. يؤكد هذه المعلومات الدعم الغير محدود الذى حظيت به الجبهة النقابية منه بعد تاسيسها فقد كتب سكرتير مكتب نقابات التجمع المقدم شرطة معاش عمار الباقر اكثر من خمسة مقالات فى الاسافير يشيد فيها بالجبهة النقابية و يبشر ببزوغ نجمها فقد كتب مقال بعنوان (الجبهة النقابية طريق النقابيين نحو استعادة منبرهم النقابي) لكن المدهش ما ورد فى مقاله اضواء حول المؤتمر الصحفى للجبهة النقابية عن التحديات التى تواجه الجبهة النقابية (العلاقة مع الاجسام المهنية ذات الطابع السياسي والتي تدعي الحديث باسم قوي العمل وعلي راسها تجمع المهنيين بشقيه واستجلاء العلاقة بين ما هو نقابي وما هو سياسي في التعامل مع هذه الاجسام. تلك هي أهم التحديات التي سوف تواجه الجبهة النقابية وهي تحديات في حاجة الي الكثير من العصف الذهني وبعد النظر) كأن الجبهة النقابية لا تتعاطي السياسي وإن المبدأ الخامس للجبهة النقابية لم يتحدث عن مشاركتها فى السلطة و تاسيس هياكل الدولة و السلطة المدنية كضامن و مراقب لمراحل بناء و ترسيخ سلطة الشعب وانها تتكون من اجسام قاعدية منتخبة. الجبهة النقابية تتكون من اجسام فوقية و لها اجندة سياسية و لا تختلف فى شىء عن تجمع المهنيين. كان اولى به ان يكون اكثر مبدئية ويتقدم باستقالته من تجمع المهنيين قبل ان يكتب هذا المقال طالما انه جسم سياسى و يدعى تمثيل العاملين فهو عضو فى سكرتارية تجمع المهنيين و سكرتير مكتب النقابات فيه. من المهم ان نشير الى انه كان مصدر عكننة فى تجمع المهنيين و سبب اساسى فى اعاقة نشاط تجمع المهنيين الامر الذى دفع جسمه الى سحبه من تجمع المهنيين بسبب الغياب من اجتماعات السكرتارية لكن تمت اعادته بعد ان مارس ضغوط على عدد من اعضاء مكتبه القائد. كل المؤشرات تقول انه عراب الجبهة النقابية و اليد الخفية وراء تأسيسها و تقديمها كبديل لتجمع المهنيين. هذا هو ديدنه فرغم حديثه عن النيوليبرالية و الليبراليين الجدد و انتقاده أعمل الا انه يعتبر ابرز ممثلى مؤسساءت الليبرالييين التى تعمل على تدجين العمل النقابي فهو مستشار مركز الايام الذى ينفذ مشروع لتطوير العمل بتمويل من المعونة الانجليزية و الحكومة البريطانية. الجبهة النقابية حصان طروادة الهبوط الناعم: بحكم طبيعة الاجسام المكونة لها و تاريخها و ممارساتها فالجبهة النقابية ليست مؤهلة للانضمام لقوى الثورة الحية و ان ما يربطها بقوى الهبوط الناعم و قحت اقوى و امتن من نزوة طارئة فرضها اختلال توازن القوى و ضعف قوى الهبوط الناعم فى ظل صعود المجموعة المتشددة وسط الكيزان و احكام سيطرتهم على الجيش و الدعم السريع. لقد انتبه محرور الراكوبة لذلك قبل ردح من الزمان حينما كتبوا معلقين على اجتماع اللجنة المؤقتة لميثاق سلطة الشعب و الجبهة النقابية (كسبا للوقت وحتى لا نكرر اخطاء الماضى التى قادت الى الوثيقة الدستورية المعيبة وادت الى ابعاد قوى الثورة الحية من دفة القيادة وفتحت الباب واسعا امام عملاء الجنجويد والامارات لابد من النظر الى طبيعة ومكونات الجبهة النقابية ومدى مقدرتها على مواكبة برامج التغيير الجذرى والالتزام بميثاق سلطة الشعب، نجد على راس الاجسام النقابية التى شاركت فى الاجتماع المذكور اللجنة التمهيدية للاطباء ولجنة المعلمين ونقابة الصحفيين. النظر الى مواقف هذه الاجسام الثلاثة وتوجهات قياداتها خلال الفترة التى اعقبت سقوط البشير كفيل بالقاء الضوء على حقيقة مواقف هذه الاجسام والتكهن بمالات التحالف والاتفاق معها.) كما كتب محرور الراكوبة فى نفس المقال (ختاما الجبهة النقابية لحم راس وحصان طروادة الذى يمكن ان تمتطيه قوي الثورة المضادة لتعمل على تفكيك وحدة قوى الثورة الحية لذا يجب ايقاف اى تعامل معها حتى تتباين صفوفها وتتسق ممارسات الاجسام المكون لها مع الشعارات التى ترفعها. وعلى الحزب الشيوعى ان يطهر نفسها من العملاء وعناصر اليمين حتى لا يكون مصيره مصير الجيش السودان الذى تباع و تشترى قياداته واسراره فى وضح النهار).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة