لقد كانت صدمة جميع الشعوب السودانية رفض الجيش التفاوض وقد كان ذلك فشلا دبلوماسيا كبيرا وبل موقفا سياسيا خطيرا للغاية لان هذا المنبر ملحق لمنابر سابقة فشل الطرفان للتوصل ما هو المطلوب منهما هو وقف الحرب وانهاء معاناة الشعوب السودانية وعبرمنبر جدة ومنامة والقاهرة ادرك المجتمع الدولي والشعب السوداني ان السبب في عدم التوصل للاتفاق هو ان حزب المؤتمر الوطني مازالبيده قرار الجيش ومؤسسات الحكم في السودان . ولذلك لنجاح المفاوضات يتطلب اعادة الحزب الي المشهد السياسي من جديد او استمرار مأساة الشعوب السودانية. وهذه باتت معلومةبالضرورة وقد كان واضحا ان منبر جنيف هو الخيار الثالث لان الحزب الذي سقط بالثورة الشعبية من المحال اعادته بالتفاوض وايضا لا يمكن السكوت علي موت الملايين بالمجاعة لان هناك حزب ترهن الامة كلها مقابل عودتها للحكم . الحوار في جنيف كان القصد منه الخيار الثالث وهذا الخيار يتم طبخه في مجلس الامن مثل ذلك القرار الذي تم توصيف قضية دارفورابادة جماعية في عهد البشير وتحويل الامر الي المحكمة الجنائية ولم يتمكن اصدقاء حكومة السودان وقوف امام القرار لان الامر كانانسانيا. بالرغم ومن علمهم ان دول الغرب تدفع باجندة حرب علي الارهاب بقرار الجنائية. الا ان البرلمان الروسي او الصيني من المحال انتوافق استعمال فيتوا ليموت الشعوب جوعا. فان جنيف مرحلة من المراحل توصيف الحالة الانسانية في الدوائر الدبلوماسية.ولذلك تم نقل مقر التفاوض من جدة لسببين الاول لان السعودية تعلم ان فشل حوار في جدة ينقل الامر الي مرحلة مواجهه حكومة بورتسودان مع المجتمع الدولي ولذلك لا تريد السعودية انتبدأ هذه المواجهه من عندها . ثانيا تري الدوائر الغربية ان الحوار في جدة ادي غرضه هو تأكيد الطرف الثاني في الصراع هو حزب الموتمر الوطني وحتي هذا الوقتالنشاط دبلوماسي اقليمي في اطار المنظومة العربية وهو اقل تاثيرا في الدوائر الدبلوماسية والعالمية.ولذلك مطبخ جنيف هو محطة انظار كل الدول . ومن هنا يتم نقل القضية الي مجلس الامن او حتي الي الامم المتحدة في حالة تعثر في اتخاذ قرار في مجلس الامن وحتيهذه اللحظة تمت رسم الصورة الكاملة لمأساة الشعوب السودانية. ولذلك كان علي الجيش ان لا يضع نفسه في موقع من يعرقل الجهود الدولية لانقاذ الشعب من كارثة المجاعة لان لا يوجد مبررا عليالاطلاق للحيلولة دون ذلك . وان جلوس الامريكان مع بشير نمو ليس فقط يريدون اعلان فشل حوار في جدة بتعند الجيش. بل يريدون وضع النقاط علي الحروف في النقاط التي يحتاجون لها من مواقف الجيش بشكل واضح بحيث لا يستطيعون التنصل منها لاحقا امامالمحافل الدولية بان قرار الحرب والسلام في يد جهه حتي لا تريد الاعلان عن نفسها في الساحة السياسية وجمع الادلة لحقيقة موقفالجيش. وفي تقديري لا يمكن ان يكون هذا موقف الجيش الذي يفترض ان يكون احرص علي شعبه من خصمه .ولذلك احتمال التراجع امرا وارداو كبيرا .حتي ولو لا يريدون السلام مع خصمه ،فمن الافضل ان يتم ذلك الرفض من داخل قاعة التفاوض برفع سقف التفاوض .ولكن رسمهذه الصورة القبيحة علي نفسها واعلان التحدي علي المنظومة الافريقية والعربية والاوربية وبل الغربية كلها وهو غير منتصر .لتدخل طوعافي عزلة لم يتشرف بها حتي كوريا الشمالية .واذا اراد الحسم العسكري فكان امامه اكثر من سنة فقد هيبته امام جيش بدليل صنعهبنفسه لا احسب ان يكون هناك جهه ملامة اذا طلبت وقف الحرب لعدم جود جهه تحسم الموقف عسكريًا. نعم لربما هناك من لا يهمه امر المجاعة مثلما سكتت حكومة جعفر نميري عام ١٩٨٣ مات في غرب السودان خلقا كثيرا هو نفسه تقديراتالفاو الان بان اكثر الاماكن تعرضا للمجاعة غرب السودان والخرطوم وبعض مناطق الوسط . مع ذلك رفض انقاذهم يأتي علي لسان واحدمنهم ليكون ايقونة المأساة للابد هذا حدث فعلا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة