في خضمّ عاصفة التغيير التي هزّت أركان السودان، برزت أصواتٌ تحاول جاهدةً أن تغطي على حقيقة الثورة، وتُلوّن أحداثها بألوانٍ زائفة، من بين تلك الأصوات، برز صوتٌ نسائيّ، يحمل في طياته الكثير من الحقد والكراهية، يحاول جاهداً أن يشوّه صورة الثورة، ويُقدّمها على أنها مجرد انقلاب على نظامٍ عادل، لقد كانت هذه المرأة، إحدى رموز النظام البائد، تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تُبرّر جرائم نظامها، وتُقدّم صورة مشوّهة عن الثورة السودانية، لقد زعمت بأن الثورة كانت مجرد مؤامرة، وأن الشعب السوداني قد أُغوي وخُدع للثورة على نظامٍ كان يعمل لخدمته، ولكن، هل يمكن أن تُخدع كل هذه الأعداد الهائلة من الشعب السوداني؟ هل يمكن أن يخرج ملايين الناس إلى الشوارع دفاعاً عن نظامٍ فاسد؟ الإجابة بكل تأكيد هي لا، لقد كانت ثورة ديسمبر ثورة شعبية عارمة، خرجت من رحم المعاناة والألم، وسعت إلى بناء مستقبل أفضل للسودان، لقد كانت ثورة ضد الفساد والظلم والاستبداد، وكانت ثورة من أجل الحرية والكرامة والعدالة، إن ادعاءات هذه المرأة بأن النظام البائد كان يخدم الشعب السوداني، وأن الثورة كانت مجرد مؤامرة، هي ادعاءات باطلة لا أساس لها من الصحة، فالشعب السوداني عانى طوال عقود من حكم النظام البائد من الفقر والمرض والجهل، وشهد تدهوراً كبيراً في جميع المجالات، إن ما قالته هذه المرأة عن الثورة السودانية هو دليل واضح على مدى انحرافها عن الحقيقة، وعلى مدى كرهها للشعب السوداني، لقد حاولت أن تزيّف التاريخ، وأن تُغيّر الحقائق، ولكن الحقيقة أبدية لا تموت، إن الشعب السوداني لن ينسى تضحيات الشهداء، ولن ينسى معاناته الطويلة تحت حكم النظام البائد، إن الثورة السودانية كانت نقطة تحول في تاريخ السودان، وستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، وإن ما حدث في السودان هو درسٌ قاسٍ لكل من يحاول أن يستبد بحكم الشعب، وأن يظلم الناس، إن الشعوب لا تقبل بالظلم والاستبداد، وإنها ستثور حتماً لتحرير نفسها من قيود الطغيان، ختاماً، إن هذه المرأة قد حاولت جاهدةً أن تشوه صورة الثورة السودانية، ولكنها فشلت فشلاً ذريعاً، فالشعب السوداني أذكى من أن يصدق أكاذيبها، وأشد إصراراً على تحقيق أهداف ثورته.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن اوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- (مسجد محمد عبد الفتاح البرهان) ففي خضمّ الصراعات الدائرة، وفي ظلّ غبار المعارك الدامية، تتسلّل إلى الأذهان تفاصيل أخرى، قد تبدو هامشية للوهلة الأولى، إلا أنها تعكس عمقاً مضطرباً للحالة الإنسانية، فبينما يشغلنا دمدمة المدافع وأنين الجرحى، تنمو بذور أخرى في الظلال، تحمل في طياتها قصصاً تثير التأمل والاستغراب، ففي أرضٍ تشهد حرباً طاحنة، وفي حين يلهث الناس وراء لقمة العيش، ويبذلون الغالي والنفيس من أجل البقاء، نشهد مشهداً غريباً؛ مشهداً يعكس الوجه القبيح للسلطة، ويفضح زيف الشعارات التي ترفعها، فقد أُقيم حفل وضع حجر الأساس لمسجد يحمل اسم أحد القتلى، ليس من قتلى الحرب، بل من قتلى الحوادث! فابن قائد عسكري بارز، لقي حتفه في حادث مروري بعيداً عن ساحات القتال، يحظى بتكريم لا يحظى به آلاف الشهداء الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن الوطن، هذا المسجد، الذي يُبنى بمال الشعب، وباسم الدين، ليس سوى نصب تذكاري لأحد أفراد العائلة الحاكمة، وليست سوى محاولة يائسة لتلميع صورة نظام فاسد، يستغل الدين لتحقيق أغراضه السياسية، فبينما يموت الشعب جوعاً ومرضاً، وبينما تهجر العائلات قراها ومدنها، وتشرد في البراري، نرى هذا القائد العسكري، الذي يدعي أنه يدافع عن الإسلام، وقد اشترى قصراً فاخراً في تركيا لأسرتة، يعيشون فيه في نعيم، بعيداً عن مآسي الحرب التي يتسبب هو بها، إن هذا المشهد المؤسف، يذكرنا بقول الشاعر: إذا رأيتَ الجديدَ بديعاً حسناًفقد كان في القديمِ بديعاً حسنا، فما يحدث اليوم، ليس سوى تكرار لما حدث في الماضي، وما سيحدث في المستقبل، ما دامت الظلم والاستبداد هما السائدين، إن الحرب هي كارثة بكل المقاييس، وهي تدمر كل شيء جميل في المجتمع، ولكن الأخطر من الحرب، هو استغلالها لتحقيق مكاسب شخصية، وتشويه صورة الدين، وتضليل الشعوب، فلتكن هذه القصة عظة وعبرة لنا جميعاً، ولنعمل جميعاً من أجل بناء مجتمع عادل، يسوده المساواة والعدالة الاجتماعية، بعيداً عن الظلم والاستبداد.. If you see the new as beautiful and wonderful, then the old was beautiful and wonderful. وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا !!". خروج :- "شرارة جديدة أم شرارة قديمة؟.. ليبيا ومصر بين مطرقة الانقسام وسندان الوحدة" ففي خضم سعي المجتمع الدولي نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا، عادت الأزمة الليبية إلى الواجهة من جديد، ليس بسبب تصعيد عسكري أو صراع مسلح، بل بسبب تحركات دبلوماسية أثارت جدلاً واسعاً في المنطقة والعالم، فقرار الحكومة المصرية استقبال رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، أثار حفيظة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأعاد إلى الأذهان شبح الانقسام الذي عانت منه ليبيا طويلاً، حيث بدأت الأزمة مع إعلان الحكومة المصرية عن استقبالها لرئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد والوفد المرافق له في مدينة العلمين، هذا الاستقبال اعتبرته حكومة الوحدة الوطنية تصرفاً "غير مسؤول" و"تدخلاً في الشأن الداخلي الليبي"، حيث اعتبرت أن حكومة حماد "جسم موازٍ لا يحظى بأي اعتراف دولي"، ورداً على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الليبية بياناً شديد اللهجة، أعربت فيه عن "استيائها ورفضها" لهذا الإجراء، مؤكدة على أن مثل هذه الخطوات "لا تخدم إلا العودة إلى التوتر والاستقطاب والاحتراب المحلي والإقليمي"، كما حذرت الحكومة المصرية من "المسؤولية الأخلاقية والسياسية المحلية والإقليمية والدولية" التي تتحملها نتيجة لهذا التصرف، لتتجاوز أبعاد هذه الأزمة الإطار الليبي المصري، لتصل إلى مستوى أوسع في المنطقة، فليبيا تعاني منذ سنوات من انقسام سياسي، أدى إلى وجود حكومتين متنافستين، إحداهما في طرابلس والأخرى في بنغازي، وهذا الانقسام استغلته قوى إقليمية ودولية للتدخل في الشأن الليبي، مما زاد من تعقيد الأزمة، وهناك عدة أسباب وراء تصاعد التوتر بين ليبيا ومصر: حيث تعتبر كل من حكومة الوحدة الوطنية وحكومة حماد نفسها هي الحكومة الشرعية لليبيا، مما يجعل أي اعتراف دولي بأحد الطرفين يعتبر انتقاصاً من شرعية الطرف الاخر، وتسعى العديد من الدول الإقليمية والدولية إلى التأثير على المشهد السياسي في ليبيا، مما يؤدي إلى تعقيد الأزمة وزيادة حدة التوتر، كما توجد مصالح متعارضة بين الدول الفاعلة في الملف الليبي، مما يجعل من الصعب التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ومن المتوقع أن يكون لهذا التصعيد آثار سلبية على الوضع في ليبيا، وقد يؤدي هذا التصعيد إلى زيادة حدة الانقسام السياسي في ليبيا، مما يعقد جهود تحقيق المصالحة الوطنية، وقد تؤدي الأزمة إلى عرقلة جهود إعادة الإعمار في ليبيا، مما يعاني منه الشعب الليبي، وقد يؤدي هذا التصعيد إلى تدهور العلاقات بين ليبيا ومصر، مما يضر بمصالح البلدين والشعبين، خلاصة: إن الأزمة الأخيرة بين ليبيا ومصر تسلط الضوء على هشاشة الوضع في ليبيا، وعلى أهمية الدور الذي تلعبه الدول الإقليمية والدولية في دعم جهود تحقيق الاستقرار في هذا البلد، ويجب على جميع الأطراف المعنية التحلي بالحكمة والمسؤولية، والعمل على إيجاد حلول سلمية للأزمة، بما يضمن وحدة ليبيا واستقرارها. #أوقفوا_الحرب ولأن أزيد ،، والسلام ختام. @Drosmanelwajeeh - [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة