* أُحَارُ في أمر من لا يرى في مفاوضات جنيف تواطؤاً أمريكياً إماراتياً رجيماّ.. تواطؤًا ليس خافياً فهو مكشوف في عنوانه.. لكن المتغابين وبعض الأغبياء من السودانيين لن يقبلوا نعتَ التواطؤ بصفة تواطؤ، ولا يرون في منهجية طرحه دلائل على ما سوف يحدث في النهاية عند قراءة بداية الدعوة الأمريكية، ولا يرون إستخفافاً مجسوباً لإذلال من بيدهم أمر السودان لإستصغارهم وإجبارهم (سخرة وخم تراب) على قبول النهاية المأساوية لمستقبل سودان تهيمن عليه دولة الإمارات عبر حكومة القحاتة..(مافي كلام!).. فالمتغابين و(الماناقشين) يأملون في وقف النار ومنع المآسي الجارية في السودان..
* ولا يعلم (الما ناقشين) أن الأمور أكبر من أن تتوقف عند وقف إطلاق النار وتيسير وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها، و أن هناك سواهي وراء الدواهي الكامنة في جنيف؟! و أن الإدارة الأمريكية ظلت تتمسكن علينا حتى تتمكن من الامساك برقبة الحكومة السودانية، و من ثم نتفاجأ بالدواهي الكامنة وراء السواهي في منعطف!
* إعترفت أمريكا بالبرهان رئيساً لمجلس السيادة، وهذا إعتراف بوجود حكومة فعلاً في البلد، ما أغاظ القحاتة.. و القحاتة تصرفهم رؤية الحقيقة عن منطق الأشياء وعن الاعتراف بأن هذه الحكومة حكومة تحكم بالشرعية الشعبية، شرعيةّ لا أبالغ إن قلتُ أنها اكتسبتها من ما يتجاوز ال٩٠٪ من اعتراف الشعب السوداني بها، وإذ أقولُ ما أقولُ أقولُه وأنا أتابع ما يعبر عنه السودانيون تعبيراً مباشراً، هنا في أم درمان، ومن ما أقرؤه من تعليقات على بعض المقالات ومن إعجاب بها ..
* أقول هذا وأنا أتابع القحاتة والجنجويد والأمركان ووكلاءهم، وهم يركزون جهودهم على المأساة الإنسانية في السودان و يضعون ثقلهم عليها، وبشأنها ييضغطون على الحكومة، ولهم مآرب أخرى نعرفها جيداً..
* و الضغوط الأمريكية على السودان لها أشكال متنوعة وأصرمُها الضغوط بسبب الأزمات الانسانية من مجاعة وموت وغيرهما..
* و يدعم وزير خارجية الإمارات الأمركان فيتباكى على المأساة الإنسانية في السودان مع أن دولته هي الدولة المؤججة المآسي الحالي في السودان.. و ينقل مندوب بريطانيا موضوع المجاعة في السودان إلى مجلس الأمن، حيث يحاجج بكلام منمق إلى وجود أدلة دامغة في البلد..
* انبرى مندوب السودان بالأمم المتحدة يدحض أقوال المندوب البريطاني دحضاً معتمداً على الوقائع.. وعلى درب مندوب السودان سار مندوب روسيا بالمجلس ليدعم حجة السوداني و يؤكد أن ما جاء على لسان مندوب بريطانيا مجرد نظريات تعتمد على الاحتمالات، ولا تبرهن على وجود مجاعة بالمعنى المفهوم دولياً.. ومع ذلك، أيد مجلس الأمن اقتراح بريطانيا لدعوة (طرفي) النزاع للذهاب إلى مفاوضات في جنيف بغرض إيقاف الحرب وإيصال المساعدات (الإنسانية) ل(لمحتاجين) لها..
* إذن، كان موضوع المأساة الانسانية في السودان هو الطُعم الذي قُدم للحكومة السودانية بالدعوة لمفاوضات جنيف..
* أدخل قرارُ مجلس الأمن القحاتةَ والجنجويد في جو من الفخر والإعزاز بالإنتصار على حكومة الشعب السوداني، وأدخل بعض (اللايصين) في أجواء من التحليلات (اللايصة) حول المفاوضات والمراقبين المدعوين لها، فأطُل علينا مبارك الفاضل من بحر التيه ليقول أن:- "" وجود دولة الإمارات في المباحثات مهم لنفوذها علي الدعم السريع.. ويؤكد مبارك الفاضل أن "" القول بتنفيذ جدة قبل الموافقة علي الذهاب الي جنيف قول مردود عليه لان تنفيذ اتفاق جدةً يحتاج الي آليات سوف يتفق عليها في جنيف ويحتاج ذلك الي ضغط علي الدعم السريع جنيف كفيلة به."" * وفي ثقة تامة قال قيادي قحاتي أن مخاطبة الإدارة الأمريكية للبرهان برئيس مجلس السيادة إعتراف أمريكي بالشراكة السابقة بين الثلاثي:-ميليشيا الجنجويد والقوات المسلحة وقحت بما يعني أن "أي خطاب أو رسالة تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية بالضرورة سوف تأتي في هذا السياق.."!! وبنى القائد القحاتي وجهة نظره على ما أسماها تبعات ومدلولات والتزامات دستورية وقانونية..
* لم يلاحظ هؤلاء تعمُّد الحكومة السودانية تأخير الرد على الدعوة الأمريكية، وفاجأهم الاتفاق الذي تم أخيراً بينها وبين الأمركان على لقاء تشاوري يتم في جدة حول مفاوضات جنيف، حيث بعثت الحكومة بوفد مشكَُل من مدنيين و عسكريين يترأسه وزير مدني.. و في هذا التشكيل إشارة إلى أن الحرب حربٌ شنتها ميليشيا الجنجويد ضد الدولة السودانية بكاملها، و ليست حرباً ضد الجيش وحده..
* وفشل اللقاء التشاوري منذ بدايته.. فالأمركان كانوا يعتبرون الوفد ممثلاً للجيش بينما تكوين الوفد يؤكد أنه ممثل للحكومة السودانية.. وهكذا لم يتم التشاور بين لغتين مختلفتين لا مترجم لهما حتى بلغة الإشارة..! * و صرح رئيس وفد الحكومة السودانية إلى التأكد أن" ".... أمريكا وحلفائها يريدون فرض واقع في السودان، بعد أن فشل حلفائها في تحقيق مكاسب سياسية في أرض الواقع..""..
* وهذا ما قلناه في سياق هذه الحلقة والحلقة السابقة، و عنوانه:" دعوة للعبة (الملوص) في جنيف بغرض هيمنة القحاتة والإمارات على السودان!!"
حاشية.... حاشية.... حاشية.... حاشية.... حاشية....
- طالب أحد الكتبة القحاتة، بعد فشل لقاء الوفدين، من المجتمع الدولي أن يصدر قرارات بحظر الطيا في السودان، على الأقل، وذلك في يوم ١٤ أغسطس ... وهو اليوم الموعود للعبة الملوص.. كما طالب بفتح الحدود لإدخال المساعدات (الإنسانية) للسودانيي للمحتاجين.. - مساكين! لا يزالون يعتمدون على المجتمع الدولي الذي هو أمريكا!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة