وداعا عبد الله جلاب كتبه محمد محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2024, 01:18 AM

محمد محمود
<aمحمد محمود
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 54

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وداعا عبد الله جلاب كتبه محمد محمود

    01:18 AM August, 08 2024

    سودانيز اون لاين
    محمد محمود-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر






    ينتمي عبد الله جلاب (12/12/1946 – 16/7/2024) جيليا لما يمكن أن يُوصف بجيل ثورة أكتوبر، أي ذلك الجيل الذي انصهر وعيه، خاصة في حرم جامعة الخرطوم، بالكفاح ضد نظام إبراهيم عبود (1958 – 1964) وفاجأ السودانَ والعالمَ بتفجير ثورة أكتوبر. ولعل أبلغ تعبير لخّص وعي هذا الجيل بلحظته التاريخية وحسّه بالمسئولية الملقاة على عاتقه كانت كلمات محمد المكي إبراهيم:
    من غيرُنا يُعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر
    من غيرُنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسِّيَر
    من غيرُنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة
    ورغم أن الأحلام الكبيرة لهذا الجيل لم تتحقّق إلا أن جذوة اللحظة الأكتوبرية لم تنطفىء، وشهد السودانيون حتى الآن انطلاق شرارتها مرتين: في مارس / أبريل 1985 وفي ديسمبر 2018.
    ولأن جلاب اختار أن يدخل ميدان الصحافة والإعلام فقد بقي دوما قريبا من النبض اليومي للوطن. وبانتقاله لأمريكا اكتسبت تجربته بعدا جديدا صبغ باقي حياته إذ أصبح أكاديميا، وهي مسيرة بدأت في جامعة بوستون وتكلّلت بالدكتوراة في علم الاجتماع في جامعة بريغهام يونغ في بروفو (ولاية يوتا). وبين فروع علم الاجتماع المتعدّدة اختار جلاب أن يكون تركيزه على علم اجتماع الأديان، ولم يكن هذا الاختيار عشوائيا وإنما كان بغرض اكتساب الأدوات المنهجية والتحليلية استعدادا للمشروع الكبير الذي كان ينوي إنجازه. وبعد التقلّب في عدة مواقع أكاديمية استقرّ به المقام في جامعة ولاية أريزونا التي ظلّ يعمل فيها إلى رحيله، وهذه هي الفترة التي أنجز فيها رباعيته عن الحركة الإسلامية ونظامها في السودان: الجمهورية الإسلاموية الأولى: تطوّر وتفكّك الإسلاموية في السودان (2008)، إرجاء المجتمع المدني: قبضة العنف ذات المستوى الثالث في السودان (2011)، جمهوريتهم الثانية: الإسلاموية في السودان من التفكّك إلى الاندثار (2014)، حسن الترابي، آخر الإسلامويين: الرجل وعصره (1932 – 2016) (2018).(1)
    ورباعية جلاب عن الإسلاميين هي بلا شك مرجع هام وثري لا غنى عنه لكل من يريد دراسة فترتهم في الحكم والتي تمثّل بلا شك أخطر فترة في تاريخ سودان ما بعد الاستقلال وخاصة أنها انتهت بالحرب الأهلية الدائرة الآن والتي تضع علامات استفهام كبرى حول مستقبل ما تبقّى من السودان كبلد موحّد وخاصة أنه ذاق مرارة الانقسام في عهدهم بعد استقلال جنوبه. وتكوين جلاب الذي جمع بين التدريب والهمّ الصحفي والتدريب والهمّ الأكاديمي أعطاه القدرة المنهجية التي مهّدت لإنجازه، إذ أن عينه ظلت دوما على الجزئي والكلي في نفس الوقت، على الحدث والسياق الكبير الذي ينتظم الحدث، على الفعل على مستوى الفرد والسياق الجماعي لتولّد هذا الفعل أو الاستجابة له.
    وتحليل جلاب لتجربة الحركة الإسلامية عبر سنوات حكمها ينطلق من النظر لها في سياقها الأكبر وهو سياق الدولة الاستعمارية التي ورثتها الحركة الوطنية بعد الاستقلال وظلّت أسيرة الدوران في مدارها. إن الدولة الاستعمارية كانت بطبيعتها دولة قهر وهيمنة وهي بهذه الصفة كانت دوما في صدام مع المجتمع المدني. وعلى ضوء عنف دولة ما بعد الاستقلال، وهو عنف بلغ قمة تجلّيه في ظل دولة الإسلاميين، وفشل مشروع الدولة الديمقراطية المدنية فإن جلاب يرى أن المجتمع المدني في السودان، تاريخيا، في حالة إرجاء.
    وهذا الإرجاء بلغ أطول فترة له وأكثرها قتامة وعنفا على مدى الثلاثين عاما التي انتزعت فيها الحركة الإسلامية السلطة وفرضت نظامها. وفي كتابه الأول عن الجمهورية الأولي للإسلاميين يلخّص جلاب طبيعة هذه الفترة وما فرضه الإسلاميون على واقع الأرض على ضوء ستّ ملاحظات: 1. حِرْص النظام على تطهير وإفراغ جهاز الدولة على مستواه الأعلى والوسيط وإحلاله بالعناصر الموالية، 2. اتجاه اتخاذ القرار من أعلى لتحت وتمركزه في يد قيادة الحزب، 3. استخدام العناصر الحزبية في مختلف الدوائر الحكومية كعناصر رصد ومتابعة أمنية، 4. استخدام الدولة كقوة قمع منظّم ومستمر للحركة النقابية والأحزاب السياسية والمنظمات المهنية وغيرها، 5. حِرْص النظام على إخلاء وسط الخرطوم والأماكن الحسّاسة من المجموعات الفقيرة المهّمشة (الشماسة) تحسبا للخوف من إخلالهم بالأمن. وعلاوة على ذلك فإن التجنيد الإجباري والواسع للطلاّب الذين تم إرسالهم للجنوب أضعف الحركة الطلابية، 6. تشجيع هيمنة طبقة رأسمالية طفيلية جديدة حلّت محل الطبقة الرأسمالية التقليدية ذات الولاء للحزبين التقليديين الكبيرين. ويتساءل جلاب على ضوء ذلك عما إن كان نظام الإسلاميين يشبه ما سبقه من أنظمة في السودان، ويقول مجيبا: "إن الصورة والممارسات والنظريات عن طبيعة النظام تجعله نموذجا جديدا للشمولية." (ص 113 – 114)، وهي شمولية كانت أحد مظاهرها العليا "بيوت الأشباح"، التي يقول جلاب إنها تمثّل النموذج "الإسلاموي" السوداني الموازي لمعسكرات الاعتقال النازية.
    وفي كتابه عن الجمهورية الثانية للإسلاميين، وهي الفترة التي أعقبت إزاحة حسن الترابي وإحكام قبضة الجيل الثاني من الإسلاميين الذين مثّلهم علي عثمان على مفاصل السلطة عبر تحالفهم مع العسكريين، يواصل جلاب رصده لواقع دولة الإسلاميين ومقاومة المجتمع المدني لها. وهكذا وعلى مستوى واقع السلطة شهدت هذه الفترة انعقاد المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية في نوفمبر 2012 والذي كشف شروخها الكبيرة ووصولها لطريق مسدود — وهو طريق مسدود حاول الترابي، وبعد أن أصبح صوتا صارخا في البرية، إخراج إخوان الأمس منه باقتراح صيغة ما أطلق عليه "النظام الخالف"، وهو نظام يقوم على تحالف كل القوى الإسلامية بمختلف مشاربها في جبهة توحّدها لتنجح في إقامة برنامج الدولة الإسلامية ومجتمعها (وهي صيغة تنفض الغبار عن صيغته التي كان قد اقترحها في الفترة الديمقراطية لجمع الحزبين الكبيرين وحركته تحت شعار ما أطلق عليه توحيد أهل القبلة). وشهدت هذه الفترة على مستوى الحركة المدنية انفجار الاحتجاجات الشعبية في سبتمبر 2013، التي قام النظام بقمعها بشراسة من غير أن يدري أنها كانت إرهاصا لانفجار شعبي لن يقوى على قمعه.
    وما بين كتاببه عن الجمهورية الأولى والثانية أصدر جلاب كتابه الثاني الذي كان وقفة طويلة متأملة للدولة السودانية في تشكّلاتها عبر فتراتها الثلاثة ما قبل الاستعمارية ثم الاستعمارية ثم ما بعد الاستعمارية وخيط العنف ضد المجتمع المدني الذي انتظمها. ويرسم لنا جلاب وببصيرة نقدية نافذة تلك العلاقة المعقّدة بين المركز والهامش التي أنتجت واقع السودان الذي نعيشه اليوم — بدءا من واقع الدولة السودانية في ظل علاقتها كهامش مُسْتَعْمَر بالمركز الاستعماري ووصولا لواقعها الراهن كوارثة للدولة الاستعمارية وكمركز يواصل القمع الاستعماري للمجتمع المدني والهامش. وهكذا فالقصة التي يرويها لنا هي قصة الصراع الدائم بين الدولة والمجتمع المدني، ذلك المجتمع الذي يملك القدرة على التنظيم الذاتي والمقاومة المستمرة.
    ورغم أن الترابي هو الشخصية المركزية في كتاب جلاب الأول وذو حضور طاغ في كتابه الثالث إلا أنه قرر أن يجعله محور وموضوع كتابه الرابع. وهو يرصد صعوده من زاويتين: زاوية السياق الخاص لدوره على مستوى تشكيل الحركة الإسلامية، وزاوية السياق العام لدوره في تشكيل السياسة السودانية. وهكذا وعلى مستوى الحركة الإسلامية فإن الترابي انتقل حسب تعبير جلاب من مقام "دكتور حسن" إلى مقام "شيخ حسن"، وبذا حقّق مقاما سُنِّيَا موازيا لمقام ولاية الفقيه الشيعية. والترابي كان أيضا "لينينيا" بمعنى أنه كان متشبّعا بنظرية لينين عن الطليعة القائدة، إلا أنه اختلف عن لينين في أن نموذجه للوصول للسلطة كان الانقلاب العسكري، وزيّنت له فتنته بقدرته على التأثير على الآخرين واختزالهم لأتباع أن العسكريين سيضعون دفّة القيادة في يده وينقادون لأوامره. إلا أن علاقة العسكريين بالترابي لم تختلف عن علاقتهم بباقي المدنيين عندما يستولون على السلطة وانتهت بإبعاده عن مركزها، ولم يتورّعوا عن إذاقته مرارة السجن. ولكن ما الذي من الممكن قوله في الحكم على الترابي وإرثه؟ ينظر جلاب لمجموع مسيرة الرجل السياسية ويقول في الحكم على دوره: "بوجه عام من الصعب أن نستبعد حقيقة أن حسن الترابي واحد من أهم الشخصيات السياسية في القرن العشرين في السودان والعالم الإسلامي." (حسن الترابي، آخر الإسلامويين، ص 17). ولكن ماذا عن أثر هذا الدور وما عناه لبلده؟ يقول في الحكم على هذا أن ميراثه يحمل كل سمات المصير التراجيدي الذي عنى نهاية المشروع الإسلاموي ودفع السودان للإفلاس الاقتصادي والحروب والتشظي. (السابق، ص 279 – 280).
    نشر جلاب كتابه عن الترابي في العام الذي انفجرت في نهايته ثورة ديسمبر 2018 التي تُوِّج تحرّكها الشعبي السلمي بتنحية عمر البشير في أبريل 2019. ملأت الثورة جلاب بنشوة شبيهة بنشوة أكتوبر إذ كانت تأكيدا آخر على قدرة جماهير المواطنين العاديين، جماهير المجتمع المدني المُرْجأ، على إسقاط نظام عسكري عبر ثورة سلمية. وفي احتفائه بالثورة كتب: " نعم لقد انجزنا بالثورة واحدة من أهم إنجازات القرن الواحد وعشرين حيث انتصر اللاعنف على العنف المدجج بالقبح و بأسلحة الدمار الشامل. ولنا ان نفتخر بان كل من ثوراتنا الثلاث قد أعطت كل منها نموذجا سلميا نبيلا. نعم وفي كل من تلك التجارب لقد واجهنا الشر بأعظم ما عندنا من خير: السلمية. في كل حال تلك هي قيمتنا التي نعتز بها." ("السودان: الوطن الممكن"، سودانايل، 24 مايو 2019).
    رأى جلاب في لاعنف ثورات السودانيين السلمية ذلك الترياق المضاد الذي سيحرّرهم في نهاية الأمر من العنف الذي حاولت الدولة، خاصة في تجليها الأعنف الأخير لنظام الإسلاميين، توطينه وتجذيره. صحيح أنه شهد قبل رحيله الانقلابَ على الثورة وكارثة الحرب الأهلية الحالية إلا أن ذلك لا يعني أن الحلم الممتدّ من أكتوبر إلى ديسمبر قد مات واندثر، أو أن الكفاح لتحقيق "الوطن الممكن" سيتوقّف، لأن أهل السودان سيواصلون دوما سيرهم للأفق وهم يهتفون: من غيرُنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة.
    دامت ذكراك يا جلاب كواحد من حُداة الركب.

    محمد محمود أستاذ سابق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم

    للراغبين في الحصول على هذه الكتب هذه هي العناوين الأصلية:
    The First Islamist Republic: Development and Disintegration of Islamism in the Sudan
    A Civil Society Deferred: The Tertiary Grip of Violence in the Sudan
    Their Second Republic: Islamism in the Sudan from Disintegration to Oblivion
    Hasan al-Turabi, the Last of the Islamists: The Man and His Times (1932 – 2016)
    اسم المؤلف بالحرف اللاتيني:
    Abdullahi A. Gallab























                  

08-09-2024, 04:56 AM

Ahmed Eltigani Sidahmed
<aAhmed Eltigani Sidahmed
تاريخ التسجيل: 02-01-2024
مجموع المشاركات: 81

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا عبد الله جلاب كتبه محمد محمود (Re: محمد محمود)

    اخي محمد محمود
    شكرا. كتبت ملخص وافي رشيق سهل الإحاطة و المتابعة لمن من اراد الاجيال الجديدة التي فقدت الفرصة للإحاطة المتانيةً. و لعل هذةً المقدمة و الكتب الاربعة (صعبة الحصول غاليةً الثمن ) تكون مدخلا للاجيال القادمة لفهم هذا الشر المستطير - الحركة الاسلاموية . خاصة وان جبل الفيران هذا قد تمخض عن فيروس اخر: :" الحركة الوطنية للبناء و التنميًة" اسموه القائمون علية بانه :
    ""حزب إسلامي جديد تكونت عضويته من مجموعات شبابية انسلخت من حزبالموتمر الشعبي و حزب الموتمر الوطني المحلول"" **!!! و هو حزب يمكن ان يطلق علية بسهولة حزب الكذابين و المستهبلين.
    ارجو من القائمين علي ارث الفقيد الباحث المميز عبد الله جلاب ان يتيحوا هذه الكتب باًسعار زهيدة من خلال إصدارات "أمازون" وهو امر لا يحتاج إلا الي اسابيع قليلةً من وقت ابناءه و بناته علي سبيل المثال !
    احمد التيجاني سيد احمد
                  

08-25-2024, 09:45 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا عبد الله جلاب كتبه محمد محمود (Re: Ahmed Eltigani Sidahmed)

    التحية للدكتور عبد الله جلاب ولك يا دكتور محمد أحمد محمود على هذا المقال المتميز والمفيد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de