لم يحدث لشخص وجد نفسه في الساحة السياسية في موقف اصعب من موقف البرهان في جنيف لان مفاوضات جنيف مطلوب منه قولكلام لا يمكن قوله الا داخل الغرف المغلقة او ينفض حملا ثقيلا من علي كتفيه وقته يبقي عاريا ومجرد من كل شئ الا الرشاش الذي عليكتفه .فالسيد برهان يستخدمه الاسلاميون والفلول كحصان طروادة ولكن مدخل جنيف صالح للحصان فقط بدون العربة. يلزمه تركها فيالباب او العودة بحمولة العربة الي بورتسودان ، لمواجهه المصائب التي تواجهه السودان بمفرده . الاخوة في التنظيم الاسلامي اوالفلول وصلوا محطة مفترق الطرق مع الجيش اما الاعتراف الكامل بان الجيش ملك للتنظيم المؤتمر الوطنيوقادته يعملون لحساب الاسلامين بشكل واضح لا لبث فيه .ووقته عبارة جيش جيش الوطن تكون لا قيمة لها . وان يضعون الامور فيقوالبها بان الحرب حربهم والجيش جيشهم والحكومة حكومتهم ولا حوار الا معهم وليعلم كل من حمل السلاح هذه الحقيقة بانه يعمل لعودةالفلول . وبذلك عادت البلاد الي محطة الثورة قبل بيان ابن عوف والبرهان في وضع الاستعداد. عندئذ صار المشهد السياسي اكثر وضوحا للخارج والداخل معا . اما السؤال اكثر اهمية هل في مقدور البرهان والكباشي ان يتعشوا بالمؤتمر الوطني ام انهم يتغدوا بهما وان يذهبا الي جنيف احرارا اميحملون رسالة ما تم الاتفاق عليه في منبر جده لابد من التنفيذ بالاول هو الكلام الذي يتم تكراره لحد البلاهه وعلي لسان كل بلبوسي. وهيعبارة التي تستخدم كمسمار الجحا لافشال اي تطور في الحوار بين الاطراف المحاربة. ولكن البرهان يعلم ان هذه الرسالة غير مفيدة في جنيف لانه يسال متي وكيف واين يعود الناس الذين احرقت منازلهم منذ عقدين من الزمانمازالوا في معسكرات اللجوء والنزوح ؟ ولكن المطلوب منه اكثر من خروج من بيوت الناس الي الوقف الدائم لاطلاق النار والشروع فيالترتيبات السياسية وقته لايوجد سببا للتواجد في بيوت الناس . فقبول البرهان فيما ترد في جنيف يعني اقصاء الموتمر الوطني من الجيش ومن المشهد السياسي .لان هذا اولي بنود الاتفاق او كان هناكاتفاق في اي مكان مع اي وسيط. لو حدث توقيع الاتفاق مع الغزاة المرتزقة الاجانب الذين فعلوا باهل السودان افعال الشيطان . وقته اماان يكون هذا الكلام غير صحيح او البحث عن ال، التبرير للجلوس مع الغزاة في مصير الوطن . ولكن ستظل المشكلة كيف يتم تصفية الفلول من الجيش للخطوة القادمة اذا كان كل قيادة الجيش والاجهزة الامنية الاخري من الفلول.مع ان الوضع العسكري للفلول غير جيد مع ذلك مازالت كل المؤسسات بيدهم اقلاه في امكانهم احداث الخراب . وامكانية تصفية منيسمونهم الخونة داخل الجيش . هل تصل جنيف الي نوع من ارضاء الفلول ولو بشكل غير مباشر ؟ تنظيم الموتمر الوطني امامه فرص ضيقة جدا لان المآسي التي تمر بالشعب السوداني لم تترك ساحة جديدة للمناورة فالوضع الانسانيالحرج من المجاعة والنزوح واللجوء والسيول لم يترك خيار اخر غير الاسراع بقبول وقف الحرب لان ذلك الذي في امكان الاطرافالسودانية فعلها .والباقي علي المجتمع الدولي من يرفض ذلك لاي مبرر ستواجه سهام الغضب من كل الشعوب السودانية وهذا يلزمه عصا لمن عصا من المجتمع الدولي بالرغم من بعض الدول دائما تقف موقف النقيض من امريكا ولكن من الصعب جدا اغفال الجانب الانسانيالذي يمر به الشعوب السودانية .ومن الصعب ربط الامر بمصالح الدول يستوجب المناورة السياسية الي درجة استخدام الفيتو .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة