تحليل اللقاء بين الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، وتوم بيرييلو، المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، يتطلب النظر في عدة جوانب رئيسية لتحديد الدوافع والأهداف وراء هذا الاجتماع. إليك تحليل شامل حول ما إذا كان اللقاء يعكس ضغوطاً أم اعترافاً بأهمية دور الجيش في الصراع:
سياق اللقاء الضغوط:
الضغط على الأطراف: الاجتماع قد يكون جزءاً من الجهود الأمريكية لممارسة ضغوط على الأطراف المتصارعة، بما في ذلك الجيش السوداني، للموافقة على مفاوضات وقف إطلاق النار. الولايات المتحدة، من خلال اللقاء، قد تكون تحاول حث الجيش السوداني على اتخاذ خطوات ملموسة نحو السلام من خلال تعزيز التزامه بالعملية التفاوضية. الضغط على الدعم السريع: الولايات المتحدة قد تسعى أيضًا إلى الضغط على قوات الدعم السريع، لتطبيق الاتفاقات السابقة مثل "إعلان المبادئ" وتخفيف النزاع. الاعتراف بالأهمية:
دور الجيش: اللقاء يعكس اعترافاً بدور الجيش السوداني كطرف رئيسي في الصراع الحالي. الولايات المتحدة، من خلال المبعوث الخاص، قد تكون تعترف بأهمية الجيش في أي عملية سلمية مستقبلية ويبدو أن هناك اعترافاً بأن الجيش يلعب دوراً محورياً في تحقيق الاستقرار في السودان. استراتيجية السلام: الاجتماع يمكن أن يكون جزءاً من استراتيجية أمريكية أوسع تعترف بالدور الحاسم للجيش في العملية السياسية والأمنية، وبالتالي تسعى لتضمينه بشكل إيجابي في الحلول السياسية. الأهداف المحتملة للقاء من باب الضغوط:
تحفيز التفاوض: الضغط على الجيش السوداني لتسريع عملية التفاوض والاستجابة لمطالب معينة مثل وقف القتال والالتزام بالمبادئ الإنسانية. التنسيق الإقليمي: ضمان توافق الجيش السوداني مع الأجندة الإقليمية والدولية التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تشمل تنفيذ اتفاقيات السلام وإتاحة الوصول إلى المساعدات الإنسانية. من باب الاعتراف:
الاعتراف بالهيمنة العسكرية: اللقاء يمكن أن يكون مؤشراً على أن الولايات المتحدة تعترف بالهيمنة العسكرية للجيش في الوضع الحالي وأنه لا يمكن تجاهل هذا الدور في أي حل سلمي. التركيز على المفاوضات: الاعتراف بأن الجيش السوداني هو عنصر أساسي في المفاوضات، مما يستدعي تقديم تنازلات معينة من قبل الأطراف الأخرى لتحقيق السلام المستدام. أبعاد أخرى المكان المقترح للاجتماع: طلب البرهان أن يكون اللقاء في جدة السعودية بدلاً من سويسرا، قد يشير إلى رغبة في التفاهمات على أرضية أكثر قرباً له، أو في إطار تجربة سابقة تُشعره بارتياح أكبر. تحليل تصريحات الطرفين: تصريحات بلينكن بشأن ضرورة مشاركة الجيش السوداني في المفاوضات وتأكيده على وقف القتال، تدل على رغبة في تعزيز التزام الجيش السوداني بالعملية السلمية.
يمكن أن يكون لقاء المبعوث الأمريكي مع قائد الجيش السوداني مزيجاً من الضغوط والاعتراف بالأهمية. فهو قد يعكس سعي الولايات المتحدة لممارسة ضغوط إيجابية لتحفيز التفاوض، في ذات الوقت الذي تعترف فيه بدور الجيش السوداني في أي حل سياسي محتمل. من المؤكد أن هذا اللقاء سيكون له تأثير كبير على مسار المفاوضات المستقبلية وجهود السلام في السودان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة