البحث عن إنسان المدينة(1) ملمح إثنولوجي كتبه د. محمد عبد الله الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 05:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2024, 11:44 AM

د.محمد عبدالله الحسين
<aد.محمد عبدالله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-05-2020
مجموع المشاركات: 16

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البحث عن إنسان المدينة(1) ملمح إثنولوجي كتبه د. محمد عبد الله الحسين

    11:44 AM August, 07 2024

    سودانيز اون لاين
    د.محمد عبدالله الحسين-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    تترامى أمامي المدينة ممثلة في مرافقها أبنيتها وشوارعها وناسها ذوي السحنات المختلفة والسمات المتعددة وهي تسير في تؤدةٍ أحيانا، وفي هرولةٍ عجولٍ لقضاء حوائجها أو للتمتع بما وراء زجاج العرض في واجهات المحلات. إنه سمت المدينة(الكوزموبوليتانية)، أو المدينة العولمية، أو مدينة ما الحداثية.

    المدينة ما بعد الحداثية كانت هي محور تفكير (مارك أوجيه)[1] ذلك الأنثروبولوجي الفرنسي. لقد أطلق أوجيه دعواه لمنهج جديد للأنثروبولوجيا، منهج تحافظ به الأنثروبولوجيا على وجودها كعلم يهتم بالأعراق والثقافات المختلفة في ظل التحولات التي تشهدها المجتمعات بظهور أنماط جديدة من المدن والحواضر ذات الطابع الكوزموبولياني(العولمي)..

    -(أكاد أتخيل (مارك اوجيه) وهو يجلس على كرسيِّه في إحدى مقاهي باريس ذات الطابع العولمي/الحداثي. بينما أنا استطلع ملامح المدينة وساكنيها في فضولٍ أنثروبولوجي حائر، استرجِع في لحظاتٍ، صدى كلماته الموحية، وهو يجلس في إحدى مقصورات الركاب في ميترو باريس. أكاد أراه وهو يُجيل النظر عبر نافذة المترو، متفحصا ملامح المدينة ليكتب رائعته (إثنولوجي أو أنثروبولوجي في الميترو). ويتكرر ركوبه الميترو عدة مرات، وتتكرر جولاته ومن ملاحظاته الأركيولوجي في تفاصيل المدينة، والعلاقة بين المدينة وسكانها، وأهدى أوجيه إلينا أخيرا كتابه "إثنولوجي في الميترو"[2].

    قبل أن أسمع بكتاب مارك أوجيه "إثنولوجي في الميترو"، أو أقرأ عنه، كانت قد طرأت على ذهني ملامح مشروع مشابهٍ، ولكن بشكل مختلف وكذلك أقل في نطاقه. كنت حينها مدفوعا بشغفٍ شخصي، من خلال وجودي اليومي وسط خليط من أعراق متنوعة من شتى الجنسيات وأنا التقيهم صدفة في المصعد أو في الانتظار في ردهات المصعد، حيث تتاح لي الفرصة أحياناً لكي ألتقي بأحدهم أو ببعض منهم وأتجاذب معهم عبارات المجاملة والترحاب في فترة انتظار المصعد أو الهبوط منه أو في مكتب الترجمة الذي أعمل به...

    تلوح لي مدينة الدوحة مدينة ذات سمتٍ وطابعٍ كوزموبوليتاني/ كوني (أو لنقل عولمي) تذخر شوارعها وأبنيتها ومرافقها بأنشطة وحيواتٍ وجماعات من ثقافاتِ شتى وأعراق ٍمن كل أرجاء العالم. كنت أصادف هؤلاء بصفة يومية ومتكررة بحكم عملي في تلك البناية التي تحتل مكانا مميزا في أحد شوارع الدوحة الرئيسية. كنت في تلك الأوقات أقوم بمتابعة ذلك التنوع وذاك الاختلاف بنوع من الاستمتاع، وبدافع من فضول عابرٍ في بداية الأمر. تطور لاحقا فيما بعد لتصبح ملاحظات شبه منتظمة. كنت أجد في نفسي شغف لمتابعة ذلك التنوع البشري بسحناتهم ولمحاتهم وردود أفعالهم المعبِّرة عن ثقافاتهم المختلفة، وكان ينمو في داخلي فضول موازي بتأثير تخصصي في علم الاجتماع /الأنثروبولوجي.

    ‏ فكنت أغوص في تلك الملاح متفحصا فيها ليس فقط كإثنولوجي متخفي (يبحث في اختلاف ثقافات الأعراق)، بل كان ذلك بدافع من نزوعٍ وشغفٍ شخصي للتعرف عن قرب على هذا الكائن البشري، صنيعة الله. لقد كنت دائما ولا زلت مأخوذا بهذا الإنسان الذي وإن اختلفت منابِته وتعددت أصولُه ومشاربُه، فهو يحمل في داخله نفس الجينات، ذات الأصل الواحد. وتلك المشاعر الإنسانية ذات الطابع الاجتماعي. تلك الهوية الإنسانية التي ملؤها التعاطف الإنساني الفطري، والمُساقَة بالرغبة في تذوق طعم الحياة (في وجود الآخرين). تلك المشاعر التي تتبدَّى في الحلم البشري الطبيعي في نفس كل كائن بشري، مثل الرغبة في الاندماج في الآخرين، الإحساس بالأمن والطمأنينة، حتى في تلك الأحلام (حتى البسيط منها) وفي الإحساس بالرضا. الإنسان ذلك الكائن الاجتماعي والذي رغم زهوه العابر بانعزالية مؤقتة أحيانا (والتي تلوح أحياناً كلمحات شبه (سايكوباتية)، إلا أنه لا يعيش بمعزل عن إنسانيته المتفردة في توقها الأبدي لعلاقة وارتباط اجتماعي مع الكائنات البشرية الأخرى، والتي لا يشفيه من سقمه العارض ذاك، إلا رشفات من توادٍّ وإلفةٍ وتعاطفٍ وتجاوب متبادل مع الآخرين. وهكذا يتخلّق بالتالي إحساسا غامرا بالارتياح والأمان ضمن فضاءٍ إنساني متآلفةً وعطوفا.

    يتبدى لي كل ذلك وأنا أستطلع الوجود والسحنات (لأعبر نوعا ما إلى الدواخل) من خلال الإيماءات المعبِّرة والاستجابات المتجاوبة التي تتخللها ابتسامات ودودة تشي بوصول تلك الرسائل الصامتة إليهم التي قد يكون الرد عليها نصف ابتسامة أو مشروع ابتسامة في طور التشكل أو إيماءات امتنان ودودة أو كلمات اعتذار عابرة ومقتضبة. وهكذا تسخو تلك اللحظات ببعض النظرات المعبرة والتواصل البصري العابر، والذي لا يخلو من معانٍ إنسانية لا تخفى على أعين الإثنولوجي الهاوي مثلي، دعك من الإثنولوجي الحصيف.

    من قلب الشتات-07 أغسطس 2024

    [email protected]

    [1] مارك اوجيه عالم وباحث انثربولوجي فرنسي مهتم بالحداثة والمدينة، وباختلاف الثقافات والأعراق (1935 ـــ 2023).
    [2] إثنولوجي بمعنى باحث أو مهتم بالبحث في ثقافات الشعوب.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de