مفاوضات جنيف المزمع عقدها في 2024/8/14، التي رتبت لها الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، التي إستضافت منبر جدة، تكمن أهميتها في أنها تأتي في وقت سقطت فيه كل الأكاذيب والأوهام التي تم ترويجها من قبل فلول النظام السابق والإنتهازيين المتحالفين معهم للقضاء على قوات الدعم السريع، التي أصبحت حقيقة واقعة، شاء من شاء وأبى من أبى بعد أن تأكد للشعب السوداني وكل دول العالم أنها قوات لها مبدأ وقضية وهدف واضح، وهو تسليم السلطة للمدنيين وتسليم قادة النظام السابق المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، على رأسهم الطاغية الضلالي عمر البشير وحاشيته الفاسدة، الذين صادروا الحريات العامة وإنتهكوا حقوق الإنسان على مدى ثلاث عقود مظلمة، وأشعلوا نار الحرب اللعينة بعد ثورة ديسمبر لقطع الطريق أمام تقدم مسار التحول المدني الديمقراطي في السودان. بعد مرور أكثر من عام من بدء الحرب اللعينة، سقطت كل أكاذيب الكيزان، وخابت آمالهم، وتبخرت أحلامهم المريضة بالعودة إلى السلطة عبر فوهة البندقية. الآن تكشفت الحقائق أن الحرب ورائها أجندة سياسية وليس حرب بين الجيش المختطف والدعم السريع المغدور. أدرك العالم أن الحرب هي مشروع سياسي يراهن عليه فلول النظام السابق والإنتهازيين والإرهابيين الذين يخشون من السلام أكثر من خشيتهم من الحرب. الآن، أصبحت القضية قضية ضمير وطني وإنساني، بعد أن أصبحت المجاعة تهدد حياة ملايين السودانيين والسودانيات الذين يتطلعون للسلام والأمن والإستقرار ولقمة العيش الكريم. محادثات جنيف تأتي بعد أن استنفذ البرهان وحلفاؤه كل الأكاذيب والحيل، من أجل شراء الوقت للإستمرار في حرب عبثية، الخاسر الأول والأخير فيها هو الشعب السوداني، لاسيما الفقراء والكادحين والمهمشين ضحايا الإستبداد والفساد والظلم. رعاية الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى لها تأثير في المشهد السياسي الدولي، قد وضعت دعاة الحرب ومشعليها في مأزق، وضيقت فرص مناوراتهم وأكاذيبهم، لا يوجد وقت لممارسة سياسة اللف والدوران وترديد الاسطوانة المشروخة الخروج من منازل المواطنين في وقت المجاعة باتت تهدد حياة ملايين السودانيين والسودانيات، هذا غير ملايين المشردين واللاجئين في دول العالم الذين يعيشون في ظروف بائسة. الوقت الآن هو وقت فرض السلام في وطن يتطلع للسلام وليس الحرب والدمار والخراب الذي هو خيار من أشعلوا نار الحرب اللعينة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة