مفهوم الوعي في سياق العصر الرقمي كتاب "الوعي أو الانهيار" للمفكر الكتلاني جوردي بيجيم يقدم قراءة فلسفية عميقة لمعنى الوعي في عصر يتسارع فيه التطور التكنولوجي بشكل غير مسبوق. في هذا النص الفلسفي، يعرض بيجيم رؤية نقدية حول كيفية تأثير التكنولوجيا والمعلومات الضخمة على إدراكنا وفهمنا للعالم الحقيقي.
أشكال الوعي لفهم ما يناقشه بيجيم، من المهم أن نحدد أشكال الوعي المختلفة: الوعي الظاهراتي: يرتبط بالإدراك المباشر للأحداث والظواهر الخارجية. الوعي المدخلي: يتعلق بمعالجة المعلومات والانطباعات من خلال حواسنا. الوعي الانعكاسي أو الميتاعقلي: يتناول التفكير في العمليات العقلية نفسها مثل الاستدلال والتحليل. الوعي السردي: يتجسد في قدرتنا على إنشاء قصص وروايات حول تجاربنا ومعرفتنا. تأثير التكنولوجيا على الوعي في العالم الحديث، يشير بيجيم إلى أن التكنولوجيا الرقمية والبيانات الضخمة قد أحدثت "سراباً رقمياً" يحجب رؤية الإنسان للواقع الملموس. هذا السراب الرقمي، المدعوم بالبروباغندا والإعلام الحديث، يخلق واقعاً افتراضياً يبدو وكأننا نعيش تحت تأثير السحر.
النقد والتحليل من خلال هذا النص، يوجه بيجيم نقده إلى عدة جوانب أساسية: التكنولوجيا والإنسان:
يعرض بيجيم فكرة أن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يعيق قدرة الإنسان على التواصل مع الواقع الحقيقي. بدلاً من أن تكون التكنولوجيا أداة لتحسين الحياة، فإنها تصبح حاجزاً يمنع الفهم الحقيقي للعالم. البروباغندا الحديثة:
يناقش الكتاب دور الإعلام والبروباغندا في تشكيل وتوجيه الوعي الجماعي. يشير إلى أن تدفق المعلومات لا يعني بالضرورة الحصول على معرفة حقيقية، مما يؤدي إلى تضليل الناس وإبعادهم عن الواقع. أزمة المعرفة:
يعبر بيجيم عن قلقه من أن هذا التدفق المستمر للمعلومات يضعف القدرة على التفكير النقدي. يعتقد أن الناس أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا للحصول على المعرفة، مما يجعلهم عرضة للمعلومات الزائفة. السياق السوداني في السياق السوداني، يتضح أن أزمة الوعي والتفكير النقدي تتفاقم بفعل الأزمات السياسية والاقتصادية. يتشابك الصراع بين القوى الثورية والطائفية وحملة الشعارات الدينية، مع هيمنة أنصار النظام القديم على مفاصل الدولة، مما يعمق أزمة الهوية الفكرية والثقافية في المجتمع.
أن كتاب "الوعي أو الانهيار" هو دعوة للتفكير العميق وإعادة النظر في كيفية تعاملنا مع التكنولوجيا والمعلومات. يدعو بيجيم إلى تطوير وعي نقدي قادر على التمييز بين الواقع والافتراض، وبين الحقيقة والتضليل. إن هذا النص الفلسفي يعكس تحديات العصر الرقمي، ويشدد على الحاجة إلى الوعي النقدي في مواجهة الفوضى المعلوماتية.
من خلال فهم وتبني هذه الرؤى، يمكننا السعي نحو بناء مجتمع أكثر وعياً وقدرة على مواجهة التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة والبيئة المعلوماتية المتغيرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة