في ظل الصراع المستمر في السودان، برزت محاولات عديدة لتهدئة الوضع وتحييد الدول الإقليمية من الانخراط في هذا النزاع. من بين هذه المحاولات، تأتي المحادثة بين رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والتي يُعتقد أن الرئيس الإثيوبي، سهل ورق زودي، لعب دورًا في تسهيلها بهدف تقليل التوتر الإقليمي ومنع دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي".
السياق العام تجري الأحداث في إطار صراع داخلي معقد في السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تسعى كل من القوى الإقليمية والدولية إلى دعم مصالحها في المنطقة. الإمارات العربية المتحدة لديها مصالح استراتيجية في السودان، بما في ذلك الاستثمار في الزراعة والموانئ، وهي تعتبر دعمها لأحد الأطراف في النزاع أمرًا حساسًا قد يؤثر على توازن القوى في المنطقة.
الوساطة الإثيوبية تشير التقارير إلى أن الرئيس الإثيوبي قد قام بدعوة قائد الجيش السوداني لإجراء محادثات مع رئيس الإمارات بهدف:
تحييد الإمارات: إثيوبيا تسعى لتقليل تأثير الدول الخارجية في النزاع السوداني، لضمان أن الحلول تأتي من الداخل السوداني بدلاً من التأثيرات الخارجية. تقليل الدعم لحميدتي: محاولة الرئيس الإثيوبي تهدف إلى تقليل الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، مما قد يؤدي إلى توازن أكبر بين الأطراف المتصارعة ويخفف من حدة الصراع. التحديات الإثيوبية الداخلية إثيوبيا تواجه تحديات داخلية كبيرة، حيث أن انشغال جزء هام من قوات المعارضة الإثيوبية ضد حكومة أبي أحمد بالصراع في الشمال يشكل هاجسًا للقيادة الإثيوبية. هذه التحديات الداخلية تؤثر على قدرة إثيوبيا على التركيز على قضايا إقليمية مهمة مثل مياه النيل والحدود مع السودان. بالإضافة إلى ذلك، تسعى إثيوبيا إلى الوصول إلى اتفاقيات تعاونية مع السودان، منها تأجير أراضٍ سودانية للزراعة مقابل توفير الكهرباء.
الأهداف الإماراتية من جانب الإمارات، فإنها تسعى إلى:
الحفاظ على الاستقرار الإقليمي: يعتبر الاستقرار في السودان مهمًا للإمارات نظرًا لموقعه الاستراتيجي وتأثيره على المنطقة. حماية استثماراتها: الإمارات لديها استثمارات كبيرة في السودان، والاستقرار الداخلي ضروري لحماية هذه الاستثمارات وضمان استمرارها. تأثير المحادثات إذا نجحت المحادثات في تحقيق أهدافها، يمكن أن تؤدي إلى:
تقليل التدخلات الخارجية: بإقناع الإمارات بتبني موقف محايد أو تقليل دعمها لأحد الأطراف، يمكن أن يقلل من التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراع. تعزيز الحلول الدبلوماسية: نجاح هذه الوساطة قد يفتح المجال لحلول دبلوماسية أخرى من قبل أطراف إقليمية ودولية تسعى لتهدئة الوضع. إضعاف قوات الدعم السريع: تقليل الدعم الخارجي لحميدتي يمكن أن يؤدي إلى إضعاف قواته، مما قد يجبره على قبول الحلول التفاوضية بدلاً من الاستمرار في الصراع المسلح.
الجهود الدبلوماسية التي تقودها إثيوبيا بتنسيق محادثات بين الإمارات والسودان تعكس محاولات حثيثة لتحقيق استقرار إقليمي وتقليل تأثير النزاعات الداخلية على الدول المجاورة. نجاح هذه الجهود يعتمد على مدى التزام الأطراف بالحلول السلمية واستعدادهم للتفاوض والتعاون من أجل مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة