نشأتي في أسرة صوفية عصمتني من الوقوع في شباك الغلو والتطرف وجعلتني بحمد الله وتوفيقه متصالحاً مع نفسي ومع الاخرين منذ صباي الباكر في مدينة عطبره. كانت عطبره في ذلك الوقت تجسد روح التسامح والتعايش بين مكونات نسيجها المجتمعي التعدد الثقافات والأعراق كما كان السودان التليد حينها وكانت لي علاقات طيبة مع عدد من أسر الأقباط السودانيين. أثرت روح التسامح الصوفي بصورة إيجابية في تشكيل شخصيتي وتوجهاتي السياسية والفكرية منذ أن بدأت التعاطف مع أطروحات الحزب الوطني الإتحادي وشاركت في ليلة انتخابية لمرشح الحزب في ذلك الوقت إبراهيم المحلاوي لكنني لم انتم لتنظيم الحزب. بعدها فشلت محاولة لاستقطابي للانضمام لتنظيم الأخوان المسلمين الذي كان ناشطاً في تنظيم خلاياه في المساجد، وظللت محتفظاً باستقلالي الفكري رغم تعاطفي من على البعد مع أطروحات الحزب الوطني الإتحادي. عندما انتشرت التيارات الاشتراكية والعروبية بعد 23 يوليو 1952م المصرية وسطوع نجم الزعيم جمال عبدالناصر تعاطفت مع الطرح الناصري لكنني لم أنضم لأي حزب حتى بعد قيام الحزب الناصري في السودان وكذلك تعاطفت من على البعد مع الجبهة الديمقراطية لكنني لم أنتم للحزب الشيوعي السوداني. هكذا ظللت عصياً على التحزب والتعصب حتى عندما تعمقت علاقتي بحزب الأمة القومي إبان زعامة الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله ورضوانه له وبالأمين العام لهيئة سؤون الأنصار الشيخ عبدالمحمود أبو لم انتم لحزب الأمة ولا كيان الانصار. ذكرت لكم من قبل كيف أنني رفضت العمل مع الحركة الاسلامية السياسية التي كانت تحكم السودان تحت مظلة نظام الانقاذ وكيف انتصر الصحفي على السياسي حتى انتقلت للعيش في دولة أستراليا. قصدت بهذا السرد المختصر لجانب من سيرتي الذاتية التأكيد على حيادي الإيجابي تجاه الأحزاب مع كامل احترامي للحراك الحزبي السياسي بعيداً عن الغلو والتطرف، ووجدت في أستراليا النموذج الديمقراطي الذي ظللنا نسعي لتحقيقه في السودان، ومازلنا نسعى لوقف الحرب واسترداد الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق السلام الشامل وبسط العدالة والعدالة الانتقالية وتأمين الحياة الحرة الكريمة لكل المواطنين رغم كل الانقلابات العسكرية التي عطلت مسار الحراك السياسي الديمقراطي ورغم المحاولات البائسة القائمة عبر تأجيج الحرب العبثية للعودة من جديد للتسلط الأحادي المرفوض.
07-17-2024, 06:35 PM
Ahmed Eltigani Sidahmed Ahmed Eltigani Sidahmed
تاريخ التسجيل: 02-01-2024
مجموع المشاركات: 81
يا صديقي الغالي نعم كلنا ابناء الطرق الصوفية حمانا الله من الاحزاب و المتطرفة منها علي وجه الخصوص . نحن اولاد سيداحمد التيجاني كانت لنا تجارب مماثلة فحمانا الله من تجنيد الاخوان و السير الاعمي وراء الاحزاب . اذكر والدي الشيخ كان صديقا للشفيع احمد الشيخ . أتانا مرة بعد اجتماعه مع عبد الخالق محجوب ليذكر لنا صفاته الإنسانية الجيدة. كان يسمح لنا بقراءة كل الصحف لكنه كان واضحا في منعه لنا من الاحتكاك بالإخوان الكيزان لسمعتهم غير الحميدة خاصة ما يتعلق بشذوذهم الجنسي
07-17-2024, 06:35 PM
Ahmed Eltigani Sidahmed Ahmed Eltigani Sidahmed
تاريخ التسجيل: 02-01-2024
مجموع المشاركات: 81
يا صديقي الغالي نعم كلنا ابناء الطرق الصوفية حمانا الله من الاحزاب و المتطرفة منها علي وجه الخصوص . نحن اولاد سيداحمد التيجاني كانت لنا تجارب مماثلة فحمانا الله من تجنيد الاخوان و السير الاعمي وراء الاحزاب . اذكر والدي الشيخ كان صديقا للشفيع احمد الشيخ . أتانا مرة بعد اجتماعه مع عبد الخالق محجوب ليذكر لنا صفاته الإنسانية الجيدة. كان يسمح لنا بقراءة كل الصحف لكنه كان واضحا في منعه لنا من الاحتكاك بالإخوان الكيزان لسمعتهم غير الحميدة خاصة ما يتعلق بشذوذهم الجنسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة