ماحدث مؤخرا بالقاهرة من مخازي كأمتداد طبيعي لما ظل يحدث على الدوام منذ نجاح ثورة ديسمبر واقتلاع نظام المؤتمر الوطني يؤكد بأن القوى السياسية السودانية بعيدة كل البعد عن واقع ما يدور في بلدنا من كارثة ودمار وحرب قضت على كل شيء ومع الاسف ساهمت أيضآ في إشعاله. قوى سياسية تديرها نخب بعيدة كل البعد عن الاستقامة الأخلاقية ولاتجيد سوى المكايدات والتلاسن ضد بعضها البعض بعد أن نائت بنفسها عن تحمل مسؤليتها الاخلاقية بأنكبابهم نحو مصالحهم وينعكس ذلك من خلال تكالبهم على المغانم والمصالح الذاتية الرخيصة .
لقد صدق الكاتب ( أليكس دي وال) من خلال تصنيفه للفاعلين السياسيّين ( السودانيين ) عندما وصفهم بأنّهم رجال أعمالٍ سياسيين يستخدمون عملات المال والعنف لشراء سلع الولاء في السوق السياسية والحفاظ على بقائهم في المستقبل في بيئات مضطربة.
والسوق السياسيّ كما عرفه أيضا ( دي وال ) هو مكانٌ تجري فيه الأعمال السياسية بأشكال التبادل، بما في ذلك تسليع التعاون والولاء على النحو الذّي يحدّده العرض والطلب وينظّمه العنف والتهديد بالعنف. ويؤكّد في نفس الوقت بأنّ سلوكيات السياسيّين يجب أن تُفهم بعدسة الأعمال التجارية، حيث إنّ الفاعلين السياسيّين هم أفراد يسعون إلى السلطة والمكاسب الماديّة للولاء .
بالله عليكم الا ينطبق هذا الأمر على واقع هذه الشرذمة من المتاجرين بمأساة بلادنا بأبتعادهم عن كل يمكن أن يسهم في إيقاف هذا الحرب بإنجراهم لمكواة بعضهم من دون ذرة حيا .
نفس النخب السياسية التي أضاعت أعظم ثورة بتصرفاتهم اللا أخلاقية والتي كانت السبب المباشر في أندلاع هذا الحرب وما زالوا مستمرين الى الآن في صراعهم الوهمي على ما تبقى من خراب كصراع الذئاب الجائعة على الجيفة المتحللة.
سوف يذكر التاريخ بأن أسواء حقبة مرت على تاريخ السودان وأكثرها قتامة هي حقبة هؤلاء الساسة السماسرة المتاجرون بدماء الشعب ومعناته لا لأجل شيء سوى مصالحهم الذاتية والبحث عن الامتيازات المفقودة حتى وإن كانت على جثث ضحايا هذه الحرب اللعينة.
واخيرا سئل احد الحكماء عن الغباء الحقيقي فقال : (الغباء الحقيقي هو أن تحاول إستخدام ذات الأساليب الفاشلة عبر ذات الأشخاص الفاشلين لمعالجة ذات المشكلات القائمة .. وتوقع نتائج مختلفة).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة