إلي جميّع الرفاق والأصدقاء في عضوية وقيادة الحزب الشيّوعي وكُل كادره العلني الجماهيري والمُتفرغ و السري... تحية ثورية وتحية الصّمود والمقاومة والعمل المُشترك من أجل وطن حقيقي وبلد يسع الجميع تظلله العدالة والحرية والمُساواة ويحفه السلام العادل والشامل... نعلم جميعاً الدور الوطني الكبير الذي ظلّ يقدمه الحزب الشيّوعي السُوداني مُنذ حلقاته وطليعته الأولي في مُقاومة الإستعمار ثم محاولات البناء الوطني في كُل حقب السُودان الطويلة والمُتعاقبة ، وعمله المُجد والمُثابر لخلق التغيير الجذري في بلادنا مُنطلقين من القاعدة الأساسية في الإنحياز لمصالح الجماهير ، ونشهد أن الحزب قد عمل لأجل ذلك مُنفرداً ومُتحالفاً مع الآخرين ، وصّمد وكُل كادره الحالي والذين كانوا ضمّن صفوفه طوال تاريخه في مقاومة جميّع الدكتاتوريات والحُكم العسكري الشمولي وعملوا من أجل الثورة والتغيير للدولة المدنية الديمُّقراطية بحسب مفهومهم وبرنامجهم وخطهم السياسِي والتنظيمي ولا يزالون علي ذات الدرب سائرون. من أهمّ الأشياء التي كانت تُميّز الحزب الشيّوعي غير مسألة التنظيم ، هي مقدرته والقيادة التي تتولي أمر إدارته في القراءة المُتأنية والصحيحة للواقع ، كما أنه ظلّ يُمارس السلوك النقدي وفق مبدأ النقد والنقد الذاتي وصولاً لمسار صحيح لكل عمليات التغيير وفق مفهومها الصحيح المُتماشي مع الواقع الماثل علي الأرض ومُعتمداً علي نظريته الثورية للوصول لنتائج سليمة للبناء والسيّر عليها في كافة القرارات والقضايا التي تحتاج إلي عصف ذهني أو مُناقشات عميقة أو تدوال للرأي يُحقق القاعدة الأساسية التي ذكرتها في مقدمة رسالتي هذه إليكم وهي (الإنحياز لمصالح الجماهير والشعوب السُودانية). تعلمون ما تمر به بلادنا اليوم من ظرف مفصلي وتوقيت عصيب وتحديات ضخمة وتهديد حقيقي لوجود البلد نفسها وبقاؤها ، وتهديد آخر كذلك بحدوث إبادات جماعية وكما ظل يحدث ومنذ سنوات مُستمرة من خلال سلوك الحروب الداخلية والصراع المُسلح في كل الحقب وصولاً إلي الحرب الحالية ، مع تشريد كامل لأهله والطرد للسكان الأصليين والتغيير في التركيبة السُكانية وصولاً لأهداف السيطرة علي بلادنا ومواردها وتقسيّمها وفرض إرادة دول خارجية عليها وبمساعدة للأسف من بعض العاقيّن والعُملاء من ابناءها العسكريين والمدنيين. في هذا الظرف الحالي ومع كُل هذه المُهددات التي ذكرتها وأنتم سلفاً تعلمونها يُصبح إستمرار الحرب الحالية وتمددها وإنتشارها يُمثل أكبر عائق أمام وحدة البلاد ومُستقبلها ومُستقبل جميّع أجيالها وشعوبها ، وتظل الحرب وإستمراها هي أكبر عامل ضد مصالح الجماهير والشعوب السُودانية الحالية والتي لاتزال في سكة الغيب ولم تولد أو تأتي بعد ، وتظل الثمرة الأساسية التي نسعي لها جميعاً حالياً هي تحقيق مصلحة جميّع السُودانيين في وقفها ، وإغاثة من بداخلها من خطر الموت اليومي قصفاً ومرضاً وجوعاً ، وتظل حياة ملايين السُودانيين الآن هي الغاية التي نعمل لأجلها أولاً ، ومن ثم عودة الإستقرار وكل الذين تشردوا ونزحوا وهاجروا وتركوا ديارهم وبيوتهم ومناطقهم ، بغير هذه الثلاث غايات لن تتحقق مصالح جماهير وشعوب السُودان وسُأعيدها علي الترتيب: ١/وقف الحرب ، وقف القصف وإطلاق النار وكُل مظاهر العدوان ٢/إغاثة جميّع السودانيين في كل اماكن الحرب والتي تضررت بسببها وتأمين الغذاء والدواء وضروريات الحياة ٣/عودة الأستقرار بعودة النازحين واللاجئين والذين تضرروا بسبب الحرب هذه الثلاث غايات تحتاج إلتفاف جميّع أصحاب المصلحة من جميّع السُودانيّن ، دون الإلتفات إلي تفكيرهم وإنتمائهم السياسِي ، ولا إلي دياناتهم وقبائلهم وإثنياتهم ومكوناتهم الإجتماعية ، ففي هذه الحرب قد تضرر جميّع السُودانيين وفي كُل أجزائه ، لذلك فالعمل لإيقاف الحرب وإغاثة الناس وعودة النازحين واللاجئين لايستثي إلا الرافضين لإيقافها ، المُصرّين عليها ، القاتلون لشعبنا ، أما كُل من يطالب بوقفها ويعمل لإغاثة الناس وعودتهم وإستقرارهم فهو مع مصلحة جميّع السودانيين وكُل الجماهير. أي مواقف سابقة أعقبت الثورة تُصبح قضايا مؤجلة ، فالمصالح للجماهير وفقاً للنظرية الثورية نفسها وإعمال العقل لها أولويات وترتيب لا خلط فيه ، وهو مربط رسالتي المُباشرة والصادقة هذه إليكم ، فرفضكم المُتكرر للعمل مع آخرين أو الإستجابة لدعوات حوار سُوداني أو مؤتمرات لوقف الحرب حتي وإن كانت خارجية كمؤتمر القاهرة الأخير وغيره ، والقول بأنكم باقون مع جماهيركم ، أقول لكم وبصدق هل مصلحة الجماهير في إستمرار الحرب ؟ و هل هي في فناؤهم ؟ وفي تقسيّم دولتهم عن طريق ذات الحرب هذه ؟؟ ، وهل الثورة تعني الجمّود في المواقف والتفكير فقط داخل الصندوق بدلاً عن خارجه ، وتوسيع زوايا الرؤية؟؟ ، وهل القول بأن الثورة ستموت إن قبلنا بآخرين لانتفق معهم ، و إختلفنا معهم في مساراتها والطريق للوصول إليها ، أو حتي في القبول والرفض لها؟؟ ، أقول لكم صادقاً وحرصاً علي بلادنا وعلي شعوبها أن الثورة عمل مُستمر يتبع العقل والواقع ، ولا يتخطاهما ، والثورة تتلاقي ومصالح الجماهير والشعوب أولاً ولا تُعارضها وتُعطيها ظهرها ، والثورة تبقي عندما يبقي الوطن وتفني بفناءه؟؟ ، لن تموت الثورة طالما ظلّ هنالك أرض وشعب عليها وإنسان ، ولكنها تموت عندما تذهب الأرض والشعب ويموت الأنسان من عليها ويفني. لذلك أطلب منكم وبكل الحب لهذا الوطن الذي نتقاسمه معاً وتحقيقاً لمصالح جميّع شعوبه وجماهيره في مُراجعة الخط السياسِي الحالي الذي ينتهجه الحزب عندكم وقيادته ، ولترتبوا الأولويات وفقاً لمصالح الجماهير بشكل سليم وصحيح ، ولنغلق معاً الطريق للمُتآمرين علي بلادنا لتقسيمها وتشريد وإبادة أهلها والسيطرة علي الأرض ومواردها. ولكم جميعاً خالص الوُد والإحترام والتحايَا الثورية... ٩ يوليو ٢٠٢٤
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة