إذاً لنترك الخيانة على جنب. فنرى أن قيادة الجيش في السودان و لن نكرمها بالقول “قوّات الشعب المسلّحة” أثبتت “فشلها” في حربها ضد مليشياتها التابعة لها رغم علم الجميع أنَّها -المليشيات- كانت و مازالت عصابات من قطاع الطرق و النهب و المرتزقة و الجنجويد مسلحة! و في فشلها شهدنا جميعاً من تكرارها -قيادة الجيش- لنفس السيناريوهات من حصار لها و محاولات لها -فقط- لصد الهجوم عليها حتى ينتهي كل شيء بإنهزامها أو استسلامها أو كما جرت العادة انسحابها و “شردتها”!
و في المناطق الأخرى القريبة منها و البعيدة عن الحرب نجدها -قوات الجيش- تُقسم بجهازيتها و استعدادها و فقط أيضاً لصد أي هجوم محتمل عليها! ليتكرر ساعة أن يبدأ الهجوم عليها إسطوانة “الصد حتى الشردة”! و في كل الحالات وجدنا و شهدنا على أن الجيش كان يحمي و يدافع عن نفسه فقط! فأثناء اجتياح تتار الجنجويد لمناطق البلاد المختلفة اكتفى الجيش بالدفاع عن قواعده و حامياته و ثكناته دونما اهتمام للشعب حوله أو بقربه! حتى عندما ينسحب الجيش فهو لا يضع أي أهمية لواجبه المقدس في الدفاع عن شعبه قبل أرضه! ثم لا تمل تحدثنا تلك القيادة عن حروب المدن و صعوبتها و طرق الحسابات فيها و هي التي ظلت و مازالت تُسلِّم المُدنَ تلو المدن و الولاية تتبع الآخرى “تسليم مفتاح”!
و غرابة أن زيارات البرهان لقواته في كل ولاية و احتفاله و “أكله” معهم هي النذير المباشر بعدها لسقوطها -الولاية المنكوبة بالزيارة- في أيدي الجنجويد بسبب إنسحاب الجيش منها!! الجيش الذي أعلن لقائده و هو بينهم جاهزيته فيها!!! كأنَّ البرهان زيارته ما هي إلا “الإشارة” و التوجيه الخفي المتفق عليه مع المليشيات بجاهزية الولاية لإستلامها من الجيش ! قيادة الجيش التي أركان حربها مازالت محبوسة في سراديب قيادتها العامة و الجميع يستغرب حتى اليوم لماذا! فهل صعب على الجيس تحرير قيادته دعك من العاصمة أم صعب على عصابة دقلو دكَّ القيادة كلها على من فيها أم أنَّ في الأمر إنَّ و أخواتها!
و تأتيك استخبرات الأمن و المخابرات و التي أثبتت فشلها منذ ما قبل اشتعال حرب الشركاء و إلى يومنا هذا فهي لا تستقوى إلا على الشعب المُسالم الأعزل الضحيَّة! لكن أن تستبق الأحداث بتحركات تُحسب لها و تنقذ بها شعبها فحَدِّث و لا حرج بعد ان “حدث ما حدث”! و أسفاً مازال يحدث!! الجيش الذي احتفل بتحريره لمبنى الإذاعة و التلفزيون القومي و كأنَّه قد حرر الخرطوم كلها فكيف و هو قد خسر السودان و مازال ولاية فولاية و “العطا” مازال يُحدثنا عن شروطه للتفاوض و يتوعد بالقضاء على الخوارج و يبشر بالتحرير الشامل و النصر بينما هو يحرك قواته بيت بيت فزنقه زنقه في حواري أم درمان فقط!!
و نعلم سفريات عسكري الحكم في السودان حتى “بمالك” لكن حتى في السياسة أثبتوا فشلهم فلا استطاعوا تجريد مليشيا دقلو من دعم الدول و الأنظمة التي تساندهم و أولها أبوظبي زايد و حفتر ليبيا ! كخلاصة: عسكرياً أنت فشلت و سياسياً أنت فاشل و في الأمن و الاستخبارات و التخطيط أنت الفشل ذاته! فعلماذا استمرارك في القيادة!
و إلى الذين اكثروا من شماعة أن الإخوان المسلمين هم من يتحكمون في الجيش رسالة أن كفى. عقولكم من الحقد و الغباء اتفه من أن نُعيد الشرح و التفسير لها. فالإخوان لا وجود لهم إلا في خيالكم فأمرالسودان أكبر مما قد تتصوره حقارة أنفسكم. فلا تسوقوا و تسوِّقوا لما روَّجه ال#################### حميدتي و من يقودون له زمامه. السودان الشعب و الأرض يتعرَّض لمؤامرة من داخله و خارجه. لنعود إلى ذكرها ؛ الخيانة و الخونة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة