كتبت الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني انتهاء عملها كمبعوث للأمين العام لجامعة الدول العربية لشؤون الإغاثة الإنسانية في الفاتح من يوليو ٢٠٢٤م وبعد ١٢ سنة و٣ أشهر، وقالت كنت شاهدة على قوة الروح في مواجهة أصعب التحديات، وتعرفت على أبعاد إنسانية في عالمنا العربي. وكان الإنسان محور عملي واهتمامي.. زرت مخيمات اللجوء ومناطق النزاع و الكوارث، وبالمدن والقرى والأرياف.. لعبت مع الأطفال وسمعت شكاوى النساء ولمست اليأس والألم لدى الرجال، جالست كبار السن وكونت صداقات وذوي الإعاقة.
حاولت بكل ما أوتيت من قدرة أن أنقل الواقع لأماكن صنع القرار.. سنوات مليئة بالألم وبالأمل أيضا.
وختام المهمة، أتمنى التوفيق والنجاح لكل من يعمل في سبيل خدمة الإنسان. أعتذر من أعماق قلبي لكل من سعيت لنقل صوتهم ومعاناتهم وأوجاعهم في العالم ككل وفي عالمنا العربي بشكل خاص. الجراح بليغة وتبدو عصية على الشفاء، وفقدان الأحباب مستمر والأرقام في تصاعد يومي، وكذلك حاجتنا للإنسانية والعمل والأمل تبدو بلا حدود.
ونقول للشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني أوفيتي وكفيتي ربي يتقبل كل جهودكم النيرة فقد لمسنا وتابعنا كثير من مجاهداتكم ومنذ بدايات جلوسكم في مقعد هذه المسوولية والتي ازدانت بروحكم المعطاءة وإنسانيتكم التي كانت أكبر وأعمق من المقعد الوظيفي علي اتساعه .. حقيقي الشيخة حصة نثق ان ما وضعتوه من بصمات خلال مسيرتكم ستظل شعلة تضي المسارات للآخرين ولن انسي زياراتكم لإقليم دارفور الجريح حينما تبنت قطر الخيّر ملف إطفاء لهيب الحرب بها وقطعا من التقيتهم ينبض قلبهم بسيرتكم الطيبة وهم في أقسي الظروف بلهيب هذه الحرب الحارقة وأقول لكم أخيتي الشيخة حصة إن المقاعد الوظيفية تتغير ولكن معادن الإنسان الخلوق وإنسانيته تبقي وهذه أنتم ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة