(B)أنا لست امنجيا و لا مخابراتيا ولا احب العسكر و لا الدكتاتوريات .
د احمد التيجاني سيد احمد
@من قبل ان زرقت الدموع حزنا و قهرا عندما اغرق المصريون بلادي في النوبة كنت اري اهلي يسافرون لمصر ( شمال الوادي) و للسودان (جنوبه بداءة من محطات القطار المقفرة الي الخرطوم ووو) و يعودون لأسرهم و عايلاتهم ليقضوا العطلات في زراعة القمح و حصاد النخيل! @كان لنا اهل في مصر أقرباء تتفاوت أعمالهم من شراكات تجارية : مثل خالي الذي كان شريكا في مصنع تريكو مع صديق قاهري في شارع عبد العزيز ، الي بوابين و سفرجية و خدم منازل الباشوات وباقي جنود الحرب العالمية الذي سكنوا مساكن في غاية الفقر و التواضع في الجبل الأصفر.
@و بالرغم من ان والدي كان موظفا بسيط الحال في السودان فلقد كانت له صداقات مع مشايخ الزاوية التيجانية في المغربلين و قرايب تجار خردوات وائمة في سوق الغورية و طبيب مشهور في عمارة حديثة راقية في قصر النيل اجري عملية عيون دقيقة لشقيقي الاصغر عليه رحمة الله و رضوانه. @وكان لاهلنا الذين تفاوتت تسمياتهم في مصر من البرابرة الي النوبيين ابناء في الأزهر والجامعات تفسحنا معهم و نحن دون المراهقة في الحديقة اليابانية وبلاج الشاطبي و حدايق المعمورة و نزلنا مسرح الملك في قصر عابدين لنشاهد صورنا علي شاشة التلفزيون الالماني . و زرنا قلعة صلاح الدين و صلينا بالتزام صارم في السيدة زينب و أكلنا الكشري و ركبنا الحنطور لحدائق الحيوان و الأسماك و ذهبنا لنسترق النظر للأميرات السعوديات وهن يخلعن العبايات عند الدخول لسينما قصر النيل لحضور حفلات عبد الوهاب و ام كلثوم!
@و بالرغم من المذلة و المهانة التي شعرت بها عندما اغرق عبد الناصر بلادي ، حيث نقلونا و امتعتنا القديمة واغنامنا و كلابنا الي ديار الشكرية في البطانة الي بيوت مسرطنة مسقوفة بالاسبستوس. @بالرغم من ذلك شيدت مع المعزين مكان عزاء في مدينة سنجة علي النيل الأزرق للدعاء بالرحمة لعبد الناصر الذي قتلته صدمة قلبية بعد هزيمةً ١٩٦٧. **ازهلني ان كنا كلنا في داخل سرادق العزاء عدا باحث مصري زميل لنا قرر الاحتفال بموت عبد الناصر من داخل منزله في محطه الابحاث . كان فرحا لموت عبد الناصر و غاضبا علينا كيف نحزن علي من تلوثت أيديه بدماء المصريين ! @ وقتها كنا في السودان قد تخلصنا من اول حكم للعسكر حكم عبود و تسرب الي حياتنا عسكري آخر اسمه نميري .. ** لكن كما قال لنا زميلنا الباحث المصري ساخرا " لسة ما شفناش حاجة"**
**و صدق **.
اعود لمقال د. اماني الطويل في حلقات قادمات
د. احمد التيجاني سيد احمد ٢٣ يونيو ٢٠٢٤ روما إيطاليا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة