الموقف، أعمدة الإنارة فى هذا الموقف تعمل نهارا وتُطفى ليلا بأمر البلدية التى تعمل بمبدأ الترشيد او الإهمال ولكنها لا تهمل فى إضاءة النهار فى ظل سرقة المفاتيح والطبلون الرئيسي بأمر الجهاز سئ السمعةالذى لا يسمح بفصل الكهرباء حتى تبقى الكاميرات تعمل فى النهار فهو لايهمه الموقف ليلا او السرقات ولكنه يرصد حركات النهار التى ترسم ملامح المجتمع ويحتاط حتى لا يصبح الموقف منصة لمواكب التغيير كما صار بعد عقود ،،، هذا الموقف العظيم ليس فيه حساب سوى حساب الخدمات ان كان أجرة او ماكولات او مشروبات اوخدمات الرصيد او عمليات النشل التى تتم فى وجود رجال المباحث الذين الفوا النشالين والفوهم وصاروا فى حالة تعايش ربما جل رزقهم يتوقف عليهم حسب الحالات التى تقع بجهد مواطن او كمسارى اَلف وجوههم،،،، التسول فى عهد الرغمية أصبح جماعى يبدأ من المثنى وينتهى فى الجموع بأساليب متنوعة من المكالمات إلى التقارير الطبية انتهاء بالقمسيون وضياع الهاتف والتذكرة فى الساحة المخصصة لاجرة ما بين المدن ،،، هو يقف عين على الساعة وعين على الحافلات التى تتوقف بحركات التفافية فى ظل الزحام البشرى الذى غطى على الموقف والسائق يريد حمولة من غير خسائر فى الأبواب او الشبابيك، هو عين على الساعة وعين على الحافلات مع بعض النظرات الزائقة والذائغة،تصلب شعر رأسه الذى اختلط فيه دهان الشعر بغبار الموقف الناعم الذى نتج من دكيك الأقدام المتكون من مطاردة الحافلات التى هجرت الخط المخصص وأصبح حسب الموقف البشرى فى الموقف الذى فاض فاصبح كالشبح المتجسد بجوال دقيق اغبر ،،،، يمضى الوقت ويزداد شعر رأسه صلابة وتمتزج رائحة عطره مع رائحة الموقف المكونة من فضلات المتشردين وبقايا الخضار والفاكهة وبعض روائح التركيب المغشوشة اما اللحوم فلم يعد منها باقى حتى العظم صار له زبون ،،، اما هى فعلى قلة الرتوش والمكياج على قدر الظروف المستخدمة فقد ضاعت كل الخطوط والتحديدات والظلال فى ظل ازدحام الخطوط على الرغم من القبعة التى غطت رأسها والمناديل التى تطارد حبات العرق فى ظل الشمس التى تزداد حدة حتى فى فصل الشتاء وكانت تحمل فى يدها شمس الخريف وجريدة إعلانات تهش بها الذباب وبعض بقايا الناموس النهارى،،، محلات بيع التلفونات وتغذية الرصيد تمثل ساحة لبيع التلفونات المخطوفة عنوة واقتدار بطيارين الخطف والنهب الذين فتحت لهم الحرب العبثية أبواب للنهب فى الموجة الثانية من السرقات بعد هجرة المواطن وتدمير كل أسواق المدن فالموجة الاولى تستبيح باسم الغنائم كما حدث منذ اليوم الأول فى الحرب بذلك الفيديو الذى رفع شعارات حقنا فاستبيحت القواعد بالنهب المقنن فصارت الطرقات تعج بالنمل حبة حبة، تحول راكبي الدرجات البخارية مردفين من الخطف الى رديف باسم المستنفرين او الفزع فجالوا فى المدائن والقرى والفرقان ينهبون ويقتلون مع تطور الموقف العملياتى الذى يحتاج إلى خزان جنود فكانوا لهم ظهير ،، هذه الشاحنة التى أفرغت حمولتها من طوب البناء الاحمر افرغت أيضا حمولة الموقف فى ثوانى وانطلقت فى اتجاه الرياح فهبطت منها الاشباح تباعا خارج الإيراد ،،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة