رأينا في الإيام الفائتة المجازر البشعة المروِّعة في كرري والفاشر و ود النورة والأخيرة اقتحمتها قوات الدعم بحجتها بملاحقة واجتثاث فلول النظام البائد فهم يشعرون أنهم مصلحون يريدون تخليص الناس من شر الوسواس الخناس الكوز الشيطان !!
وفي المقابل يشيطن الجيش المعارضة المدنية فيُدين تنسيقية تقدم حتي قبل إدانة قوات الدعم يقول المثل العربي: 《إتشطّر يا خليفة.. علي النعجة الضعيفة》!! ويقول قائد الجيش بأنه لا مكان لقحت او تقدم.. أو "السياسيين" !! والحقيقة أننا في زمن انعدام الثقة وانعدام الأخلاق بصورة.. لم يسبق لها مثيل فالعسكر دائما لا يثقون بالمدنيين والمدنيون لا يثقون بالعسكر ولذلك.. فتشكلمهما مع بعض في أي منظومة معرض للفشل في أي لحظة فمجلس السيادة فشل لأنه به مكون عسكري وآخر مدني فالعسكر توجّسوا من قيادة المدنيين للمجلس وقحت نفسها فشلت لأنها بجانب الأحزاب المدنية شملت حركات الكفاح العسكرية والأنقاذ نفسها وإن حكمت ثلاثة عقود لكن اشتمالها علي المكونين المتشاكسين كان عاملا لعدم الاستقرار فقد حدث ما سمي ب"المفاصلة" بمجرد إكمال العشرة الأولي وحتي حينما أرادت بعض عضوية المؤتمر الوطني تقديم رئيس مدني لإنتخابات ٢٠٢٠ اعتبر الآخرون ذلك 《خيانة》 فكان هذا من اسباب ذهاب الإنقاذ
والمدنيون انفسهم لا يثقون ببعضهم البعض فحزبيو قحت لم يثقوا بالتكنوقراط ورأوا أنهم أولي بلحم التور !! فطبعا هناك صفة سيئة اخري تسير دائما بموازاة عدم الثقة ألا وهي انعدام الأخلاق المتمثل في 《الأثَرَة》 بصورة رئيسية فدائما كل شخص يري بأنه .. 《الأولي》بالمنصب الأولي وليس الأجدر !!
العسكر ايضا لا يثقون ببعض فالدعم لم يثق بحركات الكفاح وهي لم تثق به ربما بسبب الحرب الطويلة بينهما وما نتج عنها من غبائن دفينة !!
الحركات المسلحة نفسها تعاني من عدم ثقة بداخلها مما أدي الي انشقاقات بمعظمها وصاروا بين محايد و مؤيد لهذا الطرف أو ذاك
انعدام الثقة والأثرة تكون ايضا علي المستوي الفردي خاصة القيادات والموظفون المهمون في التنظيمات العسكرية والمدنية فالشخص لا يثق بالمجموعة التي ينتمي اليها فيحاول ان يتغدي بهم قبل ان يتعشوا به هذا بجانب الطمع في الإستفادة لأقصي درجة من المنصب قبل فوات الأوان فهذا كله يؤدي الي 《خيانات》 عظيمة !! تحدثنا قبل أيام عن الإستقطاب الحادّ الذي شمل كل الصحافيين جريا وراء لُعاعات الدنيا والذي يتأمل ملياً في الأحداث يري أن الرصاصات الأولي إنما انطلقت من صفحات الصحف التي تولت كِبَر الإنقسام والتعصب بين 《فلول》 و 《ثوّار》!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة