الحرب خدعة وهل نحن خدعنا بالحرب ولم نستخدم الحيلة والخدعة في كسب الحرب ويبدو ان اول مسببات هذه الاسباب هو اهمال بث روح التآلف والتراحم والوحده بين مكونات الشعب ان حربنا الحقيقية بدأت عندما ظهرت نبرة العنصرية والجهوية والقبلية واصبحت تطل براسها في كل السوح وصارت كثير من الالسن تردد علي المسامع والآذان عبارت التحقير والاساءة والحط من قدر الاخرين ونسي الناس الروابط والوشائج التي تربط بينهم واهمها واولها رابطة الاسلام والدين والعقيدة، اين الدين والعقيدة والاسلام الذي هو اقوي من كل الوشائج التي تربط بين القلوب؟ ان هذه الحرب العسكرية الدائرة الان سوف ياتي عليها زمان وتنتهي وتتوقف وتصمت اصوات المدافع والبنادق ولكن سوف يكون في الجانب الاخر حرب ضروس اسلحتها العداوة والبغضاء والكراهية والظلم حرب عنصرية ضد مكونات القبائل لبعضها البعض وهذا بالطبع سوف يكون عبارة عن نثر لبذور الكراهية والبغضاء واداوات تصنع من اجل اشعال حرب مستقبلية قادمة ستكون أشرس واشد فتكا وخرابا من هذه الحرب لذي يجب علي والدولة ووسائل الاعلام وقادة المجتمعات الوقوف ضد خطاب الجهوية والعنصرية وعلي الدولة محاربة خطاب الكراهية ومحاربة الظلم المجتمعي والقبلي والسياسي والاداري والاعلامي وكافة انواع الظلم، اننا شعب سهل الانقياد وسهل الانخداع حيث يتم خداعنا بسهولة وبساطة بل اننا نقبل الخداع نستسلم له لهذا عشنا في خداع سياسي وديني مستمر، يقول نيتشه " لا يتم خداع الشعوب إلا لانها تبحث دائماً عمّن يخدعها أي عن خمرة تهيج حواسها،وإذا حصلت على هذا الخمر فإنها ستكتفي بالخبز الردئ، النشوة أهم لديها من الغذاء "اننا في السودان بوضعنا هذا لن نصبح أمة ولن يكون لنا شأن ولن ينصلح حالنا ، ولن نستفيد شيئا من تجارب كل الحروب الاهلية المأساوية التي احرقت السودان وجعلته يتقلب في براثن الفقر والجوع والعوز والتفرق وعدم الاستقرار، فإنه إذا لم يستطع العقلاء من شعبنا الإجابة بصدق عن بعض الأسئلة التي ربما تكون هي مفاتيح لحل هذه المشكلة المزمنة ومن اهم هذه الأسئلة التي تحتاج الي اجابة من هو الذي خدع شعبنا عبر تاريخه الطويل؟ كيف تم خداعنا وعبر اي وسيلة تم الخداع؟ هل ستظل نشوة الخديعة أهم لدينا من كسرة خبز الحقيقة ؟ أو بمعنى آخر هل سيظل شعبنا يقتات الشعارات الواهية؟وهل سيظل المخادعون هم من يملكون زمام الامر في بلادنا حتى يفنى شعبنا وتختفي بلادنا بسبب هذا الخداع وتظل تتوسع الحروب وتنتشر الكراهية والعنصرية، ام انه ستكون هذه آخر الحروب وهل ستكون هي احد ادوات الحلول والاصلاح لان الحرب ليس كلها شر محض، ربما هذه الحرب تساهم في تعديل موازين العدل وتظهر الخونة والعملاء والمرتزقة و تجار الدين وتجار الدم وعبدت المال والسلطة وطالبي المناصب وسوف تعري الفاسدين المرتشين مبددي المال العام وفي هذه الحرب يجب ان نتذكر بانه كانت خلافة ابو بكر الصديق رضي الله عنه عامين فقط من عمر الزمان إلا أنه خلال هذه الفترة القصيرة قد حارب المرتدين ومدعي النبوة في معركةاليمامة وحارب الفرس في معركة ذات السلاسل وحارب الروم في معركة اليرموك احيانا يكمن الخير داخل الحرب ليبدد الظلم والفساد ويعيد الحق والعدل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن محمد فضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست