طالعت خبراً بإحدى صحفنا يقول فيه المحرر أنهم سوف يكرمون أقوى قلم وطني لمواقفه الوطنية (إنشاء الله)، و(إنشاء الله) دي لما كنا في المرحلة الإبتدائية ويكتبها تلميذ ضعيف في الإملاء بهذا الشكل كان يُقرص في أذنه قبل أن يصححه المعلم ويقول له تكتب ( إن شاء الله)، لأن إنشاء الله تحمل معنى مختلف جداً... شفتو كيف بعض صحفنا دي بتنشر في الجهل لياتو درجة، وكمان عاوزين يكرموا بعض الأقلام المضللة التي تتكسب عبر تغبيش وعي الناس وتلقي بالبسطاء في التهلكة!! وبخلاف هذا الخطأ الجسيم غمر المُحرر خبر الخمسة أسطر بأخطاء عديدة لا يتوقعها الواحد من تلميذ في المرحلة الإبتدائية. أصررت على التعليق لأنني لاحظت أن عدداً من الصحف البيئسة مستمرة في الصدور هذه الأيام، بينها من يطبل بعض كتابها لرجل أعمال (كوز) فيما يحدثنا البعض الآخر عن بكاء نجم أو إداري لفوز منتخب السودان، بينما لا يبكي هؤلاء على الأرواح التي تُزهق كل ساعة، وعلى الوطن الذي يفلت من بين أيدينا، بل على العكس يهلل جُلهم للمعارك الخاسرة ويدفعون بالمزيد من الضحايا في حرب عبثية قذرة ومدمرة لكل شيء، والغرض واضح من تزايد الصحف التي لا يميز محرروها بين " إنشاء الله" وإن شاء الله". كمال الهِدَي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة