ما يحدث للقوات المسلحة من هزائم و انسحابات هو في الواقع طبيعي جدا ليس فقط من باب ان الحرب كر و فر و انما لأن قوات الدعم السريع تم تطويرها من قبل النظام السابق لتقوم مقام قوات المشاة و كأن الجيش انقلب و تمرد عليه احد اهم اذرعه الذي يقوم بمهام السيطرة الميدانية، ثم ان قوات الدعم السريع اكثر انسجاما تجمعها و تحركها النعرة و العصبية و الغنيمة بينما الجيش يتبع دولة تأسست حديثا و لم تزل مؤسساتها و سياساتها و شرعية حكوماتها محل طعن من قبل مكونات عديدة من مواطنيها، بعض هؤلاء المواطنون يعتقدون ان القوات المسلحة لا تمثلهم تمثيلا عادلا بل و يعرفون انها ارتكبت فظائع بحقهم و كانت اداة لإحباط مطالبهم العادلة كمواطنين في بلدهم، و هؤلاء ليسوا متحمسين للقتال الى جانب الجيش الا بقدر خوفهم من قوات الدعم السريع و كرههم له، كما ان نسبة كبيرة من افراد القوات المسلحة ينتمون لذات القبائل التي تنتمي لها قوات الدعم السريع و تستطيع هذه الاخيرة ان تستعين ببعضهم في الحصول على معلومات دقيقة عن خطط و تحركات الجيش تتيح لها معرفة الثغرات و تفادي عنصر المباغتة بينما قد يتردد الجيش في استخدام بعض العناصر الكفوءة او ربما طلب بعضهم ان يعفى من قتال أهله، و آخرون يرون القوات المسلحة ذراعا و مطية للإسلاميين اذ عبثوا بها لثلاثة عقود فكان ان جُل كبار القادة منهم و هذا ما يفسر الإجماع التام على مطلب " اعادة هيكلة الاجهزة الامنية و العسكرية بحيث تصير قومية مهنية لا سياسية " و كثيرون لم ينسوا للقوات المسلحة انها اعاقت التحول الديمقراطي و دعمت من قبل و حمت انظمة شمولية ( النميري و البشير ) اقعدت البلاد و قسمتها و تسببت في معاناة كبيرة للشعب السوداني. [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة