عندما أدركت بني إسرائيل أن زمن النصرة الإلهية فيما يتعلق بأرض الميعاد قد ولى و إدبر منذ عهد سيدنا سليمان عليه السلام ، إنتشروا في أرض الله الواسعة ، و مارسوا التجارة والصناعة ، فجمعوا من الأموال الكثير ، كانت الحرب العالمية الثانية هي الفرصة التي مكنتهم من تحقيق حلم الرجوع الى أرض الميعاد ، و كانت القنبلة النووية الأمريكية و التي ساهموا في صناعتها هي الدين و عربون الصداقة ، لأنها أنقذت الولايات المتحدة الأمريكية و العالم من حرب كانت ستدوم لسنوات و سنوات ، فصارت إسرائيل هي طفل أمريكا المدلل في الشرق الأوسط.. إن القضية الفلسطينية من ناحية دبلوماسية قد دخلت في متاهة بعد هجوم السابع من أكتوبر ؛ كانت النتائج ستكون مختلفة ، لو إختارت حماس توقيت حكومي غير حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة ، و لكن إختيارها هذا التوقيت الحكومي قد عجلت بإنهاء عهد المقاومة الفلسطينية الشعبية من داخل الأراضي الفلسطينية ، لأن هذه الحكومة المتطرفة ستقفل هذا الباب في المستقبل المنظور ، فالعجلة تفقد البشر أحياناً الفرص المتاحة. إن الوقت الطويل الذي أخذته الأزمة الأوكرانية الروسية مؤشر خطير على وجود ركود فكري في الدول الغربية ؛ دول تمتلك أفضل الجامعات و المعاهد و المراكز المتخصصة في صناعة و إتخاذ القرارات ؛ دول تمتلك أفضل الكوادر السياسية المتمرسة ، ربما أفهم أن جزء من إستمرار هذه الأزمة كانت رسالة سياسية مفتوحة لروسيا.. و لكن أن تستمر بدون أهداف واضحة ، هذا هو الفشل عينه ، الفشل السياسي مقبول من الدول المتأخرة ، كثمرة طبيعية للتأخر و التخلف ، و لكنه ممجوج من دول هي التي أرست المواثيق والأعراف الدبلوماسية في القرون القليلة الماضية. ما أراه هو الآتي: المنطقتين اللتان أجرت فيهما روسيا إستفتاء و ضمتهما كانتا غير مستقرتين تحت السيادة الأوكرانية قبل إجراء هذين الإستفتاءين بسبب رغبة جزء من هذين الشعبين في الانضمام لروسيا ، و لكن الحكومة الأوكرانية كانت بتجاهلها لرغبة الشعب كانت تزيد النزعة الانفصالية لأن الممنوع مرغوب ، و رغبات الشعوب قابلة للتغيير تبعا للسياسات و الأوضاع ، أما الأرض فتظل في محلها ، فكما إنفطرت الإمبراطورية الروسية في الماضي ، فيمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى ما بعد عهد بوتين ، بقليل أو بكثير ، فترجع المنطقتين و جزيرة القرم لحظيرة أوروبا ، سيما و أن حسم الصراع عسكرياً صعب ، و حتى لو تحقق لأوكرانيا ، فإن إجبار هذه الشعوب بغير إرادتها أصعب .. فأرى أن تحفظ أوروبا ماء وجها بأن ترجع الأمر للأعراف و التقاليد الدبلوماسية ، بأن ترهن مصير المنطقتين و جزيرة القرم لاستفتاء جديد يجرى بعد سبعة سنوات إعتباراً من وقف إطلاق النار ، يراقبه الجميع ، الأمم المتحدة ، أوروبا و الدول الغربية ، و أصدقاء روسيا ، و تكافيء أوروبا الجزء الباقي من أوكرانيا بأن تضمها فوراً بمجرد إعلان وقف إطلاق النار للإتحاد الأوروبي بصورة إستثنائية متجاوزة كافة القوانين المعيقة للإنضمام ، و تعمل خلال السنوات السبع على جعلها جنة ، حتى يدرك الذين يريدون الانضمام لروسيا الاتحادية أنهم خابوا و خسروا ، نسأل أن يعم السلام جميع بلدان العالم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة