أستغرب جداً من المقارنة بين الاثنين من بعض الناس، لأننا لا نجد أدنى صعوبة في معرفة الفرق الكبير بينهما. عندما نتحدث عن القوات المسلحة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتكلم عن حل مؤسسة كاملة أو إلغائها أو تسريح كل ضباطها، لأن المشكلة الكبرى في القوات المسلحة هي قيادتها الفاسدة. ولكن عندما نقوم بإعادة هيكلة الجيش يمكن خلق مؤسسة وطنية تعمل على حفظ الوطن والشعب.
ولكن عندما نتحدث عن الجنجويد أو الدعم السريع، لا يمكن إلا أن نقول إن المؤسسة كلها فاسدة من كبيرها إلى أصغر عسكري موجود فيها، ولا يوجد أي حلول إلا حلها تماماً وتسريح كل منتسبيها. ومع الأسف طوال فترة عمل الدعم السريع، لم نجد منهم إلا كل شر وإرتزاق. ومنذ بداية هذه المؤسسة الشيطانية كنت أحذر من الاستهانة بها وإعطائها مساحات أكبر، ولكن حدث ما حدث، والآن نحن نعيش في أسوأ أزمة مرت على السودان في التاريخ المعاصر يدفع ثمنها كل سوداني وسودانية. ولكن يجب أن نتعلم من هذا الدرس، نعم كان درساً قاسياً ومؤلماً، ولكن لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب.
كل يوم نتحدث عن مجزرة أو مشاهد تدمع لها العين. هذه الحرب اللعينة أتعبتنا جميعاً نفسياً قبل كل شيء. ونسأل الله أن يخفف عن كل شعب السودان الصابر الصامد. شعب يعاني من نقص مواد الغذاء والدواء ومن أبسط مقومات الحياة، ولكن سوف يظل هذا الشعب صامداً. وكلي ثقة أن هذا الشعب لن يرتاح إلا بتحقيق مطالب الثورة العظيمة (حرية، سلام، وعدالة) (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل). وليس معنى "العسكر للثكنات" أننا نريد إهمال جيشنا، على العكس تماماً. الحكومة المدنية سوف تعمل على تقوية هذا الجيش أكثر بكثير وأن يكون أكثر فاعلية والتزاماً بالدستور، لأننا نعلم تماماً أننا في زمن لا يوجد فيه مكان للضعفاء. جيش قوي يعني دولة قوية وجيش يحافظ على مصالح وحدود الدولة.
وفي الأخير، ليس لدينا إلا أن نحافظ على توحدنا ومحاولة مساعدة بعضنا البعض حتى تنتهي هذه الحرب اللعينة، لأن بعدها سوف يكون هناك عمل أكبر لتحقيق مطالب ثورتنا العظيمة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة