يظل أفق الاشتراكية الماركسية بالسودان فى انحدار فى ظل تطور اقتصادى إلى مايعرف بالاقتصاد الطفيلي فى حالة تراجع تاريخى ويؤدى إلى طريق مسدود فى ظل معطيات الواقع وانعدام البئة المساعدة لتوالد وبناء،قواه الاجتماعية وبوصول الطبقة المتوسطة إلى أدنى مستوياتها وضعفها البنيوى الفكرى الى درجات التلاشى والعدمية وبالتالي قدرتها على التصدى وقيادة الطبقات المتحالفة معها كم استنتج لينين وستالين فى ظل محاولة الانتقال إلى اقتصاد اشتراكى دون المرور بمرحلة الراسمالية فى ظل إبداع مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وتحالف الطبقة الوسطى والمزارعين والعمال لإنجاز مراحلها بلوغا للاشتراكية فى ظل تجربة الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية خروجا عن حتمية المرور المرحلة الراسمالية كما اشترط كارل ماركس فى نظرية الماركسيية الكلاسيكية..... ولعب انتصار الثورة البلشفية بالاتحاد السوفيتي وماعليها من انتصارات بالحرب العالمية الثانية وتوسع المعسكر الاشتراكى ليشمل نصف أوربا وكل شرقها فى ظل نهضة صناعية ضخمة وهو ماعزز دور البرجوازية الصغيرة فى قيادة وإنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وتحقيق أهدافها نظريا وواقع تطور مضطرد على أرض الواقع .... ولكن عجز قواها عن ماورد بتحديات نظرية وعملية وابداع ما يعزز أهمية تطور النظريات وعدم جمودها بمرحلة محددة والتى حدث بفترة الستينات بالمجر وتشيكوسلوفاكيا ولاحقا بولندا ويوغسلافيا ورومانيا انتجت تشتتا فكريا حول الأسس النظرية لاحداث التطور الاشتراكى دون المرور،بمرحلة التطور الراسمالى وماينتجه من قوى واعية بمصالحها وحقوقها الطبقة وافق تنظيماتها المعاصرة فكريا ومؤسسيا وصدقية البديل العملى نظريا وصولا إلى دكتاتورية التوليتاريا كأحد اهم أركان النظرية . كل ذلك انتج جمودا نظريا وتحولت النظرية الماركسية من مرشد خلاق لقوة متطورة ومبدعه الى حالة العجز المطلق بفعل العجز عن التطور والانفتاح إلى آفاق نظرية فى دينماكية الاقتصاد ونظرية الحكم نتاج التطور المادى وافاق اكتشاف نظرية الانفجار العظيم وعجز قياداها عن استمرار الاستلهام والابداع المتوافقة مع تطورات الواقع وانجاز التحالفات السياسية المطلوبة للمرحلة مما اوصلها إلى طريق مسدود فعليا وانهيار نماذج دولها التى وصفت يوما بقاطرات التاريخ بانهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكى ودخول العالم مرحلة القطبية الاحادية ... وهو ما ادخل تظيماتها واحزابها على مستوى العالم بحالة صدمة عظيمة ويتم فكرى عجزت عن فتح آفاق جديدة بواقع التجربة وعلى آليات النقد لذاتى والعلمى السليم مما جعلها فى حالة تشتت وتناقضات اساسية ومركزية حول البنيان الراسى لمراحل التطور الاشتراكى المطلوب مع ثبات اليقين بالديمقراطية الليبرالية ولكن دون ادراك لطبيعة اولوياتها واسبقيات مراسلها وبناتها الهيكلة وطبيعة التحالفات المطلوبة لإنجاز مراحلة واحترام طبيعة المرجعيات الفكرية خلفية تنظيماتها المتعددة والشارع دون طليعة تقوده فوضى بغير بؤصلة...الشارع ليس بمعلم...الطليعة هى المعلم والملهم للجماهير .....الشارع تعبير عن العوام....الذين تتحكم فيهم عوامل كثيرة.....والتغيير تحدثه القيادات الملهمة الموجهة لبؤصلة وعى الشعب والمؤسسة بافكارها الخلاقة والمبدعة وعمقها المعرفى الأصيل لاهدافه العظمى وتكتيكات المرحلة وتحالفاتها العريضة وممكنة وهذا ماعجزت عنه قيادات الحزب الشيوعي السودانى الان وقواعده واصبحت تخدم قوى الثورة المضادة بمواقفها السياسية المعلنة دون ادراك مالاتها على الخط الثورى العام والضرر الكبير والمتراكم الذى تحدثه به نتاج العزلة والعجز عن التطور والابداع وحالة الشلليات والغياب عن العمل الجماهيرى الفعال نتاج حال الهوس بالتامين والخوف من الأجهزة الامنية على رافعة التواضع والعجز الفكرى الشامل عن الرؤية المبدعة والخلاقة....وهو ماوصله إلى حالة الطريق المسدود بنهاية الأمر والسير فى حالة التلاشى والانقراض
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة