اصبح من العادات ان يجتمع بعض الأهل في عيد الأضحي ويتعاونوا علي شراء "أضحية: لكي يستمتعوا باللحم الطازج، وهذا بالطبع مباح، ولكن أجر الأضحية مرتبط بالتصدق باللحم، فلو انعدم هذا فلا أضحية ولا أجر.
فالأصل في الأضحية أنها صدقة، يُتصدق بها على الفقراء والمساكين، ويهدى منها للأهل والجيران والأصدقاء، ويطعم منها أهل بيت المضحي.
وقال بعض العلماء انها تقسم ثلاثة أثلاث: ثلث لأهل بيت المضحي، وثلث للصدقات، وثلث للهدايا. وذلك لقوله تعالي:
{الْقَانِع} :الجالس في بيته المتعفف الذي يقنع بما يعطى. وَ{الْمُعْتَرُّ} : الذي يسأل الناس الصدقة.
وقيل أنه كانت هناك شدة في المدينة في إحدى السنوات فنهى النبي (ص) عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ليشجع الناس على التصدق والإطعام فلما كان في العام القابل قال:
وهذا يعني انه في حال الشدة يمنع الإدخار حينما يكثر الفقر والبؤس.
ولكن المستغرب انّ الكثيرين يأتون بالأضحية ويأكلون ويدخرون ولا يطعِمون ومع ذلك يظنون انهم قد 《ضَحُّوا》!!! فهذه ليست اضحية وإنما هي 《مُكَاء》 فقط (من باب قولهم: "تمككت" العظم: أخرجت مخه، و"أمتك" الفصيل ما في ضرع أمه، و"مَك"َّ الصبيُّ ثديَ أُمِّهِ مَكَّاً: اسْتَقْصَى مَصَّه، ومن هنا اشتقاق "مَكَّة": لقلَّةِ الماء بها؛ لأنهم كانوا يَمْتَكُّون الماءَ. واللفظ ورد في القرآن: عندما أنفق مشركو قريش أموالهم علي أقاربهم صدّا عن سبيل الله فقال لهم القرآن: أنّها ليس صِلات (بكسر الصاد) وانما هي ملء بطون ومكاء للعظام: ((طَقَّة)):
{وَمَا كَانَ صِلاتُهُم عِندَ ٱلۡبَیۡتِ إِلَّا مُكَاۤءࣰ وَتَصۡدِیَةࣰۚ} ¤¤¤¤¤¤¤ والأضحية عرفت قبل الإسلام وهو ما كان يفعله العرب الجاهليون من عادة ذبح القرابين عند البيت الحرام وتركها طعاما للفقراء وقد ذكرت الروايات أن العرب كانوا يرجعون تقليدهم في ذبح القرابين إلى إبراهيم الذي امتحنه الله بذبح ولده ففداه الله بذبح عظيم. واعتاد الحجاج في العصر الجاهلي أن يلطخوا جدران الكعبة بدماء الهدى، ظناً منهم أن في هذا تقرباً إلى الله تعالى والكعبة، وكانوا لا يأكلون لحوم هديهم، ويتبرعون بها للحجاج الفقراء، فجاء في الأسلام الأكل من الأضحية والتصدق بالباقي علي الفقراء والبؤساء:
ولذلك.. لتكون أضحية.. لابد من 《تضحية》!! بلحم الاضحية واختار العلماء: أن يأكل الأقل ويقسم الأكثر، ولو يأكل الثلث ويقسم الباقي كان حسنا. وقال الشافعي في أحد قوليه: المستحب أن يأكل الثلث ويتصدق بالثلث ويهدي الثلث. وقال في الآخر: يأكل النصف ويتصدق بالنصف. وقال أحمد: المستحب أن يأكل ثلثها ويتصدق بثلثها ويهدي ثلثها، فالمستحب عند الحنفية والحنابلة أن تكون نسبة التوزيع أثلاثاً، فيأكل ثلث أضحيته، ويهدي ثلثها لأقاربه وأصدقائه، ويتصدق بثلثها على المساكين، ودليلهم عليه: قوله تعالى: {فكلوا منها، وأطعموا القانع، والمعتر} [الحج:36]، {وأطعموا البائس الفقير} [الحج:28] وأوجب الحنابلة الإطعام عملاً بالآيتين؛ لأن الأمر يقتضي الوجوب. ودليل نسبة التوزيع أثلاثا ً عند غير المالكية: ما روى ابن عباس في صفة أضحية النبي صلّى الله عليه وسلم: (ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السُؤَّال بالثلث).
نذكّر بالدعاء في كل الأوقات .. وفي الصلاة والسجود والركوع .. علي الظالمين.. الذين اخرجوا الناس من ديارهم وساموهم سوء العذاب وكل من شارك في ذلك بالفعل أو القول
فالله .. لا يهمل ودعاء المظلوم مستجاب ما في ذلك شك..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة