بعد الذي حدث لبلادنا جراء جميع الأخطاء التي أعقبت الثورة لم يُعد مُجدّياً "الطبطبة" والصّمت أو الإنزواء "للفُرجة" ، آلينا علي أنفسنا تحمّل مسؤلية الكشف عن كُل تلك الأخطاء الكارثية لصالح بلادنا و لأجل تعافيها ، ونعلم تمام العِلم واليقيّن أن ذلك لن يُرضي البعض وقد يُغضبه ، ولكنه يقيناً يُرضي ضميرنا ، ويُساهم في عمليات التصحيح والذهاب فقط نحو أجندة الوطن ولصالح شعوبنا المقهورة والتي يقع عليها عبئ كُل هذه الأخطاء. مابعد الثورة صّعدت بعض القوي والشخصيات في مواقع القيادة ، و بعضها كان قد أتاها مُتسلقاً أو مهرولاً ناحية السُلطة القادمة ، وبدأ ذلك جلياً في التسابق للدخول لهيكلتها ، عُقدت الإجتماعات لتأكيد ترشيح هذا وذاك وجلب هؤلاء ، وبعضهم تم دعمّه وترشيحه في من مليشيا الدعم السريع ودولة الأمارات وإستخباراتها ليكونوا رجالهم وأدواتهم فيها ؟؟ ، لم يكن تخريب الفترة الإنتقالية المُستمر بايدي الكيزان وحدهم ، ولكنه كان نتيجة لثنائية الكيزان ومليشيا الدّعم السرّيع ، وفي الوقت الذي أعلن الكيزان رغبتهم وعملهم لتخريبها ولم يخفوه ، والجميع كان يعلم دورهم في كُل محاولات إجهاض الفترة الإنتقالية وإضعافها وإسقاطها ، طمعاً في العودة للسُلطة من خلال سناريو إنتخابات مُبكرة أو بالعدم عدّم فقدانهم لنفوذهم ، في الجانب الآخر ظلت أيدي الجنجويد والإمارات تُحيط بالمكون المدني في السُلطة وتعمل في الخفاء و تستخدم عدد من أدواتهم داخله في الحكومة والسُلطة وفي التحكم في القرارات ، بدأ الصراع واضحاً مابين الكيزان والجنجويد علي السُلطة ولكن كان تنسيقهم في البدايات من أجل إفشال الإنتقال المدني الديمُقراطي ، والذي كانت ذروته في إنقلاب ٢٥ أكتوبر ، والذي لم يتم إلا من أجل إجهاض الإنتقال الديمُقراطي وتمكيّن العسكر بشقيهم في الجيش والمليشيا ، في وجود الإسلاميين والكيزان ، وبعد ذلك إنتقل الصراع وبعد ظهور الخط التسووي والإتفاق الإطارئ إلي الصراع العلني مابين مُعسكري الكيزان والإسلاميين داخل الجيش ومُعسكر مليشيا الدعم السريع ومن خلفها الإمارات ، وهنا بدأت تظهر ملامح التنسيق ما بين المليشيا وبعض القوي المدنية من الذين كانوا في ذلك الوقت "الحرية والتغيير" الجسم المركزي ، هذا التنسيق والتحالف كانت له أدواته وصلاته داخلهم وبالتنسيق مع حميدتي وعبدالرحيم دقلو ومع الإماراتين ، ظلت هنالك ٣ شخصيات قيادية نافذة داخل الحرية والتغيير هي من تقوم بهذا الدور قبل أن تتسع وتشمل عدد آخر من القيادات داخل الحرية والتغيير ، وهذا كان لخدمة خط إضعاف الإسلاميين والكيزان في الطرف الآخر من الصراع ولضمان وجودهم داخل السُلطة ، هذا التحالف غير المُعلن مابين المليشيا ونافذين داخل الحرية والتغيير ومُتحكمين في القرار بها ليس تخيلاً ولا رمي للناس بالباطل ولكنها حقيقة ، ظل الكثيرين منهم للأسف ينفونها وتؤكدها الكثير من الشواهد والتي كانت تتأتي من داخلهم ومن داخل تحالفهم نفسه في الحرية والتغيير ، ومعلوماً لديهم من هم هؤلاء الذين يعملون لصالح مليشيا الدعم السريع والإمارات وأجندتهم في السُودان. بعد وصول الصراع لمرحلة الحرب ، ظلت الحرية والتغيير المركزي ولفترة بعيدة عن أي إدانة لمليشيا الدعم السريع ، ومع تمدد الغضب الشعبي علي المليشيا وأفعالها وإنتهاكاتها وتصاعده بدأ تحالف الحرية والتغيير المركزي وعلي إستحياء إدانة تلك الإنتهاكات ، ولأن الأمر أصبح في غير صالح تحالف الحرية والتغيير المركزي ، ما بين عدم القبول بها ومابين تصاعد الخلافات داخلها نتيجة لسيطرة "شُلة" مُحددة داخلها علي القرار ، ونتيجة لتمدد خط الإمارات والجنجويد داخلها ، كان لا بُدّ من البحث عن بديل لذلك التحالف ليكون هو الصوت المدني السُلطوي القادم ، ولأن الحرب أحدثت واقعاً جديداً وإصطفافات جديدة حتي داخل الحرية والتغيير وبشكل أكثر وضوحاً من سابقه ، مع الإنقسام الكبير بين طرفي الحرب في السُودان ، ونتيجة لعدم الرضاء بالمُجمل عن الحرية والتغيير المركزي كتحالف لوقف الحرب ، لوجود شواهد بل وتأكيدات بإنحيازه لصالح المليشيا وخط الإمارات عن طريق مُتنفذيه ، كان من الضروري ميلاد البديل ، وقد كان هذا البديل المدني يتمثل في تقدّم ، والتي تم إختطاف فكرتها وبدلاً عن أن تكون جبهة مدنية حقيقية لوقف الحرب لتتحول من جديد إلي تحالف فقط للسُلطة التي تتحقق معها مصالح الإمارات و المليشيا وأجندة الخارج التي تُريد السيطرة علي مُقدرات البلاد وثرواتها. ونواصل بإذن الله في القادم تسلق الإنتهازيون لتقدم و تكاثر الجنجويد والمليشيا داخلها وبين قيادتها وملامح الصراع داخلها. ٤ يونيو ٢٠٢٤
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة