يقول الكاتب الروائي السوداني المعروف..الطيب صالح ، إن الله ،وهبنا ، نحن السودانيين، شيئا خفيا ،يجعل كل شعوب الأرض تحبنا أينما حللنا أو رحلنا برا أوجوا..يبتسمون لك ويحيونك ..فقط لأنك سوداني. ويقول أهل الخليج، أنهم لا يثقون إلا في ( الزول) السوداني...فيأتمنونه علي مالهم وحلالهم ،وحتي قضاء حاجاتهم الشخصية ذات الخصوصية.. ويقول أحد القطريين القدامي..أننا كنا نثق في شرطي المرور السوداني ثقة عمياء..فإذا قال عن الحادث المروري أنت الغلطان ..فلا نجادله أبدا فهو الصادق الأمين في مجال عمله. وهذا هو الحال ، في الدوائر الحكومية الأخري،حيث كانت للسوداني مكانة متفردة وثقة مبالغ فيها تجعلنا مكان حسد من الجاليات الأخري..فقد عشت في دولة قطر الشقيقة وأسرتي قرابة الأربعين عاما متواصلة...فلم يحدث ولو بالصدفة أن اوقفتني دورية أو رجل أمن أو مرور يطلب أوراقي الثبوتية..بل يحدث احيان أثناء حملات المرور الفجائية للتأكد من حيازة قيادة المركبةقانونيا حتي لا يتسبب عدمها في أضرار الآخرين..أن يؤشر لك الشرطي بالمرور ومواصلة السير،لأنه علي ثقة بأن السوداني لا يخالف القوانين... ثم تبدل الحال فجأة بعد الحرب اللعينة ومآلاتها الكارثية..وبدأنا نسمع عن حكاوي وقصص وتندرات عن الشخصية السودانية..واتهامات مجحفة بحقنا واخلاقنا وقيمنا ومكانتنا..حتي في بعض الدول الشقيقة ذات الجذور العميقة الممتدة..عندما يعلق ملاك أحد المجمعات السكنية اعلانا فيه إهانة ومزلة صريحة بالشخصية السودانية بامتناعهم تأجير شققهم السكنية للسودانيين اعتبارا من يوليو القادم...دون أن يحرك ذلك ساكنا للسلطات الرسمية.. وحدثني صديق...أن تعرض إلي اهانة غير مبررة في احدي المطارات الأوروبية لانه كان يحمل مبلغا كبيرا من العملة الصعبة..حيث أخبره المترجم بأن ضابط الجوازات يشك في حيازة هذا المبلغ وهو فقير ومن بلد فقير..اسمه السودان؟ ولم يصدق أنه صاحب شركة مرموقة في احد الدول الخليجية وهو في رحلة تجارية مخطط لها مع شركة أخري في البلد المضيف..ولم يتم السماح له بالدخول الا بعد حضور مندوب الشركة الوطنية وتأكيده علي شخصية العميل. وهناك العديد العديد من الأحداث المشابهة التي أصبح فيها السوداني مثارا للريبة والشكوك ..كل ذلك بسب هذه الحرب اللعينة ..فالذين يبكون علي بيوتهم وقراهم المهجورة..واموالهم المنهوبة..ومزارعهم المحروقة..حري بهم أن يبكون زوال رصيد مكانتنا التي كانت بين الشعوب..فإذا كان الدار و الإعمار قد يحتاج لبعض الوقت ، وبضع دولارات ستدفعها الدول المانحة ، فإن ما أضاعته الحرب من سمعة ومكانة طيبة للسودان..يحتاج إلي أجيال وأجيال من التربية الوطنية الجادة ، حتي نسترد عافية بلادنا ويسترد العالم ثقته فينا... فياليتنا ندرك عظمة ما فقدنا ...وماذا فعلنابأهلنا وأجيالنا القادمة...كل ذلك بسبب تلك الحرب اللعينة التي لا زالت تحصد الكثير من أرواح شبابنا وقيمنا وسمعتنا الحميدة التي كانت تميزنا بجدارة عن باقي كل الشعوب... د.فراج الشيخ الفزاري [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة