هل الوقت نعمة أم نقمة ؟ بحسب حال صاحبه ؛ فإن كان من أهل الحظوظ الطيبة ، فإن الوقت عنده ثمين ، و إن كان غير ذلك ، فالوقت عنده رخيص ، يحاول الفكاك منه بكل السبل الممكنة ، الفرق بين النار في الدنيا و النار في الدار الآخرة ، أن نار الدنيا تساوي جزء من سبعين جزءا من نار الدار الآخرة ، فكم تساوي الثانية ، الدقيقة ، الساعة ، اليوم ، السنة في الدار الآخرة ؟ يقول الحق عز وجل في سورة الحج الآية( ٤٧) : ( و يستعجلونك بالعذاب و لن يخلف الله وعده و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ) . فاليوم الواحد من أيام الدار الآخرة = ١٠٠٠ سنة من سنين الدنيا ، و بعملية حسابية بسيطة ، و بافتراض أن السنة في الدنيا = ٣٦٥ يوما ، فإن الساعة في الدار الآخرة = ٤١.٦٧ سنة من سنين الدنيا ، و الدقيقة في الدار الآخرة = ٢٥٥.٥ يوم من أيام الدنيا ، و الثانية في الدار الآخرة = ٤.٢٥ يوم من أيام الدنيا ، و السنة في الدار الآخرة = ٣٦٥٠٠٠ سنة من سنين الدنيا . . و يوم القيامة = ٥٠ يوماً من أيام الدار الآخرة ، و تعادل خمسين ألف سنة من سنين الدنيا ، لقوله تعالى في الآية الرابعة من سورة المعارج :( تعرج الملائكة و الروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) . و في الحوار الوارد في الآيات (١١٢,١١٣,١١٤) من سورة المؤمنون ، يقول الحق عز وجل ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين( ١١٢) قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فسأل العادين (١١٣) قال إن لبثتم إلاّ قليلاً لو أنكم كنتم تعلمون ( ١١٤)) .. فالمعروف أن أعمار الأولين كانت تتجاوز الالف سنة كما في حالة سيدنا نوح عليه السلام الواردة في قصة دعوته قومه ، و أعمار الآخرين من بين الستين و السبعين كما ورد في الأثر النبوي في أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن تجاوز عمره الالف سنة في الدنيا فعمره يوما واحداً من أيام الدار الآخرة ، أما من قصر عمره عن ذلك ، فإن عمره بعض يوم ؛ أي يعادل الساعات أو الدقائق أو الثواني في الدار الآخرة ، فمن كان عمره ٤٢ سنة في الدنيا فهي تعادل ساعة تقريباً من أعمار الدار الآخرة ، ٨٤ عام تعادل ساعتين ، ١٢٦ سنة تعادل ٣ ساعات تقريباً من أعمار الدار الآخرة ، من كان عمره ٥١١ يوم من أيام الدنيا فهي تعادل دقيقتين من أعمار الدار الآخرة ، و من كان عمره ١٧ يوم من أيام الدنيا فهي تعادل ٤ ثواني من أعمار الدار الآخرة ، و هكذا ، فإياك ، ثم إياك ، أيها العبد المؤمن ، أن تبيع ، ذلك القليل المنقطع ، بذلك الكثير الدائم المقيم ، و إن الدار الآخرة لهي الحيوان ، فكن فطنا ، و إذا عرفت فألزم حتى لا تندم و السلام على من إتبع الهدى . * المهندس أحمد نورين دينق ، عضو مجلس الشورى في المجلس الاسلامي الأعلى جنوب السودان البريد الإلكتروني: [email protected] الواتساب: ٢١١٩٢٤٤٧٦٨٤٤+
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة