ما ان لمعت مقالتي بالفيس بوك ( شجرة المهوقني جوهرة الخرطوم تغزلت بها عشيقة هتلر ) و التي نشرت في ٢٣ مايو ٢٠٢٢م إلا وتلقيت علي بريدي رسالة من البروف عبدالعليم ساتي صادق القاضي
يا الله يا الله لك أعمق شكري وتقديري علي هذا المنشور شديد الاهميه من حيث مضمون المحتوي و لكم حركتي مشاعري تأثرا بسوالب حالنا حاليا و عبره تراقصت ونهضت الذكريات عن شارع النيل ومحتواه ولي به ذكريات واااسعه منذ كنت طالبا بجامعة الخرطوم ..مقالك هذا بالطبع منبه لما هو سالب عن حال شارع النيل واضيف لك جزئيه ذات إرتباط بما رميتي له حسب المحتوي قصدا.. متحف السودان القومي بالطبع موقعه بشارع النيل ومنذ بداية تصميمه وإعداده كجسم حاوي للتراث الحضاري للسودان إنسانا وتاريخا وبيئة صمم بواجهة صالات العرض وقبل الدخول إليه بحديقة ضخمه بوسطها مجري مائي يمثل النيل شاقا للوطن محاطا بأشجار ونباتات تعبر عن البيئه حسب الواقع الزمني حضاريا ومن اهم تلك النباتات نبات البردي الذي منذ آلاف السنين صنع منه ورق الكتابه في حضارتي وادي النيل و وجدت عليه مخطوطات قديمه وفرت معلومات علميه ترجع لالاف السنين وكان القصد من حديقة المتحف الربط بين البيئه والتطور الحضاري ونشاط الإنسان وظلت تحت إشراف إدارة المتحف وهيئة الغابات من الجانب الزراعي ومفتوحة للزوار من العامة و لرؤساء الدول الذين يزورون الوطن ..ويا للأسف ويا للأسف وياللحزن افادني أحدهم كان يعمل بالمتحف والدموع بعينيه أن الحديقه ماتت اشجارها واقفة وكذا النباتات المرتبطة بحسب تاريخنا الحضاري فحزنت حزنا شديدا .. أملنا في الله ان يصلح حالنا وينقذنا مما فعلنا بأنفسنا من سوالب .
اما السفير المخضرم عبدالله الشيخ كتب الشكر لك أستاذة عواطف على هذه اللفتة البارعة كما يقولون.
قليل فى هذه الازمنة من يهتم بمثل هذه الموضوعات الهامة رحم الله المهندس كامل شوقى مدير عام الغابات الاسبق الذى كان يبكى اذا ماتت شجرة من أشجار شارع النيل موتا طبيعيا. فكيف كان يكون حاله اذا رآها حاليا وهى تقتال و تنشر بالمناشير.
اذكر انه عند زيارة الملك خالد آل سعود رحمه الله عليه للسودان العام ١٩٧٨م كان معظم اعضاء الوفد المرافق له مقيمون فى الفندق الكبير بشارع النيل ولكنهم كانوا يقضون معظم اوقاتهم وهم جلوس
تحت ظلال هذه الأشجار الوريفة ووجوههم ناحية النيل الأزرق المتدفقة مياءه وكأنها تتزمجر او تتراقص مرحا .
وكنا نسألهم مستغربين لماذا لا ترتاحون داخل الفندق وكان ردهم ان الفنادق موجودة فى كل مدن العالم ولكن هذه الظلال الظليلة والماء النمير لا يوجد إلا فى هذ المكان وكأنه جنة من جنات الخلد .. اما الاخ الاقتصادي تاج السر عثمان قال موضوع صراحة جميل ولم يتناوله كاتب من قبل بطريقة سردك .
شكرا لهذه الاضاءات ونقول إن بكينا بالامس علي شجيرات المهوقني الثروة والتاريخ فقد أشرعت الحرب اللعينة بيوت البكاء وعلي مصراعيها .. اللهم لطفك ربي ورضاك .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة