يرى ستيفن بينكر أن العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية شهدت عنفا متزايدا داخل الدول نفسها بسبب اشتعال الحروب الأهلية، لكن منذ ثمانينيات القرن الماضي بدأت الأمور تهدأ ويمكن ان نكون شعرنا بهذا في السودان حسب ماقرانا في التاريخ من خلال اتفاقية عقدة بين حكومة جعفر نميري وقادة المتمردين علي حكومته من الجنوبيين حيث اعادة هذه الاتفاقية الي هدوي نسبي واستقرار ومالبثت ان انفجرت الاوضاع حتى تم الانفصال الكامل جنوب السودان بدولة اطلق عليها (دولة جنوب السودان) لنرجع الآن إلى تفسير انخفاض وفيات الحروب في العقود الأخيرة. في كتابه "الملائكة الأفضل لطبيعتنا البشريّة (The Better Angels of Our Nature)"، أشار عالم النفس الأميركي "ستيفن بينكر" إلى وجود تراجع منتظم لعدد الوفيات الناجمة عن الحروب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في جميع أنحاء العالم، وبالأخص في أوروبا، إذ شهدت بلدانها التي كانت في حالة حرب شبه دائمة مع واحدة أو أكثر من جيرانها لقرون -مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وهولندا وبولندا وروسيا- فترة سلام طويلة غير مسبوقة، يرى بينكر أن العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية -حتى الثمانينيات- شهدت عنفا متزايدا داخل الدول نفسها بسبب اندلاع الحروب الأهلية، لكن منذ ثمانينيات القرن الماضي بدأت الأمور تهدأ، وانخفض العنف الداخلي أيضا تُعَد الخمسة والعشرون إلى الثلاثين عاما الماضية هي الفترة الأقل تضررا بالحرب في التاريخ الحديث والأقل في أعداد الضحايا وثمة بعض العوامل المسؤولة عن حلول السلام في هذه الفترة، منها الردع النووي، ونمو الديمقراطية حسب زعمه، ووجود القوات الدولية لحفظ السلام، وسقوط الكتلة الشيوعية. قد يبدو الأمر غريبا لو ذكرنا أن مجال الرياضة ربما لعب هو الآخر دورا مُهمّا في تهدئة الصراعات، ولن نكون مخطئين تماما، إذ تعتبر الرياضة مثالا جيدا لما كان يقصده ويليام جيمس بـ"المكافئ الأخلاقي للحرب" باعتبارها نشاطا يلبي احتياجات نفسية تقدمها الحروب، لكنه لا ينطوي على الدرجة نفسها من العنف والدمار ربما ليس من قبيل الصدفة أن تنمو شعبية الرياضة على مدى 75 عاما، في حين تتراجع الصراعات والحروب بجانب ذلك، كان هناك عامل آخر شارك في تهدئة الحروب، وهو الترابط وزيادة الاتصال بين الناس من مختلف الدول بسبب التجارة الدولية والسفر والإنترنت من المرجح أن يؤدي هذا الترابط المتزايد إلى تراجعٍ في الهويات الجماعية وانخفاض الشعور العدائي تجاه الأطراف الأخرى وزيادة تعاطفنا معهم حتى وإن اختلفوا عنا ثقافيا أو عرقيا، لأننا جميعا بشر في النهاية أما إن كانت للحروب فائدة، فنأمل أن تتمحور حول مساعدة البشر في تعزيز شعورهم بالتعاطف إزاء المظلومين، فيصبح من المستحيل حتى على الحكومات الجشعة استغلال الآخرين وقمعهم لخدمة مصالحها ودفع اخطائها الشعوب وهانحن في السودان ندفع خطا فاحش ارتكبته حكومة المؤتمر الوطني في السودان بتكوينها ودعمها لاثنيات عرقية ضد مواطنين اخرين وانتجت مليشيا الدعم السريع وهاهو السودان يدفع ثمن باهظ لهذا الخطا الفاحش الذي ارتكبته تلك الحكومة وجعلت مليشيا موازية لجيش الدولة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة