* قال المبعوث الأمريكي، توم شريلو، أن منبر جدة الجديد سوف يتضمن كل ما تم التوصل إليه في جولات المفاوضات السابقة في جدة والمنامة والقاهرة.. وسوف تشارك فيه الإمارات ومصر والإيقاد والاتحاد الإفريقي
* خذوا مقاله على محمل الجد، وتمعنوا فيه لتعلموا الفاصل بين رؤية الشعب السوداني للمنبر، و التي عكسها وزير الخارجية السوداني، وبين رؤية توم بيريلو التي تعكس طموحات قحتقدم والجنجويد للعودة إلى(الاتفاق الإطاري) من الشباك!
* إن توم بيريلو يعرف رأي الشعب السوداني في منبر جدة، و يتجاهل هذا الرأي ليركز على ما يصدر من منسوبي قحتقدم وأبواقهم من هتافات.. و قد كشف عن هواجس الامبريالية الغربية وعن مخاوف القحاتة والجنجويد المتعلقة بأوهام سيطرة الكيزان وايران على السودان، ثم قال، دون مواربة:" الإسلاميون مشكلة لنا وللسودانيين"، و نخوفهم مفهوم ، لأن أخطاء أمريكا و أشياعها لا تحصى، بلا شك.. ثم ذهب إلى درجة التهديد بتفعيل أدوات الضغط الأمريكي على (الطرفين) لعقد منبر جدة..
* لم تفَعِّل أمريكا ( أدواتها) على إسرائيل، لكنها تريد تفعيلها للضغط علينا لأن الضغط على إسرائيل يعني ضغطاً على الذات العليا لأمريكا ، أما الضغط علينا فهو ضغط يصب لمصلحتها ومصلحة السودانيين الرابضين تحت الموائد الخارجية متربصين لالتهام فضلة موائدها..
* وقال بيريلو أن منبر جدة الجديد سوف يختلف عن سابقه كونه سيضمم الإمارات ومصر والإيقاد والاتحاد الإفريقي؛ وفي اعتقاده أن المنضمين الجدد للمنبر يملكون (القدرة والقوة) على إيقاف الحرب!
* وإذا تأملنا كلمتي (القوة والقدرة) هاتين، سوف تفهم المراد من منبر جدة الجديد ولفهمنا أن المراد منه تنفيذ ما تريد أمريكا تنفيذه من ديمقراطية تقودها جماعة قحتقدم والجنجويد، والعصا الأمريكية مرفوعة فوق رأس كل من عصى ضد قيام الحكومة اامنشودة..
* ويقول الناقلون للخبر أن حديث شيريلو اتسم بالصراحة والوضوح.. و أنه ما توانى عن تأكيد ممارسة ضغوطٍ أمريكية هائلة تمارسها لدفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات لوقف القتال والتوجه (بشكل عاجل) إلى المحادثات السياسية في منبر جدة لوقف الحرب!
* وأنا أقول أن على الحكومة أن ترفض رفضاً صارماً أساسه مواجهة عنجهية الارادة القوة الأمريكية بإرادة شعبية سودانية هائلة لا تهزها التهديدات.. وعلى الحكومة الا تكترث لحديث الأميركان عن تربص الاسلاميين بالثورة.. ولا تهتم بنهيق الناهقين من القحاتة، ومن يسايرهم، و لا يرعبها أن يتم ربط رفضها للمنبر/الشرك بالتيعية للكيزان..
* و على الحكومة أن تكون صريحة وواضحة، في مقابل عنجهبية المبعوث الأمريكي ، صراحةً خالية تماماً من أي مِسحة دبلوماسيّة.. و عليها أن تكون صارمة دون أدنى لجلجة تغطي الإرادة الشعبية الهائلة بمساحيق الدبلوماسية المرتعشة.. وعليها رفض كل ما سوف يجُّر المفاوضات إلى (الاتفاق الإطاري) الذي نلمسه في (الأمر) الصادر من بيريلو بالتوجه (على عجل إلى المحادثات السياسية في منبر جدة لوقف الحرب)! فهذا ما تريده أمريكا و هو ما تهفو إليه قلوب جماعة من السودانيين الواقفين في الصف انتظاراً لما قد تجود به أمريكا من سلطات وصولجانات للقوى المنتظرة وهي قوىً يرفضها معشر الشعب السودانيين رفضاً باتاً..
* لا يهمني ولا يهم الشعب (الواقف خشب) أن ينسب القحاتة هذا الرفض إلى الكيزان.. فكل الشعب السوداني قد صار كوزاً، في اعتقاد القحاتة..
* و لئن تحدثوا عن عقوبات فقد سبقتها عقوبات أمريكية ولا تزال.. إذ سبق وأن جرحتنا العقوبات ولا تزال تجرحنا جراحات عميقة، ولكنها لم تقتلنا و لن تقتلنا .. ويبدو أن بيريلو أراد غرس الطمأنينة في نفوس الذين قابلهم خارج السودان.. وهؤلاء لا يشكلون سوى أقلية لا حول لها ولا قوة في الشارع السوداني..
حاشية... حاشية... حاشية... حاشية... حاشية
* قال الشاعر الانجليزي ج.غ. بيرون: " أنتم تنظرون إلى نفس الأشياء ولكنكم لا ترون ما أرى!! "
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة