* إختطف القحاتة الثورة وتحدثوا عن النضج السياسي و أظهروا أن مديدان السياسة هو ميدانهم، وأنهم الأَوْلَى بقيادة ثورة ديسمبرالمجيدة.. و زعموا أن إعلان (ميثاق سلطة الشعب) من انتاج ثوار (شُفَّع) غير ناضجين سياسياً.. ثم احتضنوا ميليشيا الجنجويد الفاجرة.. و ما لبثت حِيَلُهم السلطوية (القحتية) أن انكشفت، وأن اسم (قحت) غدا سُبةً في المجال العام، ما أجبرهم على تغيير الإسم إلى (تقدم).. ولا ضير في أن أسميها (قحتَّقدم)، فهو الأنسب لهذا الكيان مجهول الهوية، مكشوف الأهداف..
* وضعت المسئولة عن إعلام قحتَّقدم، السيدة رشا عوض عمر الجيش السوداني معياراً لقياس علاقة الجيش بالمواطن "من حيث حمايته والحرص على حياته وصيانة كرامته واحترام حقوقه"، ثم وضعت معياراً، على نفس المنوال، لقياس علاقة ميليشيا الجنجويد بالمواطن.. وحددت عمر الجيش في حدود السبعين عاماً؛ واعتبرت أن الجيش هو (الأصل)، وحددت عمر الميليشيا، بعشرة أعوام، واعتبرت أن الميليشيا هي (الفرع).. ثم أومأت إلى أن وضع انتهاكات الميليشيا على قدم المساواة مع الجيش فيه ظلمٌ يُحاق بالميليشيا، نظراً للفارق العمري الكبير بينهما..
* نشرت السيدة رشا هذه المقارنة لتبيان الممارسة الكلية لانتهاكات الجيش و ضخامتها وفظاعتها طوال عمره المديد كي تقول أن انتهاكاته الجسيمة هي الأشد والأنكى من انتهاكات الميليشيا، و أن الجيش أبعد من الميليشيا عن صون كرامة المواطن..
* لم تضع السيدة رشا النسبةَ والتناسبَ في الحسبان، فلم تفكر في قِياس نسبة انتهاكات الجيش إلى عمره المديد، ولا ارتأت قياس نسبة إنتهاكات الميليشيا إلى عمرها القصير.. ولو كانت فعلت ذلك لَبُهتت كما (...بُهت الذين كفروا)!..
* كان حريٌّ بالسيدة رشا أن تضع النسبةَ والتناسبَ في الحسبان.. لكنها، وبجرأة شديدة، راحت تستنكر وتلوم كل من يتحدثون عن الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها الميليشيا.. و طالبت بعدم محاولة إجبار القحاتة على إلغاء عقولهم و " الاستسلام لفكرة أن تاريخ السودان بدأ يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣ بهبوط غول من السماء اسمه الجنجويد!!"..
* و أُقدم نصيحة خالصة للسيدة رشا بألا تتحدث عن إلغاء عقول منسوبي قحتّقدم، لأن جميع القحاتة مصابون بلوثة في عقولهم منذ اختطفوا ثورة ديسمبر المجيدة عقب سقوط نظام البشير (المنحل جداً).. و من المؤكد أن عقولهم تحتاج إلى تفكيك و إعادة تركيب.. و من الواضح أن بصائرهم مصابة بالرمد الحُبيبي (التراخوما)، و هو رمدٌ يعيش مصابوه في بيئة غير نظيفة مثل البيئة التي أقامها القحاتة وأحاطوا بها أنفسهم داخل السودان وخارج السودان.. ويصدرون أحكاماً لا تصدر إلا من عميان البصيرة..
* أما عن المعيار الذي وضعته السيدة رشا للقياس، و وزن الجيش في كفة، ووزن ميليشيا الجنجويد في الكفة الأخرى، فإن الشعب السوداني ليس في وضعٍ مترفٍ للاختيار بين (هذا) الجيش و ( تلك) الميليشيا.. فالغريزة تفعل فعلتها في كل السودان متى سمع الآمنون عن اقتراب ميليشيا الجنجويد لبيوتهم الآمنة وعن فوهات بنادقهم تآمر سكان البيوت المجاورة بالمغادرة على عجل، و عن الموت العشوائي رمياً بالرصاص..
* لقد قَيّمت غريزةُ البقاء الأمر، تقييماً عملياً، وحسمته، فكان فرار المواطنين من مناطق سيطرة ميليشيا الجنجويد إلى مناطق سيطرة الجيش الجيش هو الوازن.. وعميان البصيرة لا يرون ذلك؛ لأن بصيرتهم أعمتها غشاوات العودة إلى (الاتفاق الإطاري) المصاحب لدمج ميليشيا الجنجويد في مؤسسة الجيش السوداني، طالما تساوت مساوئهما (الكلية)،حسب ما يمكن أن نمسه في قول السيدة رشا أن الاثنين "متساويين في الاستهتار بحياتنا ومستقبلنا، ونهب مواردنا...... و أن يسعى هذا الشعب في بناء جيش جديد معافىً ومحترم"..
* هكذا، وبتلك البساطة، يتوه القحاتة في حسابات خاطئة مبنية على فرضيات يجلبونها من دنيا ًيعرفونها وحدهم!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة