١لابدمن الكتابة...فهى راحة للفكرة ...وانشغال عن الالم وعموم لمرحلة السلام الداخلى وفتح الطريق أمام ان تكون متوازن واعتماد انك غير مهووس او مشكك فى شى. اسعدني بالأمس كثير من الاتصالات والرسايل تسأل عن حالى ومرضى وتجاوزى له خاصة من عمى الفحل فقد كانت كلماته بلسما شافى لكل الالم ودعما معنويا لتجاوز حالة المرض والعبور وتركه زكرى فى اضابير النفس... لم اتناول طعاما منذ يومان وبت اخافه رغم احساس بالجوع الشديد وهنذا الان تناولت ثلاث ملاعق زبادى مع معلقتى أرز ...وحاولت النوم فلم استطع والان اهرب بالكتابة لتجاز هذه المحطة غير المريحة. وافكر فيما فاتني من صلوات بداءا من هذا الصبح وادركت لكم كان جزعى كبيرا حتى تراكمت على ولم احس بوقتها وبخاطري ان الجمع والقصر هم أولى بحالتى رغم اننى لم أعرف ورودها فى حالة المرض.. كما اننى لست متأكدا فى اى يوم نحن فى هذا الفجر ام كان جمعة او خميس ..... وانا لا استطيع الانتصاب راسيا دون الان عضلات اسفل البطن ورسالته ان كان ذلك بسبب الاستفراغ او بسبب مغص المرض....كما احس بالقطيعة بظهرى،جهة اليمين واتسال هل بسبب المغص ام طريقة رقادى معتمدا ومتكئا على يدى اليسار . أجد صعوبة فى الصلاة واقف كالعادة وهذه اول مرة بحياتي احس بوطاة المرض تهلكنى واننى أسير بصعوبة واعتماد الويل جير بالحركة بين الأطباء والمستشفى...وقد كنت اتخيل ان الام الصداع اكثر الما ولكن بعد تجربة الجهاز الهضمي فلايوجد أقسى من الامه.. وعند الازمات المرضية كهذى تتغير كل الانفعالات والأحداث المتكررة ويحتل كيفيه تحاوز ازمته الاولوية القصوى حتى ولو بخيار جدلية الموت للفكاك من الالم ....غير عابى بارصدتك ان كانت تؤهلك لعذاب وعظيم او جنة عرضها السموات والأرض...ويبقى التقدم للشفاء بطيئا مسحوب بخوف الارتداد والانتكاس فحقا المعدة بيت الداء والأكثر عزابا وخطورة. وحقائق تمثل العافية اعلى درجات الارتياح للانسان بهذه الدنيا. ..فطالما توفرت تبقى كل المصاعب الأخرى ممكنه التحديات وتحاوزها...وهى بأبسط الاشياء،انتظام تنفس وعدم وجود الام من تمزقات وإرهاق عضلات وقدرة على الحركة والانتقال وحتى الكلام والتمتع بالقدر على الشوف والمشى العادى وتبادل الأحاديث بطلاقة وترتيب الأفكار والاستماع الجيد وتحمل حالات الجدل بصدر واسع ورحيب.. وتفتح الانسانية وتنشط علاقات تضامن جميلة وشهود بالامتحان لمن يصحبك بالبيت بالسؤل والعون والمرافقة بحثا عن التداوى من زوجة وأولاد وحتى باقى هيكل المنزل من شغالين وجيران وأهل واصدقاء شغلتهم عنك تراكم ضغوطات الحياة ومتطلباتها تكتشف بنبتات جديدة تشع فى قلبك تجاهها وتفاعل معهم ما كنت ان تنتبه لها لولا أزمة المرض وتكتشف مع المرض. ونتاج التغيرات والانهاك انك قد أبحرت فى العمر،كثيرا ولم تعد تقوى على المقاومة كما كنت تظن ازمنة الشباب والتوهان فى هموم الدنيا وتلاحظ ذلك من كميات المتفاعلين وأنهم شكلوا قيمة الانسان هذا الكائن الضعيف.
بحياتك ازمنة ومراحل مختلفة وتواريخ سحيقة امتد إلى اكثر من خمسين عام.... وتجد فيهم كنوزا لمعرفتك بهم والمعلومات وقضايا خاصة وعامة تعرفها عنهم كما يعرفوك أيضا كنتاج لأى من رحلات الحياة الطويلة والممتدة حياة الإنسان رغم أنها قصيرة تعتبر مهما امتد به العمر الا انها تكون ثرية بالمشاعر والمواقف الانسانية ضعفا وقوة وتتبدى فيها قيمة الإنسان من مشاعر عظيمة وانسانية وتتجلى فيها قدرة الخالق الذى سوى وصنع هذه المعجزة بحق وحقيقة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة