هنا أمدرمان :- تمثل الإذاعة السودانية أفضل مؤسسة وطنية ، تمتثل لمبدأ الشفافية ، فصارت مع الأيام النموذج المكتمل للتمازج بين مكونات المجتمع السوداني في أفضل ما يكون ، فالكل للفرد و الفرد للكل ؛ بينما فشلت بقية المؤسسات في سودان ما قبل ١٥/٤/٢٠٢٣ في الوصول لهكذا إنصهار حتى وقعت الحرب ، تتويجا منطقيا لهذا الفشل في المشروع الوطني الهادف لخلق هوية وطنية موحدة للإنسان السوداني و لكن دون إستصحاب مبدأ الشفافية. لماذا نجحت هنا أمدرمان ؟ لو شبهنا الحضارة بنهر ؛ فإنه لا بد في إعتقادي من أن يكون له رافدين رئيسيين ، الأول التأريخ ، و الثاني الثقافة ، ماذا نقصد بالتأريخ ؟ نقصد به الشخصيات البارزة، و الأمكنة البارزة ، و التفاعل بين الأشخاص و الأمكنة و الذي ينتج الأحداث البارزة .. و ماذا نقصد بالثقافة ؟ نقصد بها العادات و التقاليد والأعراف للمكونات الاجتماعية الموجودة في رقعة جغرافية معينة في الأفراح و الأتراح ، أي طبيعة التعامل بينهم في مناطقهم .. و هنا أمدرمان كانت الممر الذي تدخل الحضارة السودانية من خلالها إلى بقية ربوع السودان ، فكانت تأخذ نصيبها كاملا من خلال عملية إيصال هذه الخدمة الجليلة ، فتكونت الشخصية السودانية الحقيقية لدى منسوبيها ، فكانوا كالجسد الواحد في كل شيء ، فضربوا أروع مثل في مبدأ الشفافية . العمل الحكومي و مبدأ الشفافية :- تقسم الحكومات حقل العمل العام في شكل حقائب وزارية ، بغرض المساعدة في تقييم أداء كل حقيبة أثناء عمر الحكومة التي قد تصل لخمس سنوات كحد أقصى ، فالوضع الطبيعي أن يصل إلى الحد الأقصى أصحاب الحقائب التي أحرزت أعلى الدرجات في مؤشرات الأداء الوزاري ، و أن تعالج المؤشرات الضعيفة بالتغييرات الوزارية و خاصة في منتصف عمر الحكومة ، و لكن الحكومات التي لا تهتم بأداء الوزراء ، و لا تملك معايير لتقييم الحقائب الوزارية التي تسند لمنسوبيها من السياسيين ، تضرب بمبدأ الشفافية عرض الحائط ، و تحصد شعوبها الإهمال و التخلف الحضاري عن ركب البشرية جزاءا وفاقا . الذكاء العاطفي و مبدأ الشفافية:- تمثل مبدأ الشفافية الضمانة الكبرى و الإكسير الحيوي لإستمرار العلاقات العاطفية في قوتها و متانتها ، فالشريك لا يفترض أن يكون نسخة من الآخر تماماً ، ففي القلب مساحتان: الأولى للإتفاق ، و الثانية للإختلاف.. تتحقق الصداقة و الشراكة الزوجية في الحالة الأولى بأن تكون مساحة المشتركات أكبر من مساحة المخالفات ، و لا يوجد ما يعين الفرد على الحفاظ على تمدد مساحة المشتركات في القلب على مساحة المخالفات أفضل من مبدأ الشفافية ؛ و ذلك بتنبيه الشريك أو الصديق بالتغيير غير الحميد الذي طرأ على سلوكه ، و المبادرة بمساعدته بمنع المحفزات التي ربما أكون طرفا فيها و التي تعينه على الاستمرار في ذلك السلوك غير الحميد و الذى نود التخلص منه معا لنرتقي في سلم حياتنا العاطفية للأسمى . . email [email protected] :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة