مدينة مالمو السويديه أحتضنت المرحلة نصف النهائية من مسابقة الغناء الأوروبية يوروفيزن ، حيث تأهلت المغنية الإسرائيلية الشابة اليانعةإيدين غولان الى النهائيات.
مشاركتها كانت مهمة بالنسبة للاسرائيليين في هذا التوقيت بالتحديد، لان هذه الفعالية يشاهدها الملايين حول العالم و هم لديهم رسالةللعالم حول ما تعرضوا له في هجمات السابع من أكتوبر الإرهابية ، في الوقت الذي تشعر فيه شريحة من المجتمع الاسرائيلي انه تم تهميشمأساتهم على رأسها قضية الرهائن المختطفين، و يشيرون الى تواطؤ دولي حول قضية الرهائن عبرت عنه اسرائيل بصورة واضحة في أخرتطورات الاوضاع في هذا الاتجاه حينما خرجت مظاهرات حاشدة لعائلات المختطفين الاسرائيليين تدين و تستنكر موقف الصليب الاحمرتجاه المختطفين الاسرائيليين و تطالبه بالخروج من اسرائيل. تلى ذلك تظاهرات اخرى لعائلات المختطفين الاسرائيليين اغلقوا فيها الطريق أمام شاحنات المساعدات لدعم الفلسطينيين.
هذا دليل وأضح على ان هناك أصوات اسرائيلية تريد ان ترسل رسالة مفتوحة للعالم، في الوقت الذي أستهجن فيه أخرين معارضينلسياسة اسرائيل على المستوى الدولي الاداء الغاني للشابة الاسرائيلية واصفين كلمات أغنيتها بالمسيسة و المبطنة برسائل من نتانياهو.
كما تحدث البعض عن إزدواجية المعايير متسائلين لماذا تحرم روسيا و تمنع بينما يفتح الباب عريضًا لإسرائيل مشيرين الى ان الفظائع التىترتكبها إسرائيل في غزة على حد وصفهم اكبر مما يحدث في كييف.
بدأ واضحًا ان وجود المغنية اليانعة الاسرائيلية قوبل بمظاهرات عارمة خارج الأسوار مما دعى القوات الأمنية للانتشار بشكل كبير و ضخملتوفير الأمن و الحماية لها، و لكن هذا الأمر أيضًا لم يعجب آخرون رأوا فيه تضخيم للأمر على حد وصفهم و دعاية ترويج إعلامية واصفينالتظاهرات بالسلمية ، كما قارن آخرون بين الحماية التى وصفوها بالسريعة و الضخمة على حد تعبيرهم بمبرر تأمين المغنية الاسرائيلية منمظاهرات سلمية على حد وصفهم بينما يشير اخرون الى ان المرشحة البرلمانية رقم سبعة لحزب فرنسا الأبية اليسارى ريما حسن الفرنسيةمن أصول فلسطينية يُقال انها تعرضت لتهديدات خطيرة من فئات معينة بارقام اسرائيلية و فرنسية نسبة لتصريحاتها في القنوات الفضائيةالفرنسية عن إبادة جماعية في فلسطين ، مشيرين كذلك انه بالرغم من أنها نشرت جميع رسائل التهديد على صفحتها الخاصة في وسائلالتواصل الاجتماعي لتزيح الستار عما تعيشه من عمليات تهديد و وعيد إلا ان السلطات لم تحرك ساكنًا و لا حتى الأعلام لم يهتم لهذاالأمر. بالرغم من أنها صرحت مرارًا و تكرارا على حد وصف البعض في قنوات عربية اخرها خلال تواجدها بتونس بأنها لا تشعر بالأمان وغير متأكدة من ان فرنسا في إمكانها أن تحميها.
ربط بعض المحتجون بين الحماية و المساندة التى وجدتها الشابة الاسرائيلية التى وصفوا اغنيتها بالمسيسة المبطنة برسائل نتانياهو و بينمرشحة اليسار الفلسطينية الفرنسية التى رأوا انه تتعرض لمحاولة قمع و اسكات صوتها عبر رسائل التهديد و لا تتحرك اى جهة فرنسيةلتوفير اي حماية لها و لا يتحدث الاعلام عن ما تتعرض له على حد وصفهم.
ختامًا ، ان عملية مراقبة التفاعلات المجتمعية المختلفة و المتباينة حول قضايا جدلية امر مهم للأخذ في الاعتبار هذه القضايا المسكوت عنها والتى توسع الفجوة و تزيد من عملية الانقسام و الانشقاق.
اخيرا و ليس اخرا ، المغنية الشابة الاسرائيلية قد يكون من الأفضل النظر لها بطريقة مستقلة و عدم الربط بينها و سياسات نتانياهو ، والنظر إليها كفرد مستقل، أتفقنا أو اختلفنا مع محتوى رسالتها انها صوت من الاصوات الاسرائيلية، و الاستماع للرأي الاخر دومًا ما يكونمفيد و يساعد في تقريب وجهات النظر و فهم الأخر و يمهد الطريق نحو حوار مستقبلي .
كذلك ريما حسن المرشحة الفرنسية الفلسطينية أتفقنا أو اختلفنا معها هي صوت من أصوات فلسطين المنعدمة في فرنسا، و تعكس وجهةنظر مختلفة مما قد يساعد في توازن المعادلة السياسية و يضمن الحيادية الإعلامية في نشر اراء مختلفة ، كما ان ضمان أمنها و تأمينها والأخذ في الاعتبار توجساتها و مخاوفها من رسائل التهديد امر مهم للحد من أحتمالية حدوث امر ما غير مرغوب فيه.
و الجدير بالذكر ان هذه المرة ال 51 التي تشارك فيها إسرائيل في هذه المسابقة التي تعتبر حدث مهم لدى الاسرائيليين لانه يشاهدهاالملايين في أوروبا والعالم . كما ان إسرائيل فازت بها اربع مرات و نتمنى ان يكون الحظ حليفهم هذا المرة أيضًا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة