جيش الدفاع الاسرائيلي اليوم الاثنين الموافق 06/05/2024 ألقى بالعديد من المناشير فوق الأحياء الشرقية لرفح، مناشير يدعو فيها السكان في الاحياء الشرقية لرفح باخلاء المنطقة بشكل مؤقت إلى المنطقة التى وصفها " بالإنسانية الموسعة"، حيث تتم عملية الإجلاء من خلال المناشير والرسائل النصية والاتصالات الهاتفية والمواد الإعلامية بالعربية.
و كان الجيش الاسرائيلي قد وضح سابقًا أنهم سيواصلون ملاحقة حماس في كل مكان بغزة حتى عودة جميع الرهائن.
في الوقت الذي لم يتوصل فيه الأطراف المعنية (إسرائيل و حماس) الى عقد إتفاق يرضي الطرفين، حيث تتمسك حماس بي " وقف اطلاق نار مستدام و ليس مؤقتًا "، و لم يجد ذلك قبولًا عند اسرائيل التى ترى ان من أولوياتها " القضاء على حماس نهائيًا ".
بينما يرى الخبراء العرب ان الموقف الامريكى و ان كان ظاهره يزعم الحيادية إلا انه على حد وصفهم منحازا للموقف الاسرائيلي. وضح احد الخبراء معلقًا : " لا خلاف بين أمريكا وإسرائيل، ومواقف تسريبات الاجتماع الأمني الإسرائيلي تنسجم مع الموقف الأمريكي، فالولايات المتحدة تضع ضمن اولوياتها القضاء على حماس إلى جانب وقف إطلاق نار "مؤقت " في صيغة الصفقة…".
حيث يُشار الى ان الاختلاف بين اسرائيل و حليفتها امريكا على حد وصفهم قد يكون فقط حول ترتيب الأوليات، اي بمعنى أنهم يشيرون الى ان امريكا لا تهدف للوصول الى صيغة لإيقاف الحرب بصفة دائمة و لكن لإطلاق الأسرى الاسرائيليين مع "وقف مؤقت" لاطلاق النار و من ثم تعطي إسرائيل الضوء الاخضر لتعاود العدوان على الفلسطينيين بمبرر القضاء على حماس على حد تعبيرهم، كذلك يعتقدون ان الأرواح الفلسطينية لا تمثل قيمة حقيقية في نظر المجتمع الدولي موضحين انه حتى المحكمة الدولية لم تدعو لوقف اطلاق نار دائم بل مؤقت، و ان " الاجراءات الدولية شكلية و حلول تخديرية للأمل" .
في الوقت الذي يقول فيه بعض الفلسطينيين انه لكل من الأطراف مصلحتها و أجندتها التى تريد تمريرها من خلال الصفقات و على رأسهم الوسطاء و ان لم اخطئ في قراءة ما وراء السطور هناك إشارة غير مباشرة " لمصر" ، فاتحين صفحات التاريخ و مذكرين بما وصفوه "جراح أوسلو "، موضحين ان الراحل ياسر عرفات سبق له ان اعترف بانه تورط بالتوقيع على إتفاقية أوسلو و تم خداعه بذكاء . على حد تعبيرهم.
و الجدير بالذكر انه في ذات السياق احد كبار مفكرى الوسط العربي و الاسلامي الراحل الصادق المهدي اخر رئيس وزراء شرعي للسودان كان هو الأخر عبر عن أنتقاده لإتفاقية أوسلو و وصفها بالإتفاقية التى " فرضها توازن القوى" آنذاك و لكن استقبال الأوساط الشعبية لها كان سلبيًا ، قائلًا الآتي: " اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية (13 سبتمبر 1993م) حلقة من حلقات هذه التسويات التي فرضها توازن القوى ولكن استقبالها في الأوساط الشعبية كان سلبيا. سلبية عبر عنها نزار قباني بقوله: جوعوا أطفالنا خمسين عاما، ورموا في آخر الصوم إلينا بصلة !! هذه المشاعر حركت قواعد شعبية عربية وإسلامية في اتجاه الرفض، ونفس العوامل طمّعت اليمين الإسرائيلي في اتجاه حرمان الفلسطينيين حتى من “البصلة”…"، و هنا عندما يتحدث عن توازن القوى يسرد قائلًا : " حرب الخليج الأولى (1980- 1988 ) أحدثت شرخا في العلاقات العربية الإيرانية. وحرب الخليج الثانية (1990- 1991 ) أحدثت شرخا في العلاقات العربية- العربية. ونهاية الحرب الباردة لصالح المعسكر الغربي (1991) أخرجت الاتحاد السوفيتي "النصير الدولي للقضية العربية" من المعادلة الدولية. وعمدت الولايات المتحدة " الحليف الاستراتيجي لإسرائيل" قطبا دوليا مهيمنا.
يواصل سرده : كان غياب توازن القوى الدولي بسقوط الاتحاد السوفيتي على حساب العرب مثلما أدى زوال الاتحاد السوفيتي لفتح طريق المصالح الغربية إلى نفط بحر قزوين، ومن ثم النيل من وزن النفط العربي استراتيجيا. كما أن توتر العلاقات العربية التركية سيما مع سوريا "ساهم في توثيق علاقات تركيا بإسرائيل" على حساب الأمن القومي العربي. هذه العوامل بالإضافة لنتائج المواجهات العسكرية التي تمت بين العرب وإسرائيل أدت إلى " توازن قوى عربي إسرائيلي لصالح إسرائيل" . توازن قوى فرض نفسه على مشروعات السلام وجعلها غالبا في صالح إسرائيل. فكانت اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية (13 سبتمبر 1993م)…الخ".
و يستمر عراب القضية الفلسطينية في السودان الراحل الصادق المهدي بوصف إتفاقية أوسلو بإنها نتاج انعدام موقف عربي موحد واصفًا النظام العربي آنذاك بانه كان نظامًا عربيًا قطريًا فيه فرقه عربية كبيرة، و في المقابل يصف الموقف الدولي بانه كان مساندا لاسرائيل متمثل في القطب الأوحد في العالم ، و يواصل في وصف القطر العربي بانه آنذاك سائدة في وسطه الأزمات، وخلا الموقف العربي من أي نصير استراتيجي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي مبينًا ان هذا الموقف هو الذي أضعف الموقف العربي، فقامت عملية السلام على أساس أن "هذا هو الممكن"، فانطلقت من أوسلو التي سبقت باتفاقات ثنائية وكان ذلك يعكس توازن القوى الموجود وهو "في صالح إسرائيل" ، وكانت القيادات العربية تحاول أن تجد لها مكانا لسلام مهما كان متواضعا فهو على أي حال يؤكد " استعدادهم لقبول القليل" مع أن هذا القليل بصورته هذه أغضب القواعد الشعبية العربية والإسلامية غضبا عبرت عنه بعض الأصوات عن نقد لهذا الرضا بالقليل مستشهدًا بقول نزار قباني- شاعر العرب : سقطت للمرة الخمسين عذريتنا دون أن نهتز او نصرخ أو يرعبنا مرأى الدماء ودخلنا في زمان الهرولة ووقفنا بالطوابير كأغنام امام المقصلة وركضنا .. ولهثنا.. وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة جوّعوا أطفالنا خمسين عاما ورموا في آخر الصوم إلينا بصلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبير سويكت
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست