* لا أمّل الكتابة عن كميات ذهب السودان (الطافشة- عايرة وأدُُوها سوط) في غابة الفساد والإفساد المالي أو الإداري أو الاثنين معاً.. كتبتُ عنها في عهد النظام (المنحل جداً) وفي عهد (أربعة طويلة).. و أنا أدرك مدى الخراب الذي أحدثته ميليشيا الجنجويد الفاجرة في عهد (حكومة الأمر الواقع) الذي نعيشه، و أواصل الكتابة عن ما يجري الآن.. وأتساءل عما إذا كانت وزارة التجارة (المكًَلَفة) تتعامل حالياً برأيها المنفرُّد، مستقلة عن رصيفتها وزارة الخارجية (المكًَلَفة)؟ كما أتساءل عما إذا كان هناك تنسيق بين الوزارات (المكًَلَفة)، أم أن كل وزارة تنتهج أسلوباً في الادارة حسب ما يروق لها دون تنسيق مع الوزارات الأخرى؟
* فبينما وزارة الخارجية السودانية في شعلٍ شاغلٍ ضد الإمارات في مجلس الأمن، تتحدث الأنباء عن صادر الذهب السوداني إلى الإمارات بما تجاوزت قيمته مبلغ (٤٢٨) مليون دولار، و يصف أحد مسئولي شركة التعدين أن تتجاوز (٧) طن و(٦٢٦) كيلو طفرة كبيرة في صادر الذهب الحر.. قالها وكأن العلاقة بين السودان والإمارات في أحسن حالاتها، أو حتى علاقة عادية..
* و إذا تفاءلنا خيراً بالسياسات التي اتخذتها شركة التعدين بغرض تحفيز عملية الصادر، رغم العوائق والتحديات الأمنية في أغلب مناطق الإنتاج، ربما تبلغ الكمية المنتجة بنهاية العام ٢٠٢٤ً، حوالي ٣٠ طناً.. و يبقى السؤال هو إلى أي دولة سيتم التصدير أم أن ذهب السودان قد بُدِّر له أن يظل رهيناً في بورصة دبي للذهب؟! إن بعض الأمور تجري في السودان بما ينير الشبهات حقيقةً..
* إن إنتاج كميةٍ منٍ الذهب بحجم ٣٠ طناً كميةٌ مُقدَّرة، في الظرف الحالي، لكنها لا تعكس قدرة السودان الحقيقية لإنتاج وتصدير الذهب سنوياً؛ فمقارنة الكمية المذكورة بالكمية الحقيقية للذهب في السودان قبل سبعة أعوام والبالغة (93) طناً، سوف تصيبنا بالذهول على ما نحن فيه من أوضاع مزرية نتيجةٕ لسوء إدارة السودان (الدولة) بواسطة من هم ليسوا رجال دولة إلا بالإسم..
* في ديسمبر 2017، تباهى وزير المعادن السودانية في العهد ( المنحل جداً)، بأن السودان يصَدِّر 93 طنا، فتصديْتُ لما قال و أبِنتُ بالارقام عن خطل تقديراته.. وفي 2 يناير 2023، أعلنت الشركة السودانية للموارد المعدنية في عهد (أربعة طويلة) عن تحقيق أعلى إنتاجية للذهب في تاريخ قطاع المعادن في السودان، خلال العام المنصرم 2022، 2 يناير 2023، و ءلك بتحقيق إنتاجيتها للذهب بما مقداره 18 طنا و 637 كيلوجراماً، فأصحكتني وأضحكت آخرين من العارفين بمجريات الأمور في مجال الذهب بالسودان..
* ويفرح البعضُ، هذه الأيام جراء تجاوز قيمة الصادر من الذهب مبلغ (٤٢٨) مليون، ولستُ أدري لماذا لا يحزنون بدلاً من أن يفرحوا؟ فالعارفون ببواطن الأمور يحزنون أشد ما يكون الحزن على التفريط الحادث في البلد وعدم التنسيق بين وزارة الخارجية ووزارة التجارة التي لا يهمها سوى (التسهيلات) التي تقدمها الإمارات لمصدري الذهب السوداني، علماً بأن تلك (التسهيلات) كانت نتيجةً للعقوبات الأمريكية المفروضة على السودان في العهد.(المنحل جداً)..(ومن ديك و عييك)!
* و صدق أبو العلاء المعري حين قال: " وحق على البريةِ أن يبكوا!".. و صدق من قال قبل أيام أن فلول العهد (المنحل جداً) وفلول (ناس سبعة طويله) و المتعاونين مع ميليشيا الجنجويد (شغالين شغلهم) في عدد من المواقع الخدمية بالداخل ضد السودان..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست