شفع محمد بثمان كلمات فقط وشفع عيسي بثمان وستين كلمة فمحمد ص كانت مهمته ان يبلغ ويبين القرآن، وقام بالمهمة خير قيام، فشفاعته موجزة: أمته هجرت القرآن.
وجاءت الأحاديث بذات المعني: ففي البخاري: (.. فأقولُ : أيْ ربِّ أصحابي، فيقولُ: إِنَّكَ لا عِلْمَ لكَ بما أحدثوا بعدَكَ ، إِنَّهم ارتَدُّوا بعدَكَ على أدبارِهم القَهْقَرَى)
هذه شفاعة النبي اوردها القرآن [المهجور] فتغافل عنها الناس وتمسكوا بمرويات يهودية تثبط الناس عن العمل اتكالا علي شفاعة الرسول الذي حذر ابنته:
(يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسكِ من النار فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً)
ولقد كفانا عن مناقشة الموروث القديم للشفاعة العالم الداعية الدكتور مصطفي محمود في كتابه: (الشفاعة: محاولة لفهم الخلاف القديم بين المؤيدين والمعارضين) فالدكتور قتل المسألة بحثا، ولكن لا بأس ان نقتبس هنا بعضا من كلامه:
《إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبى محمد وعدم العمل والاجتهاد أو أنها تعنى تغييرا لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه》
《والمنافقون هم الذين يقولون لا إله إلا الله في كل مناسبة وتنطق ألسنتهم بما يخالف سرائرهم .. وهم في الدرك الأسفل من النَّار ولن يجدوا لهم نصيراً بصريح القرآن. والمعنى المستخلص أن قول لا إله إلا الله مرة أو مرات أو طول العمر لن يعنى شيئاً.. ولن يحقق لصاحبه نجاة ولا فلاحاً إلا إذا صادق القلب وصادقت الجوارح وأكدت الأفعال على هذا القول ... والنبي ص يشكو أمته في القرآن ولايتوسط لمذنبيها》
ولعل فهم الدكتور لمسألة الشفاعة هو ما جعله يوقف كل امواله واملاكه في سبيل الله، استحياءا من ربه: ان يقابله《بشوية كلام》، كما حكي لصديقه الموسيقار محمد عبد الوهاب. فقد ادرك الدكتور ان لا واسطة ولا شفيع غير ما يقدمه المرء من اعمال في حياته الدنيا:
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة