أفلام السطو على البنوك كتبه د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 03:11 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2024, 01:29 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أفلام السطو على البنوك كتبه د.أمل الكردفاني

    01:29 PM April, 20 2024

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر





    إنني أفكر دائماً في أكبر مأساة كُتبت على الإنسان، وهي مأساة العمل. العمل الذي ليس فقط تُجبر عليه بسبب احتياجاتك الجسدية من أكل وشرب وسكن، ولكن العمل كفرض قدسته الآلة الرأسمالية، وجعلت كل شيء مرتبطاً به، الطموح والزواج والتعليم والاستشفاء من الأمراض، والحصول على الانترنت، والسفر لرؤية العالم..الخ. أصبح العمل يوضع في المرتبة الأولى لتحقيق ضمانات لا يمكن تحقيقها، واحلام لا يمكن تحقيقها، وتتوجه القوى الرأسمالية لتحليم (جعلك تحلم) البشر بالتفوق عبر ريادة الأعمال. وأصبح العمل آيديولوجيا قائمة بذاتها.
    أما على الواقع - حيث تختلف النظرية عن التطبيق كالعادة- فإن الإنسان يفقد معنى حياته وهو يخضع لعبودية العمل، فإذا كان العمل لثمان ساعات على الأقل في اليوم؛ أي ثلث ساعات اليوم، والساعات التي يحتاج فيها لاسترداد كيانه بعد العودة مرهقاً من العمل، والساعات ما قبل الذهاب إلى العمل، ثم ساعات النوم؛ فإن هذا يعني أن الإنسان يستنزف عمره من أجل العمل.. إنه ينسى نفسه، وينسى دور المغامرة داخل الوجود في منحه معنى أكثر إثارة من رتابة انقضاء أسابيع في خدمة الآخرين. إن الحياة مغامرة كبرى، ولأنها من المفترض أن تتمحور في الاكتشاف، فإن الإنسان الغارق في العمل يفقد -في الحقيقة- حياته، يفقد روح المغامرة، وتؤدي كل المنظومة إلى سياقته في طرق مكررة ورتيبة حتى إعلان لحظة وفاته. إن العمل في الواقع يعزز من فكرة المنطقة الآمنة، وهذا ما جعل الإنسان خائفاً من خوض كل المغامرات الممكنة، حتى مغامرة الحب. وفي ظل شبكة الرأسمالية العضود المحيطة به والتي تزن في أذنيه كالبعوض: العمل.. العمل.. العمل.. فإن الإنسان يختزن ويختزل الحياة الحقيقية في الأحلام.. مع ذلك فالآلة الرأسمالية لا تتركه في حاله، بل حتى أحلامه تستفيد منها وتؤكد له بأنها مجرد أحلام. وتمثل هوليود أكبر مصنع لشرنقة الحياة الحقيقية في الأحلام. وتمثل أفلام الثراء السريع دورين مهمين:
    الدور الأول: تحقيق أرباح من أحلام العمال.
    الدور الثاني: إحباط تلك الأحلام والإبقاء عليها في دائرة المستحيل.
    وتمثل أفلام السطو على البنوك أقوى أدوات تحقيق الأرباح من أحلامنا. فنحن نحلم بالثراء السريع وبدون جهد كبير. لذلك سنجد أغلبنا يقف مع من يسطون على البنوك، هذه الأخيرة التي تمثل الوجه الشرير للقوى المهيمنة علينا. وفي نفس الوقت فإن تلك الأفلام تعود وتؤكد لنا بأن لكل شيء تكلفته وآلامه، فالثراء السريع ليس جريمة فقط بل يحتاج لمعاناة كبيرة مقابل اللذة التي ستعود علينا لو نجحنا في تحقيقه. مع ذلك ففي الغالب -وهذا ما تؤكده لنا أفلام السطو على البنوك- فإن تكاليف الفشل ستكون باهظة، وأن نسبة نجاحنا ستكون ضئيلة. وهكذا فإن هذه الأفلام تمارس توجيها نفسياً لنا كي نظل في منطقة الأمان (منطقة اللا حلم). وفي مسلسل اسباني، كانت تكاليف السطو على البنوك باهظة، بلغت حد الموت، وليس فقط موت شخصيات ثانوية في المسلسل، بل شخصيات أساسية، لكي تؤكد لنا بأن التكاليف ستكون باهظة. صحيح هناك نهاية شبه سعيدة، ولكنها بطعم اليأس، لذلك فشلت الأجزاء الأخرى من المسلسل، لأن المشاهدين اكتفوا من هذا الجانب.
    لكن كل هؤلاء الذين عملوا داخل المنظومة التي تقدس العمل والتي -في المقابل- تبقي الأحلام في حُلميتها- حاولوا تجاهل نقطة أساسية؛ خارج فكرة العمل والثراء. وهي فكرة تحجيم احتياجاتنا لتحجيم محاولتنا لاشباع تلك الاحتياجات ومن ثمَّ التفرغ للمغامرة. على العكس، تعمل المنظومة على خلق احتياجات جديدة كل يوم، وتمثل الاختراعات الجديدة والإعلانات التجارية المستمرة أسلحة استراتيجية لإجبارنا على عدم "التخلي". فلا يمكن أن نحيا مكتفين بشقة صغيرة وأدوات بسيطة، بل كل يوم يتم خلق سلعة أو خدمة وإعلانات لها كي نفكر في اقتنائها، وإذا لم نقتنيها فسنعيش شعوراً بالنقص: مايكرويف، دلاكات للأرجل، نظارات ذكية، أقلام ترجمة الكترونية، أجهزة هولوغرام منزلي، انترنت فضائي..الخ. مع أنا نستطيع أن نحيا بدون كل هذه الأشياء وغيرها، ولكن لا.. إذ يجب أن نشتري ونشتري ونشتري.. ولكي نشتري لا بد من المال، والمال لا يأتي إلا بالعمل، والعمل يستهلك أغلب سنوات عمرنا، وهكذا نسقط في دائرة لا يمكن كسرها. توجهات الرأسمالية نحو العصرنة والترفيه والحداثة هي توجهات مناوئة للاستمتاع بالحياة رغم أنها تزيف ذلك وتقلب الحقيقة، وهذا ما يجعلنا في حالة توتر بسبب التفكير المزمن في المستقبل، والمستقبل كلمة تعبر عن شيء لا يمكن أن نلتقي به أبداً، ومع ذلك فهو ينتزعنا من اللحظة الآنية، رغم أن اللحظة الآنية هي وجودنا الحقيقي واستمتاعنا بالحياة يجب أن يكون فيها. أي أننا في هذا العصر (بشر بلا لحظة)؛ وإذا كنا بلا لحظة فنحن في الحقيقة بلا حاضر. هكذا نحيا دوماً في مستقبل افتراضي، ونؤسس كل قراراتنا عليه. فأي حياة بائسة تلك.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de