* رسائل القحاتة و الجنجويد دائماً ما تكون موجهة للعالم الخارجي في الأساس، و تهمس همساً بعد ذلك للداخل السوداني الذي يعلم القحاتة والجنجويد أنهما فقداه و إلى الأبد،؛ لكنهما يجهلان أن الداخل اسوداني لم يعد يضع كبير اهتمام بالخارج، خاصة العالم الغربي الذي بدأ يفقد الدول الأفريقية دولة بعد أخرى..
* إستمعتُ إلى (عيدية) حميدتي التي قدمها للشعب السوداني.. كان يحاول أن يمسح بلسانه حقائقَ منقوشة على حجرٍ صلدٍ، لكن دون جدوى.. و هو يطالب بتحقيق (دولي) حول الجهة التي بادرت بشن حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣.. و العالم كله يكاد يعلم أن الفاعل هو حميدتي و قادة قحت المدفوعون بقوةِ شهوةٍ طاغيةٍ لسلطة تكون تحت إمرتهم لحكم السودان بصورة شبه مطلقة..
* كانت قحت وميليشياالجنجويد متحفزتين للانقضاض على السلطة، وهيأت لهم دولة الإمارات المنصات الإعلامية المهولة لنشر (الحقيقة البديلة) على نطاق واسع لإلقاء اللوم على الجيش (جيش الكيزان)، فعكست جميع وسائل الإعلام تلك (الحقيقة البديلة) حيث تقرأكتبت يومَها:- "" أعلنت قوات الدعم السريع في السودان، اليوم السبت، تطويق القوات المسلحة السودانية مقراً لها في أرض المعسكرات بسوبا في الخرطوم، مستهدفة إياه بأسلحة ثقيلة وخفيفة.. "" * أثارت الحقيقةُ البديلةُ الشكَُ في نفوس السودانيين، حتى أولئك الذين شاهدوا استعراض القوة الجنجويدية المنتشرة في شوارع وأزقة المدن، و شاهدوا العنجهية التي تشي بأن لا قوة فوق قوة الجنجويد، وشاهدواعنجهيةً رعناءً تصدر من أدنى رتبة من رتب الميليشيا في كل مكان وبدون أدنى سبب..
* و انتشرت في العديد من وسائل إعلام الإقليمية في نفس يوم بدء الحرب بيان لميليشيا الجنجويد يؤكد أن الميليشيا " أجرت اتصالات مع كل من الآلية الرباعية ومجموعة الوساطة ممثلة في مالك عقار مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم وأطلعتهم على الأمر."!! * ويقول البيان أن الميليشيا تصدت للهجوم بكل بسالة وتضحية.. وجراء ذلك الهجوم تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية القصر الجمهوري.... والخ
* و من غرائب الأحداث ان الرجال الثلاثة كانوا ضمن الجماعة التي ذهبت إلى منزل حميدتي للتوسط (جودبة).. وقد ذكرتُ محاولاتهم في المقال السابق قائلاً:- ".... يقول مناوي، في أحد اللقاءات التي أجريت معه في الاسبوع الأول من الحرب، أنه ذهب مع آخرين، إلى منزل حميدتي، عند منتصف ليلة ١٤ من أبريل ٢٠٢٣، بغرض (الجودية) وتهدئة المشاحنات بين البرهان وحميدتي، فقيل لهم أن حميدتي كان نائماً.. وعندها قرروا الجلوس في حديقة المنزل.. وبعد فترة وجيزة، وصل عبدالرحيم دقلو في سيارة هايس ومعه مجموعة من القحاتة، وأن عبدالرحيم نزل من السيرة، و معه خالد سلك الذي رجع إلى الهايس فورَ رؤيته لهم، لكن عبدالرحيم توجه نحوهم وسألهم عن مبتغاهم من الحضور إلى منزل حميدتي في تلك الساعة، فأعلموه بأنهم (جودية) سلام بين حميدتي والبرهان .. فهاج عبدالرحيم هياجاً قاطعاً وقال لهم :- “ما عندي حاجة ليكم ، والبرهان الكلب وكباشي لحدي الصباح بَدُّق ليهم الكَلْباش في ايدهم!!"
* هذا وتؤكد الميليشيا في بيانها أنها تصدت لهجوم الجيش الكيزاني بكل بسالة وتضحية.. و أنها جراء ذلك الهجوم تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية القصر الجمهوري.... والخ
* يا للهجوم الخارق الذي حدث بغتةً دون مقدمات!
* لقد زعمت الميليشيا أنها صدت الهجوم "بكل بسالة وتضحية" لكنها لم تأتِ بأي دليل دامغ للجيش أو لكتائب الكيزان بالهجوم المزعوم، والمعلوم، عسكرياً، أن موقف القوة المدافعة يكون أقوى من موقف القوة المهاجمة، بما ينتج منه أسر أو جرح جندي أو آلة و الخ.. فأي هجوم كالهجوم المذكور له آثار تلازمه، لكنهم لم بأتوا بأي أثر يؤكد أن الجيش كان يهاجم وميليشيا الجنجويد كانت تدافع!
* يقول المفكر العسكري "كلاوزفيتز":-" يعد الدفاع هو الأسلوب الأقل حسماً في الحرب، ولكنه الأسلوب الأقوى لحرمان العدو، من تحقيق أهدافه النهائية. إضافة إلى ما يحققه الدفاع من الإخفاء والسّبق في احتلال مواقع دفاعية، وقصر خطوط الإمداد، فضلاً عن إدارة القتال في مناطق معروفة تماماً للمدافع..."
* في يوم ١٢ أغسطس ٢٠٢٣، كتبتُ في سودانيزأونلاين مقالاً تحت عنوان: (ليلة القبض على العميد صلاح حمدان، ومقتل جميع حرسه وفرار جنوده!) يقول فيه العميد صلاح:- "... فجر السبت 15 ابريل تم توجيه اللواء عصام فضيل للسفر للفاشر مع نساء و اولاد ال دلقو بطايره ركاب مؤجره اتحركت ٤ ص من مطار الخرطوم..... "..
* أي أن الأسر الدقلاوية مكثت في المطار منذ ما قبل ساعة الإفطار، يوم ١٤ أبريل، حتى الساعة الرابعة صباح ١٥ أبريلً، وكان مكوثها مكوث الواثق من الأمن والأمان تحت حماية ميليشيا الجنجويد، وأيدي الميليشيا على الزناد..
* وفي مقال سابق للمقال الحالي ذكرتُ أن جيران آل دقلو بمنطقة جبرة، قالوا أن حافلات تابعة لمطار الخرطوم، نقلت أفراداً من تلك الأسر يوم ١٤ أبريل ٢٠٢٣، ولم تعد إلى الحي بعد ذلك.. ويتطابق ما قاله العميد صلاح بما ذكره جيران أسر آل دقلو..
* إذن، حميدتي كان جاهزاً لشن حرب خاطفة، ليس على الجيش فحسب، بل على الشعب السوداني كله، كما تقول الحقائق الآن.. و لم يعد هناك أي شك في ذلك بين أفراد الشعب السوداني، باستثناء الأغبياء وذوي أغراض دنيئة!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست