* في مارس٢٠٢٣، قامت ميليشيا الجنجويد بتحريك أرتال من المدرعات ومئات من الثاتشرات و حوالي ١٢٠ ألف من القوات، تم تحريكهم من إقليم دارفور إلى الخرطوم.. وانتشرت الميليشيا في الولاية مستعرضةً عضلاتها في شوارع المدن الثلاث.. و بعد ذلك دفعت بآلاف من ميليشياتها لتلتف حول مطار مروي و تقتحم المدينة.. كان تحدي الجنجويد للجيش السوداني تحدياً سافراً..
* في الاسبوع الأول من أبريل ٢٠٢٣، أصدر الجيش السوداني بياناً حذر فيه ميليشيا الجنجويد من تحركاتها الكثيفة في العاصمة والولايات دون إخطاره، وأن تحركات الميليشيا مخالفة لمهام ونظام عملها، وأن التحركات سوف تؤدي إلى مزيد من التوترات التي تقود لانفراط عقد الأمن في البلاد.. وحذر الجيش القوى السياسية من المزايدة بموقف القوات المسلحة.. لكن الناطق باسم الميليشيا دافع عن التحركات الميليشياوية بأنها تحركات مكفولة قانونياً، وأن وجودها كان ضمن واجبها لتأدية مهامها في الخرطوم وبقية ولايات السودان المختلفة..
* غرس استعراض عضلات الجنجويد وعرض القوة في شوارع الخرطوم،غرس الثقة المفرطة في نفوس القحاته.. حينها أعلن جعفر حسن، المُكنى ب(جعفر سفارات)، أن حكومةً مدنيةً كاملة ومجلس سيادة مدني كامل سوف يُنشآن في يوم ١١ أبريل ٢٠٢٣، أي أنه كان يتوقع حرباً خاطفة قبل أربعة أيام من حربهم الفاجرة التي شنوها يوم ١٥ أبريل، و كان يتوقع أن يتسلموا السلطة بعدذلك..
* وقبل (جعفر سفارات) كانت تلميحات قحاتة آخرين تشي بقيام ذينك المجلسين المدنيين عما قريب.. ونجد في تلميحات القحاتي فيصل بابكر والقحاتية مريم الصادق، ما يكشف عن عنجهية قوة القحاتة المتوهمة، وعن ثقة قحت والجنجويد في قدرة قحت المبالغ فيها:- " إما الإطاري وإما الحرب.... إما الإطاري، وإلا، لكل حدث حديث!"
* وتؤكد حيثيات كثيرة، سبقت الحرب، أن الجنجويد قرروا الحرب، ومن تلك الحيثيات ما حدتني عنه أشخاص أعرفهم معرفة شخصية من جيران أُسر آل دقلو بمنطقة جبرة، إذ يقولون أن حافلات تابعة لمطار الخرطوم، نقلت أفراداً من تلك الأسر يوم ١٤ أبريل ٢٠٢٣، ولم تعد إلى الحي بعد ذلك..
* سمعتُ تلك الحقيقة من الجيران أنفسهم و أولئك الجيران غير مسيسيين، سمعتُه سمعاً مباشراً، سمعتُها بعد يومين من قيام الحرب.. و ذكروا أنهم كانوا يحسبون أن أسر آل دقلو كانوا مدعوين لتناول إفطار رمضان في أحد الفنادق الفخيمة أو الصالات الفاخرة.. و لم يستبينوا الحقيقة إلا بعد صباح اليوم التالي!
* و يدعم تلك الحقيقة شابٌ من أبناء جبال النوبة، كان من منسوبي ميليشيا الجنجويد، و جاء إلى منزل جيراننا قبل أيام قليلة من الحرب.. أفاد ذلك الشاب أن حميدتي منحهم إجازة مدفوعة الأجر مدتها ثلاثة أشهر، وسلمهم مرتبات الإجازة كاملة، وطلب منهم العودة بعد تلك الأشهر..
* كان تفسيري للإجازة الممنوحة أن حميدتي تخلص مِمّن لم يكن يثق في ولائهم للجنجويد من أبناء تلك المنطقة فمنحهم إجازة مدتها ثلاثة أشهر، و في تقديراته وتقديرات قادة الميليشيا أنهم سوف يسيطرون على السودان خلال حرب خاطفة مدتها أقل من ثلاثة أشهر..
* وفي سيناريو داعم للحقيقتين السابقتين، يقول مناوي، في لقاء أُجري معه في الاسبوع الأول من الحرب، أنه ذهب مع آخرين، إلى منزل حميدتي، عند منتصف ليلة ١٤ من أبريل ٢٠٢٣، بغرض (الجودية) وتهدئة المشاحنات بين البرهان وحميدتي، فقيل لهم أن حميدتي كان نائماً.. فقرروا الجلوس في حديقة المنزل.. وبعد فترة وجيزة، وصل عبدالرحيم دقلو في سيارة هايس ومعه مجموعة من القحاتة، وأن عبدالرحيم نزل من السيارة، و معه خالد سلك الذي رجع إلى الهايس فورَ رؤيته لهم، لكن عبدالرحيم توجه نحوهم وسألهم عن مبتغاهم من الحضور إلى منزل حميدتي في تلك الساعة، فأعلموه بأنهم (جوية) سلام بين حميدتي والبرهان .. فهاج عبدالرحيم هياجاً قاطعاً وقال لهم :- “ما عندي حاجة ليكم ، والبرهان الكلب وكباشي لحدي الصباح بَدُّق ليهم كَلْباش في ايدهم!!"
* هناك أدلة كثيرة جداً تؤكد أن الذي حدث كان حرباً خُطط لقيامها خارجياً بعناية فائقة، بغية تنفيذ رسم خارطتها بواسطة عملاء مدنيين داخلياً، مدنيين أعرفهم معرفة جيدة، وتم تنفيذ الحرب بواسطة عساكر (خلاء) تحت إمرة قادة عملاء.. وسبق أن كتبﭢُ كتابات مستفيضة عن عمالة هؤلاء و أولئك لدولة الإمارات..
* الله لا كسبها ولا كسب عملاءها!
حاشية... حاشية... حاشية... حاشية...
- قال الشاعر محمود سامي البارودي:- " خُلِقْتُ عَيُوفاً لا أَرَى لابْنِ حُرَّةٍ عليَّ يَدًا أُغْضِي لها حِينَ يَغْضَبُ "! - وقبل ذلك قال مصطفى لطفي المنفلوطي، الأديب المصري:- ".... أريدُ أن أكونَ حراً، أضحكُ كما أشاءُ وأبكي كما أريدُ وأقولُ كلمتي الخيرِ والشرِ للأخيارِ والأشرارِ في وجوههم لا متملقاً هؤلاءِ ولا خاشياً أولئك!"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة