________ عبر اتصال هاتفي وردني من صديقي عبدالهادي مطر من حيث مهاجره البعيد وغربته في اقصي الارض حيث تعود هذا الاخ علي السؤال وتفقد احوال الناس وكما قالت العرب قديما ان لكلٌ امرء له من اسمه نصيب، أو لكل انسان من اسمه نصيب، فهو تجده حاضا علي الخير و مكارم الأخلاق ومغيثا كالمطر المدرار مهموما بمشاكل المجتمع ولقد لفت انتباهي اثناء في مكالمته هو نبرة الحزن في صوته مع استنكاره لتنكر المجتمع لقيمة الشكر واهمال الوصل والسؤال وخصوصا مايعاني منه المغتربين حيث لا يسال عنهم الا طالب حاجة وصاحب غرض حيث يقتطع هذا المغترب من قوت عياله ايثارا لذلك القريب طالب الحاجة، والمحزن والمؤسف ان هذا السائل مجرد ان يستلم ما اراد يبخل علي المغترب حتي ان يخبره باستلام ما ارسله له ان هذا الخلق القبيح اصبح يتفشي في المجتمع واصبحت الأجيال الناشئة اجيال انانية لا تعرف قيمة الشكر ولا تعرف اهمية الوصل والفقد للاهل والأقارب خصوصا واصبحت وسائل التواصل سهلة ميسرة ولكنها تهدر بعيدا عن قيم اصيله في الوصل لتفقد الاهل والاقارب خصوصا المغتربين الذين لايجدون الا هواتف الطلبات التي لا تنقطع عنهم تزكروا ان هؤلاء المغتربين بشر في حاجة للسؤال عن عنهم ومن حقهم ان يجدوا كلمة شكر وامتنان لكل ماقدموه من معروف بطيب نفس وتجرد بل يؤثرون على انفسهم ولو بهم خصاصة ايها الناس لا تجعلوا قلوبكم قاسية مجودة من الانسانية ولا تعرفون هؤلاد الا وقت حاجتكم ثم ترمو بهم في غياهب النسيان، من احق حقوقهم هو تفقدهم وشكرهم وكذلك علموا ابنائكم اهمية تقديم الشكر لمن احسن اليهم علموهم ان الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان حيث نجد في سورة النحل يقول الله عز وجل ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٢٠ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٢١﴾ [النحل:120–121] يجب ان نربي مجتمعنا على قيمة الشكر إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى: سورة إبراهيم ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧﴾ [إبراهيم ربما يجهل بعض الناس قيمة الشكر على الانسان نفسه ؟ فالشكر حقيقته أن تقابل نعم الله بالإيمان به وبرسله، ومحبته عز وجل والاعتراف بإنعامه، وشكره على ذلك بالقول الصالح والثناء الحسن، والمحبة للمنعم وخوفه ورجائه والشوق إليه، والدعوة إلى سبيله والقيام بحقه ومن الإيمان بالله ورسله الإيمان بأفضلهم وإمامهم نبينا محمد ﷺ والتمسك بشريعته وقد يقول قائل ما فائدة شكر الناس؟ إن كلمات الشكر لا تعكس فقط حسن خلق صاحبها، إنما ترسل أيضاً شعوراً بالتقدير للطرف الآخر، مما يفيد باكتساب علاقات طيبة جديدة وفي هذا السياق تذكر دراسة أجريت عام 2014 ونشرت في مجلة "إيموشن" العلمية، أن من يبدي الامتنان والشكر لشخص جديد يزيد احتمال استمرار العلاقة مع هذا الشخص، الاسلام علم المسلم ان يشكر كل من قدم إليه خيرًا، أو صنع إليه معروفًا، ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، كلمة شكر هي الجزاء على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان، لقد كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله صلوات الله عليهم يقول الله -تعالى عن إبراهيم عليه السلام في سورة آل عمران إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وايضا لقد وصف الله عز وجل نوحًا عليه السلام بأنه شاكر، فقال: في سورة الإسراء ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا، و قال تعالي في سورة النمل : قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ وقال تعالي في سورة القمر : نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ وقال تعالي في سورة إبراهيم : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وقال تعالي في سورة لقمان : أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وقال تعالي في سورة فاطر : لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ وقال تعالي في سورة الأعراف : ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ. قال تعالي في سورة إبراهيم : وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ وكذلك في السنة المطهرة قال رسول الله : (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله) البيهقي قال رسول الله : (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) مسلم والترمذي وأحمد] قال رسول الله : (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) أبوداود والترمذي، وقال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ. والرضا بقضاء الله شكر، يقول النبي : (إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟! فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟! فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد) الترمذي وأحمد. وعلمنا النبي أن نسجد لله سجدة شكر إذا ما حدث لنا شيء يسُرُّ، أو إذا عافانا الله من البلاء وكذلك نجد من المشروع لمن تجددت له نعمة أن يسجد سجدة الشكر كما ثبت ذلك من فعل النبي ، وفعل جمع الصحابة، فإن المقصود من السجود يحصل بها، الشكر قال محمد بن نصر المروزي: وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكرا الله عز وجل. فمن ذلك: أن الله لما أنعم على نبيه بفتح مكة اغتسل وصلى ثمان ركعات شكرا لله عز وجل. وذهب كثير من العلماء إلى أن المشروع عند تجدد النعم هو سجود الشكر، وأنه لا تشرع صلاة تسمى صلاة الشكر، وأما هذه الصلاة التي صلاها رسول الله في بيت أم هانئ يوم الفتح فهي سبحة الضحى، كما صرحت بذلك أم هانئ في رواية مسلم للحديث وهي راوية الخبر وأدرى بمأخذه، جاء في حواشي التحفة: يسن مع سجدة الشكر كما في المجموع الصدقة والصلاة للشكر، وقال الخوارزمي لو أقام التصدق أو صلاة ركعتين مقام السجود كان حسنا من أنواع الشكر لله الشكر بالقلب و الخوف من الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك ومن ذلك الإخلاص له والإكثار من التسبيح والتحميد والتكبير وكذلك من اهم انواع الشكر هو شكر الوالدين لقد أمر الله عز وجل بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول الله تعالى في سورة لقمان (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) . فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما وايضا من انواع الشكر نجد شكر الناس المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما قدموا له من خير. قال : (لا يشْكُرُ اللهَ من لا يشْكُرُ الناسَ) [أبو داود والترمذي]. وقال رسول الله : (إن أشكر الناس لله -عز وجل- أشكرهم للناس) [أحمد] وحثنا النبي أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا معروفًا فنقول له: جزاك الله خيرًا قال رسول الله (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) الترمذي والنسائي، وبهذا نجد ان فضل الشكر إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى في سورة إبراهيم (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) وقال سبحانه في سورة النساء( مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا) اما عدم الشكر فهو خلق مزموم المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله سبحانه على نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى في سورة النمل( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) وقال الإمام على رضي الله عنه كفر النعمة لؤم وقال الله تعالى في سورة إبراهيم( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين،فارفقوا علي وجه الخصوص بالذين قدر الله لهم ان يضربوا في الارض ويهاجروا ارحموا غربتهم ومعاناتهم وكدهم وتعبهم عبروا لهم عن مشاعركم واشتياقكم لهم لا تجعلوا الاتصال بهم فقط للطلبات لانهم بشر لهم مشاعر يحتاجون لمن يفقدهم ويسأل عنهم اما اولائك الذين يطلبون منهم تحويل الاموال ويبخلون حتي بافادهم بانهم استلموا الحوالة فهؤلاء محتاجين لمراجعة دينهم واخلاقهم وانسانيتهم، الاسلام دين شكر ورقي واداء للحقوق والواجبات والذي لايشكر الناس لا يشكر الله فكيف بذلك الذي فعل اليك معروفا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عبدالرحمن محمد فضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست