السيد الرئيس جو بايدن ، وعبرك إلي كُل الإدارة الحالية و وزارة الخارجية والجهات المُختصة المعنيّة بملفات السُودان أو ذات الصِلة... في البدء سنعمل علي أن تصلك رسالتي هذه سيادة الرئيس ومن معكم في الإدارة ، فمن المُهم والواجب أن تصلكم وتقرأوها... تعلمون وبكل وضوح أن هنالك حرباً تدور في السُودان مُنذ عام تقريباً ، أيام قليلة وتُكمل الحرب في السُودان عامها الأول ، فهي قد بدأت في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ، نعلم رفضكم لهذه الحرب وعمل إدارتكم المتواصل كي تتوقف هذه الحرب ، و آخر هذه الجهود هو تعينكم لمبعوث خاص للقيام بمهام التمثيل للإدارة الأمريكية والقيام بادوار إيجابية في هذا الإتجاه "توم بيرييلو" ، نُثمن كُل هذه الجهود ، ولكن لكي نصدقكم القول أن الحرب التي لاتزال تدور أنتم ومن خلال ما يصلكم من تقارير عنها لأجهزة الإدارة الأمريكية المُختصة ، خاصة من قبل وزارة الخارجية وبقية أقسام الأدارات ذات الصِلة ، حرب يقع ضررها علي الجميّع ، وهي حرب لا تقل إن لم تفوق ما يحدث حالياً في الحربين "الروسية الإوكرانية" ، و "الإسرائيلية الفلسطينية" ، من حيث الفظائع التي تتم بها والأهوال للمدنيين والبنية التحتية ، وحجم المأسآة الإنسانية التي خلفتها وفعلتها هذه الحرب بالسُودانيين ، خاصة من النساء والأطفال ، فحالات الموت والإغتصاب والإنتهاكات الجسدية والتشريد واللجوء والسلب والنهب والتخريب للمُمتلكات العامة والخاصة يفوق أي تصور ، فتكفي الأرقام التي سُجلت في جانب تلك الإنتهاكات ، والتي تم توثيقها عبر جهات حقوقية دولية عديدة ، كما تمت إدانتها من إدارتكم عديد المرات وبمتحدثين رسميين أمريكيين ، ولعلك تتفق معنا سيادة الرئيس علي ضرورة وقف هذه الحرب وتلك المأسآة فوراً وتشديد العقوبات علي طرفيها من الجيش ومليشيا الدعم السريع ممن قاموا ويقومون بإرتكاب جرائم وصلت لحد الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي ، وعرضوا السِلم الإقليمي والدولي للخطر في موقع حساس وإستراتيجي في القارة الأفريقية ، وأنه إذا لم تتوقف هذه الحرب وفوراً فلن تقف الرقعة التي ستتأثر بهذه الحرب عند حدود السُودان ، خاصة في ظل مُشاركة مُباشرة وغير مُباشرة لقوي دولية أخري علي رأسها "روسيا وإيران" الداعمان لطرفي الحرب إضافة لدول أُخري... السيد الرئيس جو بايدن،، إن ملايين السُودانيين يتطلعون لأن تلعب الولايات المُتحدة لدور حاسم وهام في وقف هذه الحرب ، وهذا لن يتم في ظل دعم دولي و إقليمي لهذه الحرب ولطرفيها ، كما ننوه للدور السالب الذي ظلت تلعبه دولة الإمارات العربية المُتحدة وحكومتها في دعم أحد طرفي الحرب وهو "مليشيا الدعم السريع" ، مما جعل الطرف الآخر يتجه إلي الدعم الإيراني المُباشر ، هذا الدعم الإماراتي يفسره الكثيرون بأنه نتيجة لتراخي الإدارة الأمريكية الحالية وقيادتكم وصمتكم عليه ، أو محاولة للمُحافظة علي المصالح الإقتصادية الأمريكية مع الإمارات وحليفتها إسرائيل ، إن هذا الذي يجري بلا شك يؤثر سلباً علي وقف الحرب وإستقرار المنطقة في حال إستمرار هذا الدعم الإماراتي بالسلاح أو الدعم السياسي للمليشيا بالمال وشراء المواقف الداعمة لها ، الحكومة الأمارتية تحتاج إلي من يتصدي لها ويلجمها والكف عن دعم هذه الحرب ، وبالتالي دعم وقفها ليعود الإستقرار والسلام للسُودان وكامل المنطقة والإقليم... السيد الرئيس جو بايدن ، أنت تعلم أن هنالك مواطنين عديدون أمريكان من أصول سُودانية يعيشون داخل الولايات المُتحدة ، وأغلبيتهم دعموك في آخر حملة إنتخابية ومنهم من شارك في حملتك الإنتخابية ، والتي أتت بك رئيساً للولايات المُتحدة ، وأنت الآن تتأهب لجولة أخري للترشح لمنصب الرئيس ، فلا شك إن الفشل في وقف هذه الحرب يؤثر سلباً علي موقف داعميك ، وعلي موقف الحزب الديمُقراطي ، وسيُضاف هذا الفشل أيضاً في أي أنتقادات سيوجهها إليك الناخب الأمريكي بشكل عام ، عليه فإنه لكي نكون أُمناء معك فتوقف الحرب في السُودان وإستقراره من عدمه سيكون أحد الكروت الإنتخابية التي يُمكن لها تقوية موقفكم في حال تم النجاح في هذا الملف والعكس صحيح ، في ظل مُنافسة شرسة ما بين الحزبين الديمُقراطي والجمهوري للفوز بها وبنتائجها... عليه نتمني من سيادتكم وإدارتك الحالية بكل أقسامها وأجهزتها وضع هذا في عين الإعتبار ، فلغة المصالح الآن يتشاركها السُودانيون والأمريكان الداعمون لوقف الحرب في السُودان ، ومن أجل إستقرار المنطقة والسلام الإقليمي والدولي.... شُكراً لك وتمنياتنا لك بالنجاح في دعم السلام والتحول الديمُقراطي في السُودان فعلياً وبخطوات عملية وفاعلة فالوقت يمضي والجميّع يحتاجه لوقفها و وقف مُعاناة كُل الشعب السُوداني..... ٢ أبريل ٢٠٢٤
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نضال عبدالوهاب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست