رغم العتمة المجتمعية التي سببتها الحرب العبثية التي أججها الانقلابيون في السودان يحرص السودانيون في كل بقاع العالم على إقامة الافطارات الرمضانية الجماعية بمشاركة فاعلة وطيبة. أحرص ما استطعت على حضور هذه الافطارات الرمضانية لأنها تحيي سنة سودانية معروفة في شهر رمضان الفضيل في السودان وهي الافطار الجماعي في الشوارع قبل أن تقضي الحرب العبثية على كل مظاهر الحياة المجتمعية. من بين هذه الافطارات الرمضانية التي أحيت هذه السنة السودانية الافطار الرمضاني الذي أقامته أسرة الراحل المقيم أروب دينق المسيحية على روح رب الأسرة المسلم أروب دينق بدعوة عدد من الصائمين للإفطار وصلاة المغرب والدعاء له. يوم السبت الماضي حرصت على تلبية دعوة جمعية البر السودانية للإفطار الرمضاني بمقر رابطة أبناء دارفور ببلاك تاون وعندما طلب مني الجديث أشدت بالجهد الانساني المقدر لجمعية البر و وأكدت علاقتي الحميمة بدارفور التي قضيت فيها أكثر من عامين من أجمل أيام حياتي عندما كانت دارفور تحتضن كل مكونات السودان المجتمعية . أكدت لهم أن دارفور كانت دار سلام ووئام ومحبة بين كل مكوناتها قبل أن يسمم أجواءها إعداء السلام والديمقراطية من سدنة الإنقاذ الذين تعمدوا اثارة الفتن المجتمعية وابتدعوا تصنيفا مسما بين العرب والزرقة الذين كانوا يعيشون في سلام وأمان في أحضانها دون تمييز بينهم.
للأسف كتب البعض منتقداً إفطار جمعية البر لانهم نظروا للإفطار من زاوية ضيقة وهي العائد المادي من الاشتراكات والتبرعات بينما كان اللقاء محشوداً بالعصف الذهني بمشاركة إيجابية من النساء اللاتي طالبن بإشراكهن في العمل الميداني لجمعية البر وقد وجدت دعوتهم إستجابة طيبة. من القضايا التي أثيرت في الافطار ضرورة إحياء رابطة الجالية السودانية كجسم حاضن لكل الروابط والجمعيات السودانية وطرحت اقتراحات عملية نأمل أن تتبلور وتنفذ لإحيائها. مثل هذه الافطارات الرمضانية الجماعية تعزز العلاقات الأسرية خاصة بمشاركة الأطفال والشباب الذين هم في أمس الحاجة لتشرب قبمهم السودانية جالتي تجمع بينهم دون أن تعزلهم عن المحيط المجتمعي الأسترالي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة