ما تفضل به المك أبو شوتال من حديث في المقابلة التي أجراها معه ساجد المثقف الثائر المنحاز لقضايا الأغلبية من شعبه، قد وضع النقاط فوق الحروف.
المك أبو شوتال، عرى خيال المآتة المسمى زوراً وبهتاناً دولة سودانية!!!
حديثه أسقط كل الأقنعة التي ظلت تتوارى خلفها النخب السياسية السودانية الإنتهازية التي عجزت عن تحقيق مضامين الإستقلال السياسية والإقتصادية كما عجزت عن وضع حجر أساس دولة سودانية حديثة تحقق مشاركة عادلة لكل أقاليم السودان في السلطة والثروة.
لذلك ظل السودان متخلفاً والسودانيات والسودانيين يدورون في حلقة مفرغة منذ الإستقلال وحتى اليوم الذي نشهد فيه مأساة الحرب اللعينة!
أكثر من ست عقود إنطوت من تاريخ السودان ونخب المركز الطفيلي المدنية والعسكرية تتصارع على كعكة السلطة والثروة دون التفكير في وضع الركائز الأساسية لبناء دولة سودانية تعبر عن روح العصر الحديث القائم على الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية. ليس هذا فحسب بل عملت هذه النخب الإنتهازية على إخفاء حقيقة الصراع الإجتماعي والسياسي من خلال رفع شعارات هلامية هدفها التجهيل والتضليل لحبس الأغلبية الساحقة من الشعب السوداني تحت هيمنتها، عبر التهميش الإجتماعي والسياسي والإستغلال الطبقي. ومعلوم بالضرورة أن الفئات الفقيرة في المجتمع يكون دورها ضعيفا في إنتاج الوعي السياسي الناضج الذي يمكنها من تشخيص عوامل ضعفها وقوتها ومن ثم السعي لإمتلاك عناصر القوة اللازمة لمواجهة الجهات التي خلقت هذا الواقع نتيجة للجهل والتخلف والفقر بجانب التدخل من جانب نخب المركز الطفيلي التي ظلت تسعى بإستمرار لحقن عقول البسطاء بشعارات فارغة لتخدير عقولهم بأفكار هي أكثر خطورة حتى من حبوب المخدرات التي يتعاطاها الذين ضلوا السبيل، أفكار هدفها قتل العقل وتحويل البسطاء إلى قطيع كما فعل الكيزان الذين هجنوا عقول كثير من أبناء الهامش أمثال الدرديري الذي سمى أهله ب" عرب الشتات " والصادق الرزيقي أو بالأحرى الصادق الأرزقي الذي يدبج مقالات المديح للقتلةالأشرار، وأحمد الصالح صلوحة ومالك عقار وجبريل إبراهيم ومني أركو مناوي وأردول يسوقون البسطاء إلى نار المحرقة حالهم حال شمس الدين الكباشي وإبراهيم جابر وحسن درمود الذي يقاتل في حامية بابنوسة الفرقة ٢٢ دفاعاً عن أسياده في المركز الطفيلي الذي ظل ينهب البترول والغاز والذهب والصمغ العربي والثروة الحيوانية بينما الإنسان في تلك المناطق يفتقر لأبسط مقومات الحياة! المركز الطفيلي فضحه المك أبو شوتال بتوجيه سهام النقد محملاً علي كرتي مسؤولية إشعال نار الحرب اللعينة، بهدف المحافظة على المصالح والإمتيازات التي يتمتع بها هو وجميع أفراد أسرته الذين يحملون جوازات حمراء دبلوماسية .. بينما بعض البسطاء في السودان لا يتوفر على سعر تذكرة بص أو قطار وبعض آخر لا يتوفر على مبلغ من المال يوفر به الرغيف لأسرته أو وصفة الدواء!
ما يجري في السودان اليوم مأساة فيها إستباحة كاملة للإنسان والحيوان والنبات، تقوم بها مليشيات الكيزان الإرهابية بهدف قطع مسار التغيير الذي أطاح نظام الطاغية الضلالي عمر البشير وحاشيته الفاسدة في عام ٢٠١٩م. الإستباحة تخاض بكلفة باهظة ثمنها دماء السودانيين والسودانيات. لكن من وسط الظلام والمأساة نبع الضوء وظهر صوت الحق الذي جهر به المك أبو شوتال الذي وضع النقاط فوق الحروف وقدم نقد جريء لنخب المركز الطفيلي وقدم تصوراً إذا ما تم تطبيقه حتماً سيخرج السودان من هذا المأزق التاريخي.
ما نشهده اليوم في بلادنا يفوق الوصف، مجاعة محدقة بالملايين وألم وتشرد وجوع وفقر.
أمام الألم علينا أن نتعلم الكتابة والتعبير عن آلام الناس الغلابة وضحايا الحروب العبثية، لمواجهة صناع الدمار والخراب الذين أشعلوا نار الحرب من أجل المحافظة على السلطة والإمتيازات على حساب الوطن والمواطن!
مواجهة هؤلاء الأنانيين بالنقد رغم أهميته ليس كافياً، لابد من تقديم رؤى وأفكار وتصورات بانية للدولة والمجتمع والإنسان. لذلك أحيي أشاوس قوات الدعم السريع على رأسهم الفريق محمد حمدان دقلو قائد ثورة الوعي الجديد الذي لخصه حديث المك أبو شوتال. الذي نادى ببناء دولة سودانية جديدة مدنية ديمقراطية فدرالية تحقق مشاركة عادلة لكل أقاليم السودان في السلطة والثروة.
السودانيات والسودانيين الشرفاء وحدهم اليوم يقاومون الموت بموتهم، والتشرد بتشردهم، والإقصاء الممنهج والظلم المستمر بمزيد من الثبات في ميادين النزال والعطاء لإنتاج وعي جديد يخرجنا من ظلام دولة القرون الوسطى التي يقاتل من أجلها الكيزان والإنتهازيين من أبناء الهامش.
ثبات الأشاوس في ميادين النزال لكسر شوكة المعتدين، وفي ذات الوقت إنتاج وعي سياسي ناضج لبناء الدولة والمجتمع والإنسان، يؤكد أن الثورة رجال وليس أوضاع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة